اشتكى عدد من الصحافيين الفلسطينيين من حجب تطبيق واتساب لعشرات الأرقام الفلسطينية، عقب تداولها تفاصيل الأحداث الميدانية الجارية على الساحة الفلسطينية في الأيام الأخيرة.
ونشر عشرات الصحافيين عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "واتساب" حظر أرقامهم بفعل نشاطهم الإخباري، بعد تداولهم للأخبار الميدانية الخاصة بأوضاع قطاع غزة، والأحداث المُتعلقة به، ما ألحق بهم الضرر، بفعل توقف متابعتهم للمجموعات الإخبارية الخاصة عبر التطبيق.
واعتاد الصحافيون خلال الفترات الماضية على حظر أرقامهم، أو صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل الأحداث، أو بعدها، كما حصل في معظم الحروب، والأحداث المركزية، إذ تصل إليهم رسالة إلكترونية يفيد مضمونها بأنه "تم حظر رقم الهاتف من التفاعل على واتساب"، مُضمنة بطلب التواصل مع فريق الدعم للحصول على المُساعدة والتفاصيل الخاصة بإعادة تفعيل الرقم، في حال حدوث أي خطأ.
ويقول الصحافي الفلسطيني، مثنى النجار، إنه فوجئ مساء أمس الأحد بحظر رقمه، وأرقام مجموعة من زملائه داخل المكتب من دون أي سابق إنذار، وذلك نتيجة عملهم الإعلامي، ومتابعتهم الإخبارية للأحداث الدائرة ميدانياً، ونقلهم المتواصل للأخبار والتقارير الصادِرة من قطاع غزة.
ويبين النجار لـ"العربي الجديد" أنه كان يعمل بشكل طبيعي، قبل أن يفاجأ بإغلاق "واتساب"، ووصول رسالة تقول "لا يمكن لهذا الحساب استخدام واتساب، لقد أكملنا مراجعتنا، ووجدنا أن نشاط هذا الحساب يُخالف شروط الخدمة لدى واتساب".
ويوضح النجار، الذي تعرض للحظر من "واتساب" أكثر من مرة، أنه يعتمد على التطبيق بشكل كبير في التواصل، وفي المجموعات الإخبارية والخدماتية الخاصة بإتمام عمله الصحافي، وأن حظر الرقم وحذف جميع البيانات الخاصة به أثّر عليه بشكل كبير، خاصة أن جميع البيانات المُخزنة والهامة كانت من ضمن المواد المحذوفة.
ويلفت النجار إلى أن حظر الرقم عطّل عمله، إذ يعتمد عليه في تبادل المواد بجودتها العالية، وكذلك تبادل المعلومات الصحافية والقصص والأفكار التي يعمل على إنتاجها، إلى جانب التواصل الاجتماعي والأُسري، ويضيف "فجأة أصبح الحساب خاوياً وكأنه لم يكُن".
في الأثناء، تُشير الصحافية الفلسطينية، دُعاء روقة، إلى أنها تعرّضت للحظر فجأة مع مجموعة من الصحافيين، خلال عملهم الميداني في قِطاع غزة، وتقول "كنت أنا ومجموعة من الزُملاء في مهمة عمل صحافية، وفوجئت بعدم قدرتي على الدخول إلى تطبيق واتساب، وعند إخباري لزملائي بالأمر، فوجئوا كذلك بحظرهم، وعدم استطاعتهم الدخول، إلى جانب ضياع كافة بياناتهم".
وتُبين روقة في حديث مع "العربي الجديد" أن حظر الرقم عطّل عملها، وتسبب بحالة من البلبلة بعد فقدانها لكافة المجموعات الإخبارية لتبادل الأخبار، والمجموعات الصحافية الخاصة بالاستفسار عن الأرقام، والعناوين، والمجموعات الخاصة بالفعاليات الميدانية، وتبادل الأفكار والقصص التي يجري العمل عليها.
وتُشير إلى أن حظر الرقم تزامن مع حذف كافة البيانات والمعلومات المُخزنة، وجهات التواصل والرسائل المتعلقة بعملها، ما تسبب بحالة من الضيق والإحراج مع أصحاب التقارير التي يجري التنسيق والعمل على إنجازها.
وتوضح أهمية "واتساب" في تبادل الافكار وفي التنسيق للعمل الميداني، لافتةً إلى أن إغلاق الحسابات يأتي ضمن سياسة مُلاحقة المحتوى الفلسطيني على كافة منصات التواصل الاجتماعي، بما فيها "واتساب" و"إنستغرام".