مقتل عروبة وحلا بركات: امرأتان جسدتا ثورة السوريين

22 سبتمبر 2017
عروبة وحلا بركات (فيسبوك)
+ الخط -

قُتلت المعارضة والكاتبة السورية، عروبة بركات، وابنتها الإعلامية، حلا بركات، في منزلهما في الجزء الآسيوي في مدينة إسطنبول التركية. ووجدت الشرطة التركية جثتيهما، مساء أمس الخميس.

عروبة بركات من الناشطات الصحافيات البارزات في سورية، إذ كانت من الأوائل الذين جاهروا بمعارضتهن نظام بشار الأسد عند بدء الثورة السورية عام 2011.

وساهمت في دعم الثورة عبر مجالات عدة، أبرزها الدور الإعلامي والتنظيمي، داخل سورية وخارجها. انضمت بركات إلى "المجلس الوطني السوري" الذي تأسس في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر عام 2011، وكان حينها جسماً سياسياً ممثّلاً للثورة في سورية، وتشكّل من أطياف المعارضة السورية الساعية للحصول على حكم انتقالي يُزيح الأسد من السلطة.

وعُرفت بركات الأم بمواقفها المناصرة للثورة السورية، وانحيازها لتطلعات الشعب السوري، ونقل همومه وأوجاعه، بينما رزح تحت وطأة القصف والحصار.

لكن الميول الثورية لعروبة بركات لم تكن وليدة ثورة عام 2011، إذ أنّها هاجرت من سورية منذ الثمانينيات، عندما قمع النظام السوري الاحتجاجات في مدينة حماة حينها، مما أدّى إلى تهجير عدد كبير من السوريين، بينهم عروبة بركات.

والنقد اللاذع الذي شنّته بركات، المُنحدرة من محافظة إدلب، لم يقتصر على النظام السوري، إذ انتقدت إخفاقات المعارضة السورية، ما جعلها على خلاف مع شخصيات معارضة عدة.

أما ابنتها حلا بركات فتحمل الجنسية الأميركية، وتعمل في القسم الإنكليزي في مؤسسة "أورينت" الإعلامية.

وأفاد الشاعر السوري، محمود الطويل، الذي سبق وعمل مع حلا بركات، بأنها تركت العمل قبل نحو أسبوعين، وانتقلت إلى عملٍ جديد، موضحاً أنّها كانت من أنشط الصحافيين داخل المؤسسة، بالإضافة إلى أنّها تابعت الدراسة إلى جانب عملها، علماً أنها تخرّجت أخيراً من كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "اسطنبول شاهير" التركية.

يشير الطويل إلى أنّ حلا ووالدتها عروبة، لم تفوّتا أي مظاهرةٍ للسوريين في اسطنبول، حيث كانت تشارك الأم في تنسيق التظاهرات والوقفات الاحتجاجية ضد الجرائم التي يتعرّض لها السوريون داخل بلادهم.

بدوره، قال مصدر في مكتب تحرير موقع "أورينت إنكليزية" الذي عملت فيه بركات الابنة "إنّها كانت موجودة منذ افتتاح الموقع، وكانت من المؤسسين".

وأضاف أنه فضلاً عن عملها في الموقع، فقد كانت لها مجموعة كبيرة من التقارير للتلفزيون وشاركت ببرامج للقناة وترجمت عدّة تقارير، لافتاً إلى أنها كانت مؤمنة بالثورة السورية وحاولت إيصال صوت السوريين إلى المواطن الغربي بنهمٍ يتجاوز دورها كموظفة، ذلك عبر ترجمة الأحداث السورية والصلات الكثيرة التي كانت تمتلكها مع الناشطين الأجانب.

ووصفها المصدر نفسه بـ "المرحة والنشيطة"، وقال "لقد كانت مُفعمة بالحيوية وكان كل شيء طبيعياً في حياتها، إضافةً إلى أنها كانت تمتلك غيرة كبيرة على سورية، وهو ما اتضح من خلال عملها في متابعة الصحافة الغربية".

من جهته، أوضح الناشط الإعلامي، جلال الحمصي، الذي سبق أن عمل معها، أنّها كانت مُتفانية في عملها، وتحاول بذل أقصى جهد يمكّنها من تعريف القارئ الأوروبي والغربي بشكلٍ عام بما يجري في سورية، لافتاً إلى أنّها كانت نموذجاً حقيقياً في حب مهنتها وتقديم الكثير لها على الرغم من أنّها كانت منهمكة بالدراسة تزامناً مع عملها.

المساهمون