مهرجانات وحفلات تونس: انسحابات فنية بالجملة

04 اغسطس 2023
رفض غيمز الغناء في جربة (جوفروي فان دير هاسلت/ Getty)
+ الخط -

يواصل مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء الوصول بالمئات يومياً إلى ليبيا سيراً حتى الإنهاك الشديد، بعدما نقلتهم السلطات التونسية إلى الحدود في وسط الصحراء، وفق شهاداتهم وشهادات حرس حدود ليبيين جمعتها وكالة أنباء ومؤسسات صحافية عالمية.
وقد أنقذ الأحد الماضي في منطقة قاحلة وغير مأهولة، رجال ونساء وهم تائهون بالقرب من بحيرة سبخة المقطع المالحة على امتداد الحدود بين ليبيا وتونس.
هذا الواقع المأساوي الذي ترافق مع حملة تحريض عنصري ضد المهاجرين الأفارقة في تونس بدأ ينعكس على مختلف جوانب الحياة في البلاد، خصوصاً الجانب الثقافي والفني. فقبل أيام قليلة أعلن مغني الراب غيمز إلغاء حفلته الموسيقية التي كانت مقررة في 11أغسطس/ آب في منطقة جربة التونسية، تنديداً بـ"المحنة غير المُحتَمَلة" التي يعيشها مهاجرون عالقون بين تونس وليبيا.
وكتب مغني الراب في حسابه على إنستغرام الأحد "إنّ أطفالاً ونساءً ورجالاً رُحّلوا من تونس إلى ليبيا يعيشون في ظروف غير إنسانية". وأضاف "لا يمكنني مواصلة رحلتي إلى تونس التي كانت مقررة في 11 آب/أغسطس. لا أعرف أين هي الحلول، لكنّ هذه المحنة الصعبة جداً لا يمكن تحمّلها".
كلامه جاء بعد أيام من دعوة الأمم المتحدة إلى إيجاد "حلول عاجلة" لإنقاذ مئات اللاجئين والمهاجرين التائهين منذ أسابيع عدة قرب الحدود التونسية مع ليبيا والجزائر ضمن ظروف كارثية.
كذلك أعلن مغنيا الراب بيغ فلو وأولي "إرجاء" حفلة موسيقية لهما كانت مقررة مساء الأربعاء (أول من أمس) في قرطاج بتونس، بعد ثلاثة أيام على إلغاء مغني الراب غيمز حفلته في جربة تنديداً بوضع المهاجرين.
وكتب مغنيا الراب عبر حسابهما على إنستغرام "لا نرغب في إحياء الحفلة بقرطاج الليلة في وقت ندرك فيه الوضع الراهن".
وأضافا "سنُرجئ الحفلة" التي كانت مقررة ضمن مهرجان قرطاج الدولي، من دون أن يوضحا سبب ذلك. وعبّرا عن "أسف كبير" لمحبيهما الأربعة لآلاف الموجودين في تونس والذين اشتروا تذاكر للحفلة، وأضافا "كنّا سنكون سعداء بلقائكم (...)، ونعدكم بأننا سنأتي لرؤيتكم".
من جهتها لم تتأخّر الفنانة المالية فاتوماتا دياوارا في الإعلان عن إلغاء حفلها الذي كان مقرراً أمس الخميس ضمن الدورة 57 لمهرجان الحمامات الدولي. وقد بينت ادارة المهرجان أنها تلقت بريداً إلكترونياً من الفريق العامل مع الفنانة يعلمها بعدم قدرة الفنانة المالية على الحضور إلى الحمامات بسبب أزمة صحية.
وأكدت إدارة المهرجان أن فريق الفنانة أرسل ملفاً طبياً للتأكيد على ذلك، إلا أن المتابعين للشأن الثقافي فى تونس يعتقدون أن سبب هذا الإلغاء والانسحاب الجديد، هو الاحتجاج على معاملة الدولة التونسية للمهاجرين الأفارقة.

وكانت اشتباكات فردية قد أودت بمواطن تونسي في الثالث من يوليو/ تموز، أدت إلى حملة مسعورة ضد المهاجرين الأفارقة وطردهم من صفاقس في وسط تونس الشرقي التي تشكل نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
وتقول منظمات غير حكومية إنّ هؤلاء نُقلوا وتُركوا في مناطق قاحلة قرب ليبيا والجزائر.
وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إلى أن هؤلاء المهاجرين "عالقون في الصحراء ويواجهون درجات حرارة مرتفعة جداً فيما هم محرومون من المأوى والطعام والماء"، لافتةً إلى ورود تقارير عن تسجيل وفيات بينهم.

المساهمون