يصعب تصديق مدى قدرة أهالي قطاع غزة على احتمال يومياتهم الشاقة، وقد مضى أكثر من عام على بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. اليوميات تزداد سوءاً، وتستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قصف المدنيين وحصارهم وتجويعهم. يوم الخميس الماضي، أفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة بأن نحو 345 ألفاً من سكان غزة سيواجهون جوعاً "كارثياً" هذا الشتاء، بعد تراجع إيصال المساعدات، محذّراً من خطر المجاعة في أنحاء القطاع. وبحسب "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)"، فإن ازدياد المساعدات الإنسانية خلال الصيف خفف معاناة أهالي غزة بعض الشيء، لكن سُجّل في سبتمبر/ أيلول الماضي دخول كميّة أقل من الإمدادات التجارية والإنسانية إلى غزة منذ مارس/ آذار الماضي. ولا يزال الغزيون يقفون في طوابير طويلة يومياً لتأمين الحد الأدنى من الغذاء الذي يبقيهم على قيد الحياة، ولا يسد جوعهم. كما أن تأمين المياه، وخصوصاً تلك الصالحة للشرب، لا يزال صعباً. ويتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يواجهون "انعداماً كارثياً للأمن الغذائي" بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 وإبريل/ نيسان 2025 إلى 345 ألف شخص، أي ما يعادل 16% من السكان. وسواء حدث ذلك أم لا، فإن المشاهد اليومية الصعبة لمعاناة الغزيين كافية لتحريك العالم الذي اختار الصمت.
(العربي الجديد)