نظريات المؤامرة تكتسح الإنترنت بعد محاولة اغتيال ترامب

14 يوليو 2024
أصيب دونالد ترامب بجروح في أذنه، 13 يوليو 2024 (ريبيكا دروك/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحديد هوية مطلق النار وتفاصيل الحادثة**: أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن توماس ماثيو كروكس هو مطلق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابة ترامب بجروح في أذنه ومقتل المشتبه به وأحد المارة.

- **انتشار الشائعات والاتهامات**: انتشرت نظريات المؤامرة والاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم بعض الجمهوريين الرئيس بايدن بالتحريض على الاغتيال، بينما زعم آخرون أن الحادثة "مسرحية" من أنصار ترامب.

- **تحذيرات الخبراء ودور منصات التواصل**: حذر خبراء المعلومات المضللة من تداول الشائعات غير المؤكدة، وأكدت كيتي هارباث أن منصات التواصل الاجتماعي تواجه صعوبة في احتواء المعلومات الخاطئة بعد الأحداث الكارثية.

حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي)، في بيان، هوية مطلق النار على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أنه توماس ماثيو كروكس (20 عاماً). وأكّد في مؤتمر صحافي سابق أنّ السلطات تحقق في إطلاق النار باعتباره محاولة اغتيال، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية. لكن ذلك لم يمنع سيلاً من النظريات التي لا أساس لها من اجتياح منصات التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من الواقعة. وزعمت بعض الحسابات التابعة لليسار على الفور بأن إطلاق النار "عملية زائفة" ارتكبها أنصار ترامب. واتهم البعض في أقصى اليمين الرئيس جو بايدن بإصدار أمر بضرب منافس سياسي.

وأصيب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (78 عاماً) بجروح في أذنه خلال إطلاق نار، السبت، على تجمّع انتخابي حاشد في باتلر في ولاية بنسلفانيا، فيما قُتل المشتبه به وأحد المارة وأصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة. وأثناء إجلائه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في علامة تحدٍّ، وقال لاحقاً: "أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى". وعبّر زعماء العالم عن صدمتهم جرّاء محاولة الاغتيال، وشدد بايدن أنّه "يجب على الجميع إدانة" إطلاق النار الذي وقع خلال التجمّع الانتخابي لترامب السبت. وأضاف: "لا مكان لهذا النوع من العنف في أميركا، يجب علينا أن نتّحد، بصفتنا أمّة، لإدانته".

اتهامات في كل اتجاه: بايدن والإعلام واليسار و"الشياطين"

بعد دقائق من إطلاق النار، بدأ مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي اليمينيون والجمهوريون في التلميح إلى أن الشخصيات النافذة كانت مسؤولة، مسؤلية مباشرة أو غير مباشرة، عن محاولة الاغتيال. فكتب النائب مايك كولينز (جمهوري من ولاية جورجيا) على منصة إكس أن "جو بايدن أطلق الأوامر"، وحصل منشوره على أكثر من 4 ملايين مشاهدة، ودعا لاحقاً بايدن إلى مواجهة اتهامات بـ"التحريض على الاغتيال".

وعلى نطاق أوسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، قال أحد مستخدمي "تيك توك" الذي ينشر تحت اسم @theoldermillenial.1 لمتابعيه البالغ عددهم 1.2 مليون: "أعتقد أن القضايا المعروضة على المحكمة لم تكن تسير على ما يرام، فقرروا تجربة طريقة مختلفة. يا شباب، لا تنسوا، هذا ما يستطيع اليسار فعله". وكتب Shadow of Ezra، وهو حساب مجهول لنشر نظريات المؤامرة على "إكس"، أن "الدولة العميقة حاولت اغتيال دونالد ترامب على الهواء مباشرة"، في منشور استقطب أكثر من مليون مشاهدة، وفقاً للبيانات التي جمعتها أداة Junkipedia. منشور آخر وصف إطلاق النار بأنه "الثمن الذي تدفعه عندما تقضي على نخبة من المتحرشين بالأطفال الشيطانيين" شوهد أكثر من 2.5 مليون مرة.

كثيرون آخرون حمّلوا بايدن والجناح اليساري ووسائل الإعلام مسؤولية التحريض على أعمال العنف. وقال السيناتور تيم سكوت (جمهوري عن ولاية ساوث كارولينا)، الذي ذكره ترامب بوصفه مرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس، إن المحاولة "لقيت مساعدة وتحريضاً من اليسار الراديكالي والإعلام". وألقت نيكول شاناهان، المرشحة لمنصب نائبة الرئيس مع المرشح الرئاسي روبرت إف. كينيدي جونيور، وإحدى منتقدي ترامب، باللوم على "اللجنة الوطنية الديمقراطية ووسائل الإعلام التقليدية" في التحريض على الهستيريا، التي أدت، كما كتبت، إلى أعمال العنف. وكتبت النائبة مارجوري تايلور غرين على "إكس" أن الديمقراطيين “أرادوا رحيل ترامب لسنوات، وهم على استعداد لفعل أي شيء لتحقيق ذلك".

انتشرت كلمة "ممسرح" (Staged) على "إكس" بكثافة في الساعات التي تلت إطلاق النار، إذ اعتبر مستخدمون أن الحادث "ملفق". وقام آلاف الأشخاص بإعادة تغريد ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن الطلقات جاءت من مسدس من طراز BB.

الخبراء يحذرون من تداول الشائعات بعد إطلاق النار على ترامب

في أعقاب ذلك، حث خبراء المعلومات المضللة الجمهور على عدم مشاركة المعلومات غير المؤكدة عبر الإنترنت. وقالت ميغان سكواير، نائبة مدير تحليلات البيانات في مشروع الاستخبارات التابع لمركز قانون الحاجة الجنوبي، لصحيفة واشنطن بوست: "حوادث العنف السياسي تفرخ نظريات المؤامرة والروايات الكاذبة، إذ يحاول البعض تحريف الحدث ليناسب أجنداتهم المختلفة". وأضافت: "هذه الحادثة غير مختلفة؛ يلفق أشخاص مؤامرات، وحتى يلقون اللوم على الأبرياء إما لارتكاب هذه الجريمة وإما للتحريض عليها".

لكن القنوات اليمينية المتطرفة على المنصات المشفرة كانت مليئة بمزيج من الصدمة والغضب ونظريات المؤامرة، وفقاً لـ"واشنطن بوست". وانتشرت الشعارات المنتصرة والدعوات إلى الحرب الأهلية. ومن دون أي تعليق من السلطات بشأن المشتبه بهم أو دوافعه، تبنى متطرفو MAGA على الفور فكرة محاولة اغتيال ذات دوافع سياسية.

انتشرت المعلومات المضللة بينما كان المتصيدون يبحثون عن نقرات سهلة من خلال مشاركة لقطات ومعلومات غير مؤكدة حول الأشخاص الذين زعموا أنهم المعتدون. ألقى البعض باللوم على المتشددين المناهضين للفاشية (أنتيفا)، بينما فبرك آخرون تفسيرات مفصلة تتعلق بالدولة العميقة والشياطين. أجرت العديد من حسابات تروج لتفوق العرق الأبيض مناقشة عبر "إكس" حول كيفية محاولة اليهود اغتيال ترامب.

وكتب جاكسون لامير، رئيس مجموعة "قساوسة مناصرون لترامب" اليمينية المتطرفة ومقرها أوكلاهوما، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى المشتركين، في غضون ساعتين من الحادث: "إنهم يريدون حرباً أهلية. يجب أن نفوز. الدولة العميقة فشلت. يد الله في حماية الرئيس ترامب". وألقت المؤثرة المحافظة لورا لومر والمضيف الإذاعي إريك إريكسون باللوم على بايدن. ونشر الحساب اليميني "إل دونالدو ترامبو" صورة لجون إف. كينيدي من يوم اغتياله مع التعليق التالي: "اليوم ليس يومك، الدولة العميقة!!!". وزعم عدد من الحسابات أنّ "مناصر أنتيفا المتطرف مارك فيوليتس" هو مطلق النار وأنه ناقش خطته في وقت سابق في مقطع فيديو على موقع يوتيوب. لكن الفيديو أظهر صورة شخص آخر لا علاقة له بإطلاق النار.

ماذا تفعل منصات التواصل؟

قالت كيتي هارباث، مديرة السياسة العامة السابقة في "فيسبوك" التي تشغل الآن منصب كبيرة مسؤولي الشؤون العالمية في شركة الاستشارات Duco Experts، إن منصات الإنترنت غالباً ما تكافح لاحتواء المعلومات الخاطئة حول الأحداث الكارثية بعد وقت قصير من وقوعها بسبب نقص المعلومات الموثوقة والوقت الذي يستغرقه الرد عليها. وأضافت أن مثل هذه المواقف "هي الأصعب في ما يخص المنصات للإشراف عليها، لأن حقائق ما حدث لا تزال معروفة، ويجب إعادة تدريب الخوارزميات للبحث عن محتوى محدد والسماح للمراجعين البشريين بمعرفة ما هو مقبول وما هو غير مقبول".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الإجراءات التي يحتمل أن تفكر منصات التواصل الاجتماعي في اتخاذها الآن تشمل إرسال أي طلبات محتملة من جهات إنفاذ القانون للحصول على معلومات والنظر في صور إطلاق النار لمعرفة ما إذا كان أي منها ينتهك معاييرها. وأضافت هارباث أن من المرجح أن يراقب مسؤولو السياسة المعلومات المتعلقة بهوية مطلق النار من أجل إغلاق حسابه.

المساهمون