تنهمك معظم شركات الإنتاج العربية اليوم بإعداد الخارطة النهائية لمسلسلات أو إنتاجات موسم دراما رمضان المقبل. ورغم التأخير في عمليات التصوير والتنفيذ، تتحول بداية السنة الميلادية إلى ساحة مضاربة حتى الانتهاء من تصوير معظم العناوين المدرجة على اللائحة الرمضانية. ولا تهمل شركات الإنتاج هدفها الأساسي، وهو السعي إلى أكبر عدد من الإنتاجات احتياطاً لباقي أشهر السنة، ولا سيما المسلسلات القصيرة المؤلّفة من 10 إلى 15 حلقة.
وعلى الرغم من النجاح المتفاوت الذي تحققه هذه المسلسلات القصيرة، إلا أن البعض يطالب بإنتاج أجزاء ثانية، من أجل أن تكتمل الصورة الكاملة لهذه الأعمال. مثلاً، يطالب متابعون الآن بإنتاج جزء ثان من مسلسل "بارانويا" من بطولة قصي خولي وإخراج أحمد عبيد. ومجدداً تطرح الدراما العربية، أو الإنتاج العربي الدرامي عمومًا، مجموعة من التساؤلات حول أهمية الأجزاء الثانية بعد نجاح كل مسلسل. فيما تُرمى جانبًا كل الانتقادات التي رافقت العمل أو السلسلة خصوصًا في مراحل إنتاجها الأولى.
قبل ست سنوات، خرج مسلسل "الهيبة" إلى النجاح في الجزء الأول. ورغم إخفاقات الأجزاء المتتالية، أصرت شركة الإنتاج على تنفيذ 5 أجزاء، وأعلن، أخيرًا، عن نية الشركة تصوير فيلم سينمائي عنوانه "الهيبة" سيجمع فريق عمل المسلسل نفسه. وقبل أيام أيضًا، أعلن عن نية شركة الصبّاح إنتاج جزء ثان من مسلسل "صالون زهرة" الذي عرض نهاية الصيف الماضي. المسلسل من قصة لنادين جابر وإخراج جو بو عيد، ومن بطولة نادين نسيب نجيم ومجموعة من الممثلين أنفسهم الذين يعملون مع الشركة.
يرتكز عمل شركات الإنتاج اليوم على التكرار، بداية بأحداث ومسلسلات وقصص تُفرَض على الشركة، إضافة إلى طائفة من الممثلين الذين يشاركون في معظم إنتاجات الشركة خلال العام.
يطرح "صالون زهرة" قصة امرأة أنجبت طفلة من دون زواج، وهي صاحبة صالون للتزيين النسائي، وتُعرف بقوتها ومواجهتها لوالدها الذي يملك فندقًا متواضعًا. تلتقي "زهرة" بصانع مفروشات (معتصم النهار)، وتؤسس لقصّة حبّ معه تنتهي بالزواج في الجزء الأول. لا يمكن فهم الحاجة وراء العمل على جزء ثان، وخصوصًا من مسلسل يفتقد إلى أدنى معايير الدراما مثل "صالون زهرة". وأظهرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المتابعين الضعف الدرامي والفني في العمل.
إلى ذلك، يواصل المخرج اللبناني فيليب أسمر تصوير الجزء الثاني من مسلسل "للموت" عن قصة لنادين جابر، وشاركت في الإشراف على الكتابة هذه المرة كلوديا مرشيليان. وتناول المسلسل في الجزء الأول قصة "سحر" و"ريم" (ماغي بو غصن ودانييلا رحمة)، وهما امرأتان تعملان على استدراج الرجال النافذين والإيقاع بهم رغبة في كسب المزيد من المال والسلطة من خلال علاقات تستمر لوقت محدود. في الجزء الثاني يتجه فيليب أسمر إلى توسعة دائرة الشر من خلال أحداث جديدة تلقي الضوء على قضايا إنسانية يسقطها على الحيّ الفقير الموازي لحياة "سحر" و"ريم"، ومنها قضية استغلال الأطفال والنساء في إطار تراجيدي مشوق.
هكذا يبقى المشاهد أمام صورة الانتظار للحكم على الأجزاء المتوقع عرضها قريبًا.