اكتشاف آلاف الإعلانات الروسية استهدفت تعزيز الانقسام بأميركا

11 مايو 2018
يشتبه بتورط روسي على أعلى مستوى (فيسبوك)
+ الخط -
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مؤخرًا معلومات جديدة تشير إلى نمو الدعاية الروسية وتطور تكتيكاتها على "فيسبوك" بشكل متزايد على مدى عامين، منذ عمل الروس على محاولة إذكاء الخلاف بين الأميركيين، أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وأعلن أعضاء لجنة الاستخبارات بالكونغرس المنتمون للحزب الديموقراطي، للمرة الأولى أمس الخميس، اكتشافهم لأكثر من 3000 إعلان اشترتها شركة the Internet Research Agency التابعة للكرملين، وروجتها على موقع "فيسبوك"، وسلط الأعضاءُ الضوءَ على التكتيكات المتطورة التي استخدمت فيها لتضخم التوترات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة.

واستخدمت الصفحات الإلكترونية المدعومة من روسيا، تقنيات بسيطة في بداية الأمر، واشترت الإعلانات التي تستهدف شرائح اجتماعية كبيرة، مثل جميع مستخدمي "فيسبوك" في الولايات المتحدة، ولكنها لم تجذب متابعين كثراً في البداية، قبل أن تصبح أكثر حنكة عام 2017، وتشتري إعلانات تستهدف مدناً محددة، أو أشخاصاً بمسميات وظيفية محددة مثل "عمال مناجم الفحم" أو بعض الموظفين بمن فيهم أشخاص يعملون لدى "فيسبوك" نفسه.

وتظهر الإعلانات التي اكتشفت حديثًا، كيف كانت صفحات "فيسبوك" الروسية تعمل على إثارة القضايا الاجتماعية والعرقية الساخنة في قاعدة جماهيرية واسعة، بما في ذلك الهجرة غير الشرعية ووحشية الشرطة، كما حصلت بعض الصفحات على معلومات شخصية عن المستخدمين، من خلال حثهم على ملء استطلاعات معينة أو مشاركة صورهم الشخصية.

وحث إعلان نشرته صفحة Williams&Kalvin الممولة من الدعاية الروسية، الناخبين السود على مقاطعة الانتخابات من خلال شعارات رنانة مثل "لا تصوت" أو "لا أحد يمثل السود". وحاولت إعلانات أخرى إثارة مشاعر الكراهية ضد ترامب بين الأميركيين الأفارقة، فيما يبدو محاولة لعدم تشجيع السود على الانتخاب وخصوصاً أن أغلبية كبيرة منهم تصوت تاريخياً لمرشحي الحزب الديموقراطي.



ويأتي الكشف عن الإعلانات بعد أسابيع من انتهاء الجمهوريين في لجنة الاستخبارات من تحقيقهم حول نشاط روسيا خلال انتخابات عام 2016، وخلص تقريرهم إلى عدم وجود أدلة على تواطؤ بين حملة ترامب والروس، مما أثار غضب الديمقراطيين الذين قالوا إن التحقيق لم ينته بعد.

وأكد الجمهوريون في تقريرهم أنهم يدركون أن أنشطة الروس الخبيثة على الإنترنت مهمة، إلا أنهم لم يجدوها ممولة بشكل جيد أو تحدث تأثيرًا واسعًا، وهو ما أثار اعتراضات واسعة، ولم يعلق الجمهوريون على ما كشفه نظراؤهم الديموقراطيون من إعلانات الدعاية الروسية. 

يذكر أن شركة "فيسبوك" كشفت للمرة الأولى عن النشاط الالكتروني الروسي في شهر سبتمبر/ أيلول 2017، بعد أن وجدت حوالي 470 حسابًا مرتبطًا بوكالة أبحاث الإنترنت the Internet Research Agency التابعة للكرملين، مما أثار غضبًا جماهيريًا كبيرًا وهو ما دفع مسؤولين من شركتي "فيسبوك" و"تويتر" للمساءلة القانونية، إذ أدلوا بشهاداتهم أمام الكونغرس في 31 أكتوبر/ تشرين الأول و1 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وأكد "فيسبوك" في وقت لاحق أنه اتخذ التدابير المناسبة لمنع حدوث تلاعب أجنبي مشابه على منصته، كما ذكرت الشركة أن مراجعة معايير النشر والإعلان أدت إلى إزالة ما يقارب ثلث الحسابات التابعة لوكالة أبحاث الإنترنت الروسية.

 (العربي الجديد)

 

المساهمون