وصف تحالف يضم مؤسسات إعلامية ومنظمات غير حكومية للتحقق من صحة المعلومات موقع "يوتيوب" بأنه قناة رئيسية للتضليل حول العالم، واتهمه بعدم بذل الجهود الكافية لمعالجة مشكلة تفشي الأخبار الكاذبة.
إذ وقعت 80 مؤسسة إعلامية ومنظمة غير حكومية، بينها "فول فاكت" و"واشنطن بوست"، رسالة مفتوحة، الأربعاء، إلى منصة "يوتيوب"، تفيد بأن الأخيرة تستضيف محتوى خاصاً بمجموعات تنشر معلومات مضللة حول فيروس كورونا، ومقاطع تدعم الرواية المزعومة بشأن حدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
وجاء في الرسالة أن القائمين على منصة "يوتيوب" يسمحون "بأن تصبح سلاحاً في يد جهات فاعلة عديمة الضمير للتلاعب بالآخرين واستغلالهم، ولتنظيم أنفسهم، ولجمع الأموال. وثبت أن الإجراءات الحالية غير كافية". ووصفت الرسالة "يوتيوب" بأنها "قناة رئيسية للأكاذيب".
وتحث الرسالة منصة "يوتيوب"، المملوكة لشركة "غوغل"، على إجراء أربعة تغييرات في عملياتها: الالتزام بتمويل بحث مستقل في حملات التضليل على المنصة، وتوفير روابط موثوقة داخل مقاطع الفيديو التي تنشر معلومات مضللة، ومنع خوارزمياتها من الترويج للأشخاص الذين يكررون انتهاكاتهم، وبذل المزيد من الجهود لمعالجة الأكاذيب في مقاطع الفيديو غير الإنكليزية.
ولاحظت الرسالة أن منصة "يوتيوب" تفشل تحديداً في مكافحة الأخبار الزائفة والمضللة في الجزء الجنوبي من العالم، أي في دول أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا. وهذه الإشارة برزت أيضاً مرات عدة في تسريبات الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هاوغين، التي أشارت إلى أن منصات الشركة تسمح بالانتهاكات وخطاب الكراهية في المنشورات غير الإنكليزية.
وأدرج الموقعون، الذين يشملون مجموعات تدقيق الحقائق في الهند ونيجيريا والفيليبين وكولومبيا، أمثلة لمحتوى خاطئ عن عهد الرئيس الفيليبيني السابق فرديناند ماركوس، وأخرى عن تضخيم خطاب الكراهية ضد الفئات المهمشة في البرازيل.
الموقعون من أكثر من 40 دولة، وبينهم المؤسسة البريطانية غير الحكومية "فول فاكت"، ووحدة التحقق من الأخبار في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، ومؤسسة "مالديتا" الإسبانية للتدقيق في الحقائق، ووحدة "إنديا توداي"، التي تتبع لشركة "تي في توداي" التلفزيونية الخاصة.
تشير سياسات منصة "يوتيوب" التي اعتُمدت في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى أنها "لا تسمح بنشر محتوى حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يهدد بخطر حدوث ضرر جسيم، ولا تسمح بنشر محتوى ينشر معلومات طبية خاطئة تتناقض مع المعلومات الطبية التي تقدّمها هيئات الصحة المحلية أو منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا".
وقالت المتحدثة باسم "يوتيوب" إيلينا هيرنانديز تعليقاً على الرسالة، لصحيفة "ذا غارديان"، اليوم، إن الشركة وظفت استثمارات كبيرة في سياساتها التي تهدف إلى الحد من انتشار المعلومات الكاذبة، وأضافت: "شهدنا تقدماً مهماً، إذ حافظنا على نسبة استهلاك أقل من 1 في المائة للمحتوى من هذا النوع. نحن نبحث دائماً عن طرق مفيدة للتحسين، وسنواصل تعزيز عملنا مع الأطراف المعنية بالتحقق من صحة المعلومات".