موسيقى طارق الناصر تفتتح مهرجان جرش

افتتحت "مجموعة رم – طارق الناصر" فعاليات الدورة الـ36 من مهرجان جرش للثقافة والفنون مساء الأربعاء، في حفل موسيقي فلكلوري أحيته على المسرح الشمالي في المدينة الأثرية العتيقة في جرش.

ومزج الناصر في عرضه الافتتاحي بين أعماله الخاصة وأغنيات منتجة خصيصاً لافتتاح المهرجان. بدأ الحفل بقصيدة "جراسيا" من تأليف الشاعر حيدر محمود وغناء نتالي سمعان وعدي النبر، قبل أن يتيح الناصر للمغني المصري وائل الفشني والسورية ميس حرب تقديم أغنية "يا محلى الفسحة" من تراث بلاد الشام، فيما قدمت بعدها المغنية الأردنية نداء الجمعاني "المربوعة".

وعلى إيقاع دبكات فرقة الرمثا للفنون الشعبية، مزج الناصر بين الموروث الشعبي وموسيقاه، في لوحة "يا علا"، وقدمت "أوركسترا رم" المقطوعة الموسيقية "أردن"، لتختتم الحفل بلوحة فلكلورية بعنوان "معانية".

وشارك في إحياء العرض الموسيقي 31 موسيقيا من عازفي وتريات وإيقاعات وهوائيات والجوقة الغنائية، بالإضافة إلى الغناء المنفرد.

وفي كلمتها، قالت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار إن المهرجان يعكس صورة الأردن الحضارية، لافتة النظر إلى تقديم فعاليات فنية ثقافية إبداعية متنوعة. كما أكدت النجار أن المهرجان كما هو مساحة للفرح وفضاء للعائلة، يعد منصة للحوار والتفاعل بين الشعوب، وجسرا للتواصل والتعريف بالفن والفنان الأردني، ومشروعا لبناء الوجدان والهوية الوطنية من خلال ما يقدم فيه من برامج وفعاليات تدون السردية الأردنية.

وأشارت النجار إلى أن المهرجان يؤكد مقدرة الأردن على تجاوز التحديات، لافتة إلى عمر المهرجان الذي تجاوز أربعة عقود، وهو من المهرجانات العالمية القليلة التي لا تزال مستمرة. 

من جهته، أكد رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد هاشم العتوم أن أهالي المدينة حرصوا، عبر السنوات الماضية، على إبراز مدينتهم واجهةً سياحيةً تستقطب الزوار من جميع أقطاب العالم.

وقام مندوب راعي الحفل بإيقاد شعلة "مهرجان جرش" إيذاناً بانطلاق فعالياته، وسط إطلاق للألعاب النارية احتفاء ببدء المهرجان الذي يحتوي على عدد كبير من الفعاليات، التي تبلغ نحو 250 فعالية فنية وثقافية وحرفية، يشارك فيها 1500 مثقف وفنان وفنانة من الأردن والدول العربية ودول العالم، إضافة إلى عروض لـ25 فرقة فنية. وتشارك مجموعة من نجوم الغناء الأردني والعربي في برنامج العروض، من أبرزهم: تامر حسني، وعاصي الحلاني، ومروان خوري، ودلال أبو آمنة، ورابح صقر.

وعلى هامش الحفل، قال المؤلف الموسيقي والملحن طارق الناصر لـ"العربي الجديد": "عندما تقف على مسرح يعود تاريخه إلى عام 165 ميلادي، ستشعر بالزهو والفخر الشديدين، وكان لمجموعة رم الحظ بأن تختتم فعاليات المهرجان عامي 2000 و2011".

وعرف الجمهور الناصر عبر تأليفه وتوزيعه الموسيقى التصويرية للمسلسل السوري "نهاية رجل شجاع" عام 1998، حيث اعتبر النقاد هذه الموسيقى نقلة في صناعة الموسيقى التصويرية للدراما العربية، خاصة في سورية، ليؤسس بذلك مدرسة جديدة اتبعها من بعده كثيرون، وانتشر اسمه بعد ذلك، خاصة مع تأليفه وتوزيعه موسيقى العديد من المسلسلات المشهورة مثل "الكواسر"، و"أخوة التراب"، و"يوميات مدير عام"، و"الملك فاروق"، و"أبواب الغيم" وغيرها، وتعامل خلال مشواره مع الكثير من المخرجين منهم نجدة أنزور والراحل حاتم علي وهشام شربتجي. وكان الناصر قد حاز على الجائزة الذهبية لأفضل موسيقى تصويرية في "مهرجان القاهرة للإعلام" عام 2007 عن تأليف وتوزيع موسيقى مسلسل "الملك فاروق" ومسلسل "رسائل الحب والحرب".

و"رم" هي مساحة موسيقية مستقلة للناصر ولمن يشارك في عروضها. تأسست المجموعة قبل أكثر من 24 عاماً، وضمت في مشوارها أكثر من 200 موسيقي أردني وعربي ومن العالم، وهي تجربة ساهمت في تأسيس الحراك الموسيقي الحقيقي في الأردن، وساهمت بوجود فرق موسيقية مستقلة أصبح لها صيت في الوطن العربي .

وأطلت "رم" على تجارب موسيقية عالمية من خلال مشاركات المجموعة، التي وصلت إلى أكثر من 400 عرض في أكثر من 50 مدينة حول العالم، عبر مشاركتها في مهرجانات محلية وعربية وعالمية ثقافية.