يبدو أن سهرة "تريو نايت"، التي أقيمت في الرياض ليلة رأس السنة، ستكون لها تداعيات لناحية علاقة شركة الإنتاج مع عدد من الفنانين ممن أبدوا استياءهم بعد حذفهم من قائمة المشاركين. ويبدو أن القضية ستتصاعد في الأيام القليلة المقبلة، في وقت بدا واضحاً أن استقدام المغنية اللبنانية نوال الزغبي، ما هو إلا جائزة ترضية، بعد فضّ عقدها مع الشركة قبل نحو عام. الزغبي تحاول مع شقيقها ومدير أعمالها، مارسيل، التغلّب على مصاعب الإنتاج والتوزيع لأعمالها الغنائية، في وقت تعاني زميلتها إليسا من سوء معاملة أيضاً بسبب قلة خبرتها مع شركات التوزيع والإنتاج، بدليل فسخ تعاقدها مع شركة "وتري" الموسيقية قبل أسبوع.
ماذا أرادت روتانا من ليلة "تريو نايت"؟ بداية، صاحب فكرة حفل رأس السنة، هو مدير الشؤون الفنية في "روتانا"، طوني سمعان، الذي يحاول بكل ما أوتي من صلاحيات الإبقاء على موقعه، ودعم مدير روتانا للصوتيات، سالم الهندي، ونسب النجاح الكامل له. الهندي الذي لم يوفر توزيع ابتساماته طوال الحفل متسلحاً بالكاميرات التي غزت الكواليس كما المسرح، ممسكاً بأيادي الفنانين، عرف كيف يحسم وجوده هذه المرة، وهو الوحيد القادر على فرض أفكاره على هيئة الترفيه في الرياض، وتنفيذ أضخم الحفلات المشابهة لما حصل في "تريو نايت".
كل ذلك يعيد "روتانا" إلى الحقبة التي شهدت تألق الشركة في زمن التسعينيات وبداية القرن الحالي. ورغم الاختلاف مع عدد كبير من المغنين المنتسبين للشركة، أو غير المنتسبين، استطاع الهندي أن يرد على كل المشككين بأنه القابض على القرارات التي تضع لائحة المغنين للوقوف ضمن الفعاليات الفنية في السعودية.
من هنا، تنادت بعض الأصوات التي ترتبط بعلاقة مع الشركة السعودية، للسؤال عن موقعها من كل ما حصل ويحصل، ولماذا استثنيت من الحضور. من ضمن هذه الأسماء المغني فارس كرم، الذي يُغيب عن معظم النشاطات في السعودية، وكذلك كارول سماحة، وغيرهما.
بداية هذه السنة ستشهد تراجعاً في إنتاجات الشركة السعودية للأغاني أو الإصدارات الموسيقية. كما هناك أنباء عن نية فارس كرم إنهاء عقده مع "روتانا" خلال الأسابيع المقبلة، ليصبح كرم الثالث بعد إليسا ونوال الزغبي خارج سلطة الشركة، في وقت تربح نانسي عجرم وحدها الجولة ضمن المعادلة؛ إذ تُسجل أكبر نسبة حفلات لها، من دون أي إنتاج توليه للشركة السعودية.
تجربة "تريو نايت" كفيلة هذه المرة بإعادة تحريك عجلة الشركة مرة جديدة، وسط تقلبات سوق الإنتاج والتوزيع، ومداهمة التقنيات الحديثة لعالم الربح والإنتاج والتوزيع. لكن، في المقابل، يمكن القول إن "روتانا" اليوم تمسك بسوق الحفلات، ليس فقط في الرياض (وهي المدينة الأهم بالنسبة للمغنين)، بل في عدة بلدان أخرى، مثل الكويت التي تتحضر قريباً لمهرجان "هلا فبراير"، إضافة إلى دبي والبحرين والقاهرة.