مهرجان وين ع رام الله: موسيقى وأغان من فلسطين والأردن

04 اغسطس 2023
تطلق المغنية سناء موسى ألبومها الجديد خلال الفعاليات (العربي الجديد)
+ الخط -

تقام بين 10 و15 أغسطس/ آب الحالي فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان "وين ع رام الله"، الذي تنظمه بلدية المدينة، في ميدان راشد الحدّادين، بمشاركة فنانين وفرق غنائية وموسيقية من فلسطين والأردن.

وتنطلق فعاليات المهرجان بحفل لفرقة جماعة خير الأردنية، وهي فرقة شبابية تأسّست عام 2019، ومزجت بألحانها وكلماتها ما بين التراث والحداثة، فصنعت جماهيرية سريعة قلّما نراها بين الفرق الموسيقية العربية الحديثة.

وتقوم أغنيات الفرقة على المزاوجة بين الكلمات التي تُصاغ باللهجات الأردنية المختلفة، بما فيها اللهجة البدوية، وبين موسيقى غربية مُعاصرة، بما فيها الموسيقى الإلكترونية.

وفي اليوم الثاني، تقدّم أوركسترا رام الله، إحدى الفرق التابعة لجمعية الكمنجاتي للموسيقى، حفلاً موسيقياً يحوي مزيجاً من أغاني الأخوين رحباني ومطربين مثل صباح وملحم بركات، إضافة إلى أغنيات من الفلكلور الجزائري، يؤديها الفنانان عدي خطيب ونور فريتخ. كما ستؤدي الفرقة مقطوعات لموزارت وباخ وبيازوال.

وتأسست الأوركسترا عام 2008 لتوفير منصة لطلابها وأساتذتها الموزعين على مراكز مختلفة في أنحاء فلسطين، وكذلك للعمل مع موسيقيّين محليين، وآخرين من مختلف أنحاء العالم.

كذلك، يقام في اليوم الثاني، على خشبة المسرح البلدي بدار بلدية رام الله عرض مونودراما مسرحيّ للفنان عامر حليحل بعنوان "الهوتة". كما يقدم حيلحل عرضاً منفرداً آخراً بعنوان "طه" في رابع أيام المهرجان.

أما ثالث أمسيات المهرجان، فتحييها فرقة بيات الموسيقية، التي تأسست عام 2006، في قرية معليا، بالجليل الأعلى، شمالي فلسطين، بقيادة الفنان درويش درويش، حيث تقدّم عرض "جوليا"، مع المطربتين رنا خوري ونانسي حوا اللتين ستغنيان مجموعة من أغاني الفنانة اللبنانية جوليا بطرس.

وبعرضه الغنائي "ذيب" يحيي الفنان الفلسطيني المقيم في ألمانيا، شادي زقطان، رابع أمسيات المهرجان، مقدّماً أغنيات سياسية اجتماعية، عن فلسطين وعن رام الله المدينة التي انطلق منها.

وسيكون جمهور المهرجان في الأمسية الخامسة على موعد مع الفنانة سناء موسى، في حفل غنائي خاص بإطلاق ألبومها الجديد "من ذاكرة الساحل الفلسطيني"، وهو عرض موسيقيّ تراثي مُنوّع يركز على غناء البحر والصيّادين في فلسطين.

وهو نتيجة مشروع قائم على جهود بحثية ميدانية أرشيفية نفّذتها موسى بنفسها، منذ عام 2005، في فسطين وخارجها، بحيث تتوزّع أغنياته على أنماط متعددة تبعاً للمهمة الوظيفية لها.

ويختتم المهرجان بعرض "غزالة المرج" لفرقة الحنّونة للفنون الشعبية، التي تأسست في الأردن عام 1993، وهو عبارة لوحة فنية تراثية، مستوحاة من نغمة شعبية أصيلة ناحت بها النساء الفلسطينيات يوم هُجّرن من مرج ابن عامر في عام النكبة.

وانطلق مهرجان "وين ع رام الله"، عام 2008، بالتزامن مع احتفال بلدية المدينة بالذكرى المئوية لتأسيسها.

وأشارت مديرة دائرة التنمية الثقافية في بلدية رام الله، سالي أبو بكر، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ المهرجان في نسخته الرابعة عشرة يحمل شعار "75 عاماً على مسار العودة" بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، و"هو ما ينعكس في غالبيّة عروض المهرجان، وبما يتسق مع التوجه الذي كرّسته البلدية منذ مطلع العام الجاري لمشاريعها الثقافية والفنية كافة".

ولفتت أبو بكر إلى أن المهرجان يستضيف هذا العام فرقاً وفنانين من مختلف أنحاء فلسطين، ومن الأردن، بهدف "تكريس فكرة وحدة فلسطين" و"تعزيزاً لعلاقاتنا التاريخية مع عمقنا العربي"، إضافةً إلى "فتح مساحات لتقديم تجارب فنيّة مختلفة، تعكس ثراءً وتنوعاً إيجابياً يتناغم والسياقات السياسية والاجتماعية المتداخلة في فلسطين".

وختمت أبو بكر حديثها مع "العربي الجديد" بالتأكيد على أن المهرجان "أكثر من مجرد طقس احتفالي سنوي للمدينة، وأعمق من عادة صيفية"، فهو "وسيلة أيضاً للالتقاء خارج القاعة وتقاليدها، في الفضاءات المفتوحة للمدينة، وتعميق حضور هذه الفضاءات ثقافيّاً وفنيّاً، ومنحها روحاً جديدة"، مشيرةً إلى أنّه "امتداد لتقاليد مدينة رام الله العريقة في صناعة الفرح، والاحتفاء بالثقافة والفنون، منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي".

المساهمون