أربع سنوات على اختطاف الكاتب والناشر العراقي مازن لطيف.. ما مصيره؟

06 فبراير 2024
فاز بجائزة فولتير في مايو 2023 (فيسبوك)
+ الخط -

يستذكر أصدقاء الكاتب والناشر العراقي البارز مازن لطيف رفيقهم المغيب منذ نحو 4 أعوام من دون التوصل إلى أي خيط للعثور عليه أو معرفة مصيره، وفيما تستمر عائلة لطيف بمطالبتها السلطات العراقية بالكشف عن مصيره، أكدت مصادر أمنية أن ملف التحقيق الخاص بـالكاتب المختطف ما زال مفتوحاً لكن من دون تفاصيل مهمة.

واختطف لطيف على أيدي عناصر مسلحة مجهولة في الأول من فبراير/ شباط 2020، على أثر حملة أقدمت عليها مليشيات اغتالت وروعت الناشطين والمتظاهرين الذين شاركوا في تظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2019. وكان الظهور الأخير لمازن لطيف في بغداد قرب مقهى في ساحة الميدان، وسط العاصمة، واختفى بعدها وأغلق هاتفه.

وأفاد ثلاثة من أصدقاء ورفاق مازن لطيف لـ"العربي الجديد"، بأن "المعلومات التي تتوفر عنه هي ذاتها التي أعلن عنها قبل أربعة أعوام، وأنه اختطف بالقرب من سوق هرج في ساحة الميدان، وسط بغداد، ولم تقدم السلطات الأمنية لحد الآن أي تفاصيل جديدة"، وبيّن أحدهم لـ"العربي الجديد"، أن "جماعات سياسية ومسلحة كانت قد شنت هجمة ضد مازن لطيف بصفته من نشطاء تظاهرات تشرين الأول".

وأضاف رفيقه الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الجماعات المسلحة وعبر صفحاتها ومواقعها على منصات التواصل الاجتماعي، نشرت فيلماً بعد اختطافه بعام تقريباً، سعت من خلاله إلى توريط مازن رغم اختطافه باتهامات غير صحيحة، وتلفيق أنشطة مختلفة بحجة أنه كان يقوم بها، وهذا لا يشبه عمل مازن لطيف، لا سيما أنه متخصص بنشر الكتب ومتابعة الوضع الثقافي العراقي".

من جهته، قال أحد أقرباء مازن لطيف إن "السلطات الأمنية والقضائية لم تتقدم بالتحقيقات الخاصة باختطافه، واكتفت بالكشف عن توقيت الحادث ومكانه، كما أنها لم تراجع الكاميرات المنتشرة في شوارع بغداد لملاحقة الخاطفين"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "ملف التحقيق لا يزال مفتوحاً بنسختيه القضائية والأمنية، لكن من دون جدوى، فيما ترد تسريبات بين فترة وأخرى بأن الخاطفين أقدموا على تصفيته بعد اختطافه بأشهر قليلة".

ومازن لطيف كاتب وإعلامي من مواليد مدينة بغداد عام 1971، شغل منصب رئيس تحرير مجلة نهراي، التي تعتبر أهم مجلة عراقية تهتم بالذاكرة والتراث العراقي، كما أن له مجموعة مؤلفات، منها "المثقف التابع" و"علي الوردي والمشروع العراقي" و"العراق حوار البدائل" و"الإخوان المسلمون في العراق" و"يهود العراق تاريخ وعبر" و"يهود العراق موسوعة شاملة".

وأشار الناشط العراقي أيهم رشاد إلى أن "أغلب التحقيقات التي أعلنت عنها حكومة عادل عبد المهدي كانت وهمية، لأن حكومة عبد المهدي كانت سبباً رئيسا في منح المساحة الكافية للمليشيات المسلحة لاختطاف وقتل الناشطين"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "مازن لطيف ليس وحده، بل لدينا نحو 10 ناشطين وصحافيين مغيبين ولا نعرف مصيرهم، من ضمنهم الصحافي توفيق التميمي والناشط جلال الشحماني وغيرهما".

ولفت رشاد إلى أن "تغييب الأصوات الحرة والوطنية كان ولا يزال منهجاً لدى قوى السلاح التي تجول في العراق من دون محاسبة أو إيقاف، فهي أقوى من الدولة ومؤسساتها، ولا تسمح لأي مسؤول أمني أو قضائي بملاحقتها أو محاسبتها، بالتالي فإن المنظومة الحاكمة بكل مفاصلها هي المسؤولة عن تغييب لطيف وغيره من المثقفين والصحافيين والناشطين العراقيين".

وفي مايو/ أيار العام الماضي، فاز لطيف بجائزة فولتير التي يمنحها الاتحاد الدولي للناشرين، في حفل توزيع جوائز منتدى التعبير الذي أقيم في مدينة ليلهامر بالنرويج، ما دفع مثقفين عراقيين لاستذكار لطيف ومطالبة الحكومة العراقية الحالية بالكشف عن مصيره.

وأعلن الاتحاد الدولي للناشرين عن منح جائزة خاصة للشاعر ومؤلّف كتب الأطفال الأوكراني فولوديمير فاكولينكو، ومنح مازن لطيف جائزة فولتير. وقالت رئيسة لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد كريستين أينارسون، آنذاك، إنّ مازن لطيف "التزم تجاه المجتمع الأدبي وحرية التعبير في العراق، ويجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعاً، وندعو من أخذوه إلى إعادته سالماً".

ونقلت وسائل إعلام فعاليات الحفل، وجاء في كلمة نائب رئيس الاتحاد غفانتسا جوبافا أنّ "إسكات التعبير الثقافي هو إحدى أدوات الأنظمة القمعية. يجب أن نقاوم ترهيبهم، وأن نحتفي بالمؤلفين والناشرين الشجعان الذين يساعدوننا في تجربة وفهم تنوع ثقافاتنا. مازن لطيف علي وفولودييمر فاكولينكو بطلان".

المساهمون