استمع إلى الملخص
- تسعى روسيا لتعزيز التعاون الزراعي مع أفريقيا من خلال تنويع المنتجات وتوسيع الشراكات، مما يعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، رغم القلق من الاعتماد على أسواق محددة.
- ارتفع حجم التجارة المتبادلة إلى 4% من إجمالي تجارة أفريقيا، مع اهتمام متزايد بتعزيز التعاون، مدفوعًا بالوضع الجيوسياسي الجديد بعد الحرب الأوكرانية.
قالت مستشارة وزير الزراعة الروسي أولغا أبراموفا إن 73 % من الصادرات الزراعية الروسية إلى قارة أفريقيا تذهب إلى أربع دول رئيسية هي: مصر، الجزائر، ليبيا والسودان. وأضافت أن تطوير صادرات القطاع الزراعي إلى الدول الأفريقية يمثل فرصة واعدة، حيث تُعد القارة سوقاً كبيراً للمنتجات الروسية.
وأكدت أبراموفا في تصريحات لصحيفة إزفيستيا الروسية، الجمعة، أن هناك إمكانية لبناء علاقات ثنائية متينة مع هذه الدول. ووفقاً لوزارة الزراعة الروسية فإن دول شمال أفريقيا تمثل الشريكة الرئيسية لروسيا في هذا المجال. وأوضحت الوزارة أن المنتجات الرئيسية المصدرة تشمل الحبوب، وبشكل خاص القمح الذي يمثل 78% من الهيكل القيمي للصادرات الروسية في عام 2023، بالإضافة إلى الزيوت النباتية التي تشكل 14%.
وشهدت صادرات روسيا إلى مصر ونيجيريا والمغرب زيادة ملحوظة هذا العام، كما بدأت البلاد بتصدير منتجاتها الزراعية إلى إثيوبيا وجيبوتي وزيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما زادت مبيعات زيت الصويا، الذي يتم تصديره إلى الجزائر ومصر. ووفقاً للوزارة، فإنه بحلول عام 2025، يتوقع توسيع وجهات التصدير لتشمل دولاً مثل تونس والمغرب وأنغولا. كما يظل زيت دوار الشمس أحد المنتجات التقليدية المصدرة إلى السوق الأفريقية، حيث يمثل حوالي 10% من الهيكل القيمي للصادرات سنوياً. ويُعتبر كل من مصر وتونس وليبيا من أبرز المستوردين في هذا المجال، مع تسجيل زيادة ملحوظة في الصادرات إلى المغرب هذا العام.
من جهته، قال الصحافي الاقتصادي روسي فاديم ميكيف لـ"العربي الجديد"، إن "المبادرات التي تتخذها وزارة الزراعة الروسية لتعزيز الصادرات الزراعية إلى أفريقيا تظهر رؤية استراتيجية تُعزز من التعاون الدولي في ظل الظروف الحالية". وأضاف أن "توسيع نطاق الشراكات مع الدول الأفريقية، مثل مصر والجزائر، يعتبر خطوة إيجابية نحو تحقيق تنمية مستدامة"، وتابع "كما أن التركيز على تنويع المنتجات الزراعية المصدرة يساهم في تلبية احتياجات السوق الأفريقية المتنوعة، مما يعزز من قدرة روسيا على المنافسة في الأسواق العالمية".
ورأى ميكيف أنه "رغم الجهود المبذولة لتعزيز الصادرات الزراعية إلى أفريقيا، إلا أن هناك قلقًا بشأن الاعتماد على أسواق بعينها"، مشيرا إلى أن "هذا التركيز قد يعرض روسيا لمخاطر تقلبات السوق أو التغيرات السياسية في تلك الدول. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه روسيا منافسة قوية من دول أخرى تقدم منتجات مماثلة بأسعار تنافسية، مما يجعل من الصعب تحقيق الأهداف المرجوة في السوق الأفريقية".
وأعلن مؤسس نادي الأعمال الأفريقي في روسيا لويس غويند، في أغسطس/ آب الماضي، أن جميع الدول المستقلة في القارة الأفريقية، والتي تقدر بنحو 54 دولة، تسعى إلى تطوير التعاون مع روسيا على مختلف الأصعدة. وأشار غويند إلى أن "حجم التجارة المتبادلة مع روسيا ظل عند 2% لعدة سنوات من إجمالي تجارة الدول الأفريقية، لكنه ارتفع الآن إلى حوالي 4%".
وأضاف أنه "رغم ضعف النسبة، إلا أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح". وأكد أن "الوضع الجيوسياسي الجديد الذي نشأ بعد فبراير/شباط 2022 -الحرب الأوكرانية- قد ساهم بشكل كبير في تسهيل هذا التعاون". وشدد غويند على أن "جميع الدول المستقلة تقريبًا في القارة مهتمة بتعزيز علاقاتها المتعددة الأوجه مع موسكو". كما أشار إلى أن "بعض الدول قد تتواجد فيها نخب في السلطة موالية للغرب، إلا أن الشعوب في تلك البلدان ترغب في إقامة علاقات طبيعية مع روسيا".
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية تعزيز العلاقات الودية مع الشركاء الأفارقة، مشددًا على الرغبة في بناء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب يضم جميع الدول. وعبر بوتين عن ثقته في أن التنفيذ المستمر للخطط والاتفاقات التي يتم التوصل إليها مع الدول الأفريقية سيلبي المصالح المشتركة وسيساهم في ضمان الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية.