يعتبر ترطيب الجسم وتعويض السوائل التي يخسرها أساسياً بعد ممارسة الرياضة، كما في مختلف الأوقات. كذلك يحتاج الجسم إلى تعويض مخزون الطاقة الذي خسره بسبب النشاط الجسدي، علماً أن الحاجات الغذائية للجسم تختلف بحسب مستوى النشاط الجسدي، وبحسب توقيت ممارسة الرياضة. أما الوقت الأمثل لترطيب الجسم وتعويض مخزون الطاقة بعد ممارسة الرياضة فخلال ساعة تقريباً.
على صعيد التغذية المناسبة لتعويض مخزون الجسم من الطاقة من المهم توفير مزيج من البروتينات والنشويات باعتباره الغذاء الأمثل بعد ممارسة الرياضة. يُنصح بتناول وجبة تتضمن الحبوب الغذائية الكاملة والفاكهة والخضراوات والبروتينات، إضافة إلى الدهون الصحية. أما في حال عدم توافر الوقت اللازم، فثمة اختيارات عديدة من الأطعمة الجاهزة والمشروبات.
ولأن جفاف السوائل في الجسم قد يكون مشكلة خطيرة لا يمكن الاستهانة بها، لا بد من الحرص على ترطيب الجسم، خصوصاً بعد ممارسة الرياضة، إذ يخسر المزيد من السوائل نتيجة التعرّق الزائد. قد يظهر جفاف السوائل من خلال جفاف الفم أو العطش، فيما قد تكون الأعراض أكثر صعوبة بعد كالتعب والدوار وآلام الرأس. مع الإشارة إلى أنه يمكن تقدير مستوى جفاف السوائل في الجسم على أساس لون البول، إذْ يكون داكناً في حال ارتفاع مستويات الجفاف.
أهم مشروبات المفضلة بعد ممارسة الرياضة هو الماء، إذْ يُعتبَر المصدر الطبيعي والمفضل لترطيب الجسم وتأمين حاجاته من السوائل. فلا يحتوي على الدهون والوحدات الحرارية التي قد تؤدي إلى ذهاب كل الجهود سدىً، كما يحصل عند تناول المشروبات الغنية بالسكر والوحدات الحرارية. يعتبر الماء ضرورياً، سواء للرياضيين المحترفين أو لمن يمارسون الرياضة كهواية. فيكون الماء كافياً لترطيب أجسام من يمارسونه كهواية. أما بالنسبة إلى الرياضيين المحترفين فقد يحتاجون أكثر إلى المشروبات الرياضية أو غيرها، إضافة إلى الماء.
بعض الناس يفضلون الماء المنكّه. ولكونه منكهاً، قد يكون أكثر جاذبية لكثيرين ما يسمح بالحصول على معدلات الماء الكافية لترطيب الجسم. وقد يحتوي على الإلكترونات التي قد لا تكون ضرورية لمن يمارس الرياضة كهواية، إنما لها أهمية كبرى لتعافي الرياضي المحترف. لكن منها ما يحتوي على 10 وحدات حرارية لا أكثر، ومنها ما قد يحتوي على 120 وحدة حرارية. يضاف إلى ذلك أن بعضها قد يكون مصنعاً، وقد تحتوي على المحليات الصناعية. لذلك يبقى من الأفضل اعتماد الماء العادي أو ذاك المنكّه بالأعشاب أو بالليمون الحامض كاختيار صحي.
ومن المشروبات الصحية أيضاً ماء جوز الهند، فهو قليل الدهون، ويعتبر مصدراً ممتازاً للإلكترونات مع كمية سكر ووحدات حرارية أقل من تلك الموجودة في الحليب بالشوكولا وبعض المشروبات الرياضية. ويحتوي في الوقت نفسه على كمية من السكر لا يمكن الاستهانة بها. يعتبر من الاختيارات الصحية، إنما ما من تأكيد علمي أنه يرطب الجسم بشكل أفضل من الماء. يضاف إلى ذلك أنه يفتقد إلى البروتينات ومضادات الأكسدة وثمة اختيارات أفضل للرياضيين المحترفين.
ومن الشائع جدًا استخدام المشروبات الرياضية، والتي قد تؤمن الماء والسكر والإلكترونات التي يفقد الجسم الكثير منها أثناء ممارسة الرياضة. كما أن مستويات السكر في الجسم يمكن أن تنخفض عند ممارسة الرياضة ما يزيدها أهمية. هي مفيدة لكل من يمارس الرياضة لساعات عديدة من دون استراحة. وقد تناسب بشكل خاص الرياضيين الذين يمارسون رياضة الركض أو ركوب الدراجات، كما أنها مفيدة لمن يمارسون رياضة اليوغا. تؤكد الدراسات أن هذا النوع من المشروبات قد يكون مفضلاً لترطيب الجسم، وتجنب التعب لدى الرياضين المحترفين. إنما لا بد من التذكير أن هذا النوع من المشروبات قد يكون مصنعاً وقد يحتوي على معدلات عالية من السكر والملح والوحدات الحرارية.