اعترافات تقي الدين تفتح حرباً بين "ميديا بارت" وساركوزي

17 نوفمبر 2016
حرج لساركوزي بعد اعترافات تقي الدين (جورج غوبيه/فرانس برس)
+ الخط -

تسببت اعترافات رجل الأعمال اللبناني زياد تقي الدين بتسليمه 5 ملايين يورو للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وكلود غيون، نيابة عن نظام الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، بحرب شرسة لا تزال مستعرة بين موقع "ميديا بارت" الإخباري وساركوزي.

آخر جولة من هذه الحرب، وقعت خلال الساعات الماضية، بعد تعليق صاحب موقع "ميديا بارت" الإخباري إيدوي بلونيل، على الردود على اعترافات تقي الدين. فيما لم يتأخر ساركوزي بالردّ عليه بعبارات لم تسقط منها "البذاءة".

وعلّق بلونيل، على تصريحات قادة كبار من حزب "الجمهوريون"، بمن فيهم نيكولا ساركوزي، بعد اعترافات رجل الأعمال اللبناني زياد تقي الدين، والتي تضع رئيس الجمهورية السابق في وضع سيئ، وتهدد بإفشال طموحه للعودة إلى الإليزيه. 

وقال إيدوي بلونيل: "كل المواقع والصحف تتحدث عن لقائنا مع رجل الأعمال زياد تقي الدين، وهو يكشف للعلن، ولأول مرة، عن تسليمه الشخصي لثلاث حقائب، إلى وزير الداخلية (آنذاك) نيكولا ساركوزي ومساعده كلود غيون، تحمل 5 ملايين يورو، من (الجنرال الليبي السابق عبدالله) السنوسي، المسؤول الأمني المقرب من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي".

وواصل بلونيل: "خمس سنوات من البحث والتحقيق، أجراها صحافيو ميديا بارت، لكشف السلطة المافيوية لنيكولا ساركوزي، حسب وصف تقي الدين، الذي كان، في وقت من الأوقات، مقرباً من فريق ساركوزي ولم يكن يبخل بالنصح والتوجيه لكلود غيون، في فندق يوجد خلف وزارة الداخلية الفرنسية".

وتابع بلونيل أنه "إذا كانت كل ردود وتعليقات القياديين في الحزب اليميني تشكك في صدقية ما أوردته "ميديا بارت" وفي مصداقية رجل الأعمال تقي الدين، فلأن هؤلاء، كانوا متواجدين في حكومة نيكولا ساركوزي حين قرر التدخل في ليبيا. ألان جوبيه، كان وزيراً للخارجية، في حين كان فرانسوا فيون، رئيساً للحكومة"، كما يقول بلونيل.

ولأن توقيت هذه الاعترافات جاء في وضع حرج للمرشح ساركوزي، الذي لم يأت في استطلاعات الرأي الأخيرة إلا في المرتبة الثالثة، بعد ألان جوبيه وفرانسوا فيون، وهو ما يُقصيه في الدورة الأولى من أي انتخابات رئاسية، كان رد فعله بالغ القسوة والغضب، مما أخرجه عن طوره، فقال في لقاء له مع صحيفة "لوفيغارو" نشر اليوم: "لديّ احتقار لهذا الحانوت المشبوه الذي يحاول منذ سنوات دونما نجاح أن يوسخني؛ ابتداء من قضية بيتينكور إلى قضية القذافي أثناء الحملة الانتخابية لرئاسيات 2012".

وأضاف ساركوزي "في كل مرة يتأكد أن الأمر يتعلق بمعلومات لا أساس لها، تكذّبها الوقائع. لقد اعترف تقي الدين أمام العدالة بأنه لم يلتَقِ بي منذ 2003. والآن يخترع رواية جديدة. إنها مناورة تثير الغثيان من أجل التدخل في انتخابات اليمين والوسط الفرعية. وإذن فأنا أعلن احتقاري لهذه الشتائم وهذا التدليس البذيء".

كما توعد ساركوزي باللجوء إلى القضاء، وهو ما بدأه القضاء الفرنسي، فعلاً، عبر استجوابه لزياد لتقي الدين، بعد اعترافاته المثيرة، وهو أيضاً، ما أكد إيدوي بلونيل أنه "ينتظره منذ زمن طويل". ​

المساهمون