غيَّبَ الموت الصحافي والكاتب اللبناني جورج ناصيف (72 عاماً)، أمس الأحد، بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض ليختتم "مسيرة حافلة بالكتابات والمواقف الوطنية الجريئة والقلم الحرّ"، كما اختصرها زملاؤه.
وعمل ناصيف في صحف لبنانية وعربية، بينها "السفير" و"البيان". وكانت أبرز مساهماته في صحيفة "النهار". وكان ناصيف في عداد الصحافيين المصروفين من "النهار" عام 2009 إلى جانب زملاء كثرٍ لأسبابٍ ربطت بالعجز المالي الذي عانت منه الجريدة.
وودّع ناصيف عددٌ من الصحافيين والإعلاميين والأصدقاء والمحبين بمقالات وكلمات تحدثت عن محطاتٍ من حياته والخسارة التي منيت بها الصحافة مع رحيله. وانتشرت تغريدات رثاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مدير تحرير جريدة "النهار" اللبنانية غسان حجار، اليوم الاثنين، في مقال ضمن مساحة خصّت بها الصحيفة ناصيف وأعطت فيها فرصة لزملائه للتحدث عنه وعن مسيرته: "لا يمكن إغفال مهنية ناصيف، كانت الكتابة في ملعبه. قلمه سيال، لم يعجزه موضوع ما في السياسة ولكن أيضاً في القضايا الإنسانية والاجتماعية والروحية، ولم يستعصِ عليه يوماً أن يبلور فكرة وينجز كتابة المقال بسرعة ملفتة، فقد (كانت رأسه محشورة) بالأفكار". وأضاف "هذه الغزارة كانت تورطه أحياناً في حالٍ من الضياع والفوضى، لأنه يريد إنجاز كل الأمور في وقتٍ واحدٍ لكنها من نوع الفوضى المحببة".
ونعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي ناصيف، الذي "عرفته الصحافة اللبنانية كاتباً وإعلامياً ومثقفاً من الطراز الرفيع، وناشطاً في جمعية الشبيبة الأرثوذكسية ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وكانت صحف السفير والكفاح العربي والنهار إضافة إلى عدد من الصحف الخليجية مسرحاً لقلمه الرشيق الديباجة، الشيق الأسلوب، المطلع بعمق على قضايا الإنسان بفكره التقدمي وإيمانه المستقيم بحوار الحضارات وتفاعلها". وقال القصيفي "كان ناصيف منفتحاً ودوداً صاحب مواقف اتسمت بالوطنية والجرأة بنهجٍ مسالمٍ وهو من طبيعة المفكر الملتزم".
وقالت مؤسسة سكايز (مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية)، إن "ناصيف أرسى نهجاً صحافياً عامراً شكّل بوصلة سياسية وإنسانية وفكرية".
غيّب الموت الصحافي الكبير #جورج_ناصيف في سنه الاثنين وسبعين. أرسى جورج ناصيف نهجاً صحافياً عامراً شكّل بوصلة سياسية وإنسانية وفكرية. له الرحمة ولنا ذكراه الطيبة. pic.twitter.com/7wY0J5wd34
— Samir Kassir Eyes (@SK_Eyes) September 6, 2021
وكتب الوزير السابق طارق متري "كتب وصمت ومشى. كثيرا ما خرجت كلمات جورج ناصيف من قلبه ومن جرحه. امتحنه الألم ولم يفارقه الود والصبر والثبات على إيمانه. رحل إلى حيث لا حزن ولا تنهد".
وقال الصحافي عمر حرقوص "في بيروت يودع الأصدقاء الصحافي جورج ناصيف.. الرجل الذي قاوم احتلالين وناضل طويلاً ليكون وطنه منتصراً. دفع أثماناً كثيرة لمواقفه، ومنها إبعاده في التسعينيات عن صحيفة النهار بطلب من جماعة غازي كنعان. ولكنه عاد لاحقاً لغرفته بجانب سمير قصير في مبنى النهار بشارع الحمرا. خسارة الرفيق جورج".
في بيروت يودع الأصدقاء الصحافي جورج ناصيف.. الرجل الذي قاوم احتلالين وناضل طويلا ليكون وطنه منتصراً.
— O m a r H a r k o u s (@oharkous) September 6, 2021
دفع أثمان كثيرة لمواقفه ومنها إبعاده في التسعينات عن صحيفة النهار بطلب من جماعة غازي كنعان. ولكنه عاد لاحقا لغرفته بجانب سمير قصير في مبنى النهار بشارع الحمرا.
خسارة الرفيق جورج