دخل العدوان على قطاع غزة شهره التاسع من دون أية بوادر جدية لإنهاء الحرب، أو وقف الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة بحق سكان القطاع، والتي تشمل القتل والتجويع والتدمير، وإجبارهم على تكرار النزوح بهدف دفعهم إلى مغادرة القطاع المحاصر منذ 18 عاما متواصلة. وخلال الشهر الأخير، تركز القصف الإسرائيلي على مخيّمات النازحين، كما لم تنج منه مدارس ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، بالتزامن مع مواصلة سلطات الاحتلال حملة التشويه الممنهج ضد وكالة أونروا، والتي تستهدف إنهاء عملها للإجهاز على قضية اللجوء الفلسطينية.
خلفت الحرب المتواصلة عشرات آلاف الشهداء، وأكثر من 100 ألف مصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، كمّا حولت معظم مباني القطاع وطرقه وبنيته التحتية إلى أكوام من الركام، بينما لا يوجد مكان آمن في كل أنحاء القطاع، وكل المناطق التي طلب جيش الاحتلال من سكان غزة الانتقال إليها زاعماً أنها "مناطق آمنة" قام بقصفها لاحقاً.
ومع استمرار الحرب، انهار القطاع الصحي تماماً، إذ خرجت المستشفيات الكبرى من الخدمة بعد استهدافها واقتحامها، وتعمل مراكز طبية محدودة وفق قدرات شديدة التدني، فالوقود شبه منعدم، والأدوية غائبة، والمستلزمات الصحية نادرة، إذ كان جيش الاحتلال يقيد دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لأشهر، وهو يغلق جميع المعابر منذ أكثر من شهر بشكل متواصل، ما ينذر بمجاعة متفاقمة.
(العربي الجديد)