ككل عام، تتحول حفلات أو مهرجانات الجوائز الفنية إلى حلقة من السجال بين مؤيد ومعارض، في وقت يطوي فيه المنظمون أو أصحاب الجائزة الصفحة، للبدء بالتحضير لموسم جديد.
تزامن حفل منح جوائز "موركس دور" في بيروت أخيراً، مع ترشح الممثلة المصرية منّة شلبي لجائزة "إيمي" العالمية عن دورها في مسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة"، من إخراج محمد شاكر خضير، فازداد التفاعل بين المتابعين، بين من رأى في اختيار شلبي لهذه الجائزة "إنجازاً" لأول ممثلة عربية ترشح ضمن مهرجان عالمي، كنوع من المصداقية، كون المهرجان عالميا، ويستند إلى معايير خاصة في الإعلان عن المرشحين لنيل الجوائز كل عام.
ولم يسلم مهرجان "الفضائيات العربية"، الذي أقيم تزامنًا معه في القاهرة، من حملات النقد التي رأت أنَّ المحسوبيات أيضاً لعبت دوراً في تسمية واختيار الفائزين بهذه الجوائز، وغياب بعض الأسماء التي نالت نجاحًا وافراً في أعمال درامية وغنائية.
في العودة إلى بعض أسماء الفائزين بجائزة "موركس دور" اللبنانيّة، كان واضحًا محاولة شركة إنتاج الدراما اللبنانية استمالة أصحاب هذه الجائزة، والسعي من وراء المشاركة لدعم هؤلاء، بعد عام من الغياب بسبب جائحة كورونا. ودون أي لبس، أظهرت النتائج غياب مجموعة لا بأس بها من الأعمال الدرامية مثلاً، والتي حققت نجاحًا على حساب أعمال أخرى. فلم يذكر مسلسل "أولاد آدم"، من كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو، وإنتاج "ايغل" فيلم، في مجموع النتائج ولو بدون جوائز، رغم أن المسلسل حصد جائزتين، السنة الماضية، في مهرجان "الفضائيات العربية" في القاهرة.
ويبدو أن شركات الإنتاج تحاول أو تضع شروطاً على بعض الأعمال المفترض بها الفوز أو حتى الترشح لنيل الجوائز، ليخطف على سبيل المثال مسلسل "عشرين عشرين" مجموعة من الجوائز المعدة سلفًا، دون الإتيان على ذكر مسلسل "لا حكم عليه"، وهو أيضاً من إنتاج شركة الصباح ويدخل في إطار المسلسلات القصيرة الخاصة بالمنصات، وحقق نسبة عالية من المتابعة وفرادة في الإخراج. وكذلك حُرم مسلسل "قيد مجهول"، للمخرج السوري السدير مسعود، من الدخول في المنافسة على الرغم من فرادته في القصة والسيناريو وأداء الممثلين. ولم يذكر بطله، الممثل عبد المنعم عمايري، ضمن فئة الممثلين العرب المرشحين أو الفائزين، واكتفى المهرجان بتكريم زميل عمايري، قصي خولي، كأفضل ممثل عربي.
ورغم النجاح الكبير الذي حققته الممثلة المصرية منى زكي في مسلسل "لعبة نيوتن"، من قصة وإخراج تامر مُحسن، لم يأت مهرجان "موركس دور" على ذكرها ولو من باب التنويه بدورها في العمل الذي أجمع عليه النقاد والمتابعون كواحد من أفضل المسلسلات التي عرضت في موسم رمضان 2021.
كل هذا يؤكد فرضية المحسوبيات التي تعمل وفق مصلحة أصحاب أو المسؤولين عن الجائزة وشركات الإنتاج. وحتى أن بعض الفنانين قاموا بما يشبه لعبة الإعلانات والتسويق التي درجت في السنوات الأخيرة، ما يعزز أمام المتابع النجاح القائم فقط على الترويج والأضواء، دون معيار يؤكد على صوابية الخيارات ومنح الجوائز.