89 عملية استهداف صحافيين ومدونين منذ انطلاق الاحتجاجات العراقية

10 مايو 2021
اغتيالات ومحاولات اغتيال لصحافيين وناشطين عراقيين (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -

أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الاثنين، حدوث 89 حالة اغتيال أو محاولة اغتيال لصحافيين ومدونين وناشطين منذ انطلاق التظاهرات العراقية في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وحذر عضو المفوضية فاضل الغراوي من استمرار استهداف تلك الشريحة في العراق، كما حذّر مما وصفه "انحدار البلاد إلى منزلق خطير في حال استمرار مسلسل الاغتيالات"، مشيراً إلى أن "محاولة اغتيال الإعلامي أحمد حسن في محافظة الديوانية هي محاولة وحشية تستهدف إسكات الكلمة الحرة وتكميم الأفواه وإشاعة الفوضى وخلط الأوراق وأخذ البلاد للمجهول". 

ودان الغراوي محاولة الاغتيال في الديوانية، مطالباً الحكومة والقوات الأمنية بالاضطلاع بدورها في الكشف عن الجهات التي تقف وراء مسلسل الاغتيالات وتقديمهم للعدالة. وأضاف "نحذر من منزلق خطير للبلاد يهدد الكل إذا استمر مسلسل الاغتيالات والفوضى التي تريدها قوى الشر للعراق". 

وأصيب الصحافي العراقي أحمد حسن، الذي يعمل مراسلاً لمحطة "الفرات"، بجروح خطرة نتيجة تعرّضه لمحاولة اغتيال بالرصاص في الديوانية (جنوباً)، فجر الإثنين، بعد 24 ساعة من مقتل الناشط المناهض للحكومة إيهاب الوزني بهجوم مماثل في مدينة جنوبية أخرى هي كربلاء. 

وقالت مصادر صحية عراقية إن الصحافي أحمد حسن، الذي نقل صباح الاثنين إلى مستشفى (الجملة العصبية) في بغداد لخطورة حالته، خضع لعملية في الرأس تم خلالها وقف النزيف في الدماغ، موضحةً لـ"العربي الجديد"، أن حالة الخطورة لم تنته، وأنه سيبقى في العناية المركزة لمدة أسبوعين. 

وفي السياق، أكد محافظ الديوانية زهير الشعلان، وهو رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، الاثنين، أن الخلية الأمنية التي شكلتها الحكومة المحلية لمعرفة ملابسات حادث استهداف الصحافي أحمد حسن، توصلت لخيوط أولية حول الفاعلين، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل. 

وأشار خلال حديث لوسائل إعلام محلية، إلى فرض إجراءات أمنية مشددة على حدود المحافظة، موضحاً أن التحقيق لا يزال مستمراً. وتابع أن "حادث استهداف الصحافي (أحمد حسن) من الحوادث النادرة التي تقع في الديوانية، كونها لم تشهد استهدافات سابقة كهذه مقارنة بالمحافظات الأخرى"، لافتاً إلى أن الحكومة المحلية في الديوانية تتابع حالياً الوضع الصحي للصحافي الذي تعرض لمحاولة اغتيال. 

واعتبر الإعلامي العراقي محمد الموسوي أن محاولة اغتيال أحمد حسن تثبت بدون أدنى شك أن العمل الصحافي في البلاد أصبح ينطوي على كثير من المخاطر في ظل وجود سلاح منفلت ومليشيات وعصابات تسرح وتمرح دون رادع، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة العراقية تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنها لم تكشف ولم تحاسب أياً من الجهات أو الأشخاص المتورطين بقتل الصحافيين والناشطين. 

والأسبوع الماضي، قالت "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق" إنها سجلت 268 انتهاكاً ضد الصحافيين العراقيين خلال عام واحد، ولفتت إلى أن الانتهاكات طاولت العمل الصحافي بجميع أشكاله، وبالمستوى ذاته المعهود خلال السنوات السابقة، من دون وجود أي حلول أو معالجات، مشيرةً إلى استمرار نهج قمع حرية التعبير وتضييق مساحات العمل الصحافي، بالسلاح والعنف والتهديد والوعيد، من قبل العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية. 

المساهمون