مسرحية مخرج روسي ممنوع من مغادرة موسكو تفتتح مهرجان أفينيون الفرنسي

25 مارس 2022
لا يزال المخرج ممنوعاً من مغادرة موسكو (موريس ماك ماتزين/فرانس برس)
+ الخط -

يُفتتح مهرجان أفينيون الفرنسي للمسرح في تموز/يوليو المقبل بمسرحية للمخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف الذي لا يزال ممنوعاً من مغادرة موسكو بسبب إدانته في قضية اختلاس أموال يرى المدافعون عنه أنها مسيّسة.

وقال مدير المهرجان أوليفييه بي لوكالة فرانس برس: "لا نعرف في الوقت الراهن ما إذا كان سيكون حاضرًا في أفينيون. بالطبع نتمنى ذلك بحرارة"، موضحاً أن "إدراج هذه المسرحية ضمن البرنامج تقرر قبل عامين، أي قبل وقت طويل من الغزو الروسي لأوكرانيا".

وعلى مسرح "قصر البابوات" الذي يستضيف مهرجان أفينيون من 7 إلى 26 تموز/يوليو، يقدم الفنان البالغ 52 عاماً والمعروف بأعماله الجريئة وانتقاده غير المباشر لنظام فلاديمير بوتين مسرحية "الراهب الأسود" المستندة إلى قصة قصيرة غير مشهورة لأنطون تشيخوف.

وسبق لسيريبرينيكوف أن قدّم عرضاً أولياً لهذا العمل في كانون الثاني/يناير الفائت في مدينة هامبورغ بشمال ألمانيا، بعدما حصل على إذن مفاجئ بالسفر لمدة قصيرة إلى ألمانيا.

وحُكم على المخرج في حزيران/يونيو 2020 بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة الاختلاس، ومُنع من مغادرة روسيا خلال هذه المدة.

وأشار بي إلى أنه لم يتردد في المضي قدماً بالبرمجة المقررة للمهرجان بعد الغزو الروسي. وقال: "إنها لعلامة خاصة أن نفتتح المهرجان مع فنان روسي وننهيه مع فنانات أوكرانيات في السياق الحالي"، في إشارة إلى فرقة Dakh Daughters لموسيقى البانك التي ستقدم عرضا في نهاية تموز/يوليو إلى جانب بي نفسه مع المغنية الفرنسية البنينية أنجيليك كيدجو.

وأوضح بي أن "سيريبرينيكوف فنان عظيم، نرغب بمشاركته في المهرجان منذ زمن بعيد وهو من الفنانين الذين حلموا بالمجيء إلى هنا لتقديم عرض".

وقال بي الذي يدير مهرجان أفينيون هذا العام للمرة الأخيرة قبل تسليم المهمة إلى خلفه البرتغالي تياغو رودريغيز: "هناك دائما بُعد مرتبط بسيرته الذاتية في ما يفعله كيريل لكن من خلال أعمال الآخرين"، في إشارة إلى قصة تشيخوف القصيرة التي تدور حول مفكر يُصاب بالجنون.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وعند وصوله إلى هامبورغ في كانون الثاني/يناير، قال سيريبرينكوف للصحافة إن "ليست لديه فكرة" عن سبب منح السلطات إياه إذناً للقيام بهذه الرحلة القصيرة، بعد رفض موسكو طلبات عدة تقدم بها سابقا للسماح له بإجراء رحلات خارجية.

وقد تعذر على المخرج لهذا السبب في تموز/يوليو حضور مهرجان كانّ السينمائي، حيث كان فيلمه Petrov's Flu مرشحاً لنيل جائزة السعفة الذهبية. وأعلنت شولبان خاماتوفا، وهي إحدى الممثلات الرئيسيات في هذا الفيلم، أخيراً أنها غادرت بلدها إلى لاتفيا، منددة بالحرب في أوكرانيا.

بدأت متاعب سيريبرينيكوف مع القضاء الروسي في آب/أغسطس 2017 عندما أوقفته الشرطة في خضم تصوير فيلم "ليتو" ووجهت إليه تهمة اختلاس أموال عامة.

ويقول المدافعون عنه إن سيريبرينيكوف الذي تنعّم خلال مرحلة معينة بمزايا خاصة من السلطة، يُعاقب بسبب جرأته في مواجهة السلطات الروسية.

بقي رهن الإقامة الجبرية لعام ونصف عام، من دون اتصال بالإنترنت أو بشبكة الهاتف. لكنه كان يتلقى من طريق محاميه نواقل "يو أس بي" عليها مقاطع فيديو للتمارين على عروضه والتي كان يشرف عليها بالطريقة عينها، بما يشمل مثلا تحضير عرض أوبرالي في هامبورغ أو مسرحية Outside التي عُرضت عام 2019 في مهرجان أفينيون أيضاً وتناولت حياة المصور الصيني الخاضع للرقابة رن هانغ.

في شباط/فبراير 2021، أزاحه مجلس بلدية موسكو عن مسرح "غوغول سنتر" الذي كان يديره منذ عام 2012.

ورغم هذه الصعوبات، أكد المخرج المسرحي أنه لا يخطط لمغادرة بلاده. وقال لوكالة فرانس برس: "هذا وطني. أحبه كثيرًا ولدي الكثير من الأصدقاء في روسيا. أحلامي لا تزال في روسيا".

(فرانس برس)

المساهمون