"محلاها القدس" وما أبعدها

12 يونيو 2024
من فيديو كليب الأغنية (يوتيوب)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جمعية الكمنجاتي للموسيقى في رام الله تنتج أغنية "محلاها القدس" بناءً على يوميات الفنان حسام أبو عيشة، بمشاركة جوقة أطفال "صوت الملائكة" وأطفال مركز السرايا، لتعكس جمال القدس وتعزيز الصمود الاجتماعي والاقتصادي.
- إياد ستيتي يؤكد أن الأغنية تعبر عن العلاقة العميقة بين الفلسطينيين والقدس، وتجسد تناقضات الحياة فيها كوسيلة للتعبير والمقاومة، مستلهمًا من زياراته للمدينة وتجاربه.
- "محلاها القدس" تمثل إيمانًا بقوة الفن في مواجهة الاحتلال وزرع الأمل، مؤكدة على أهمية الفن في تعزيز الانتماء والحب للحياة، وتكريمًا للقدس كجوهر للقضية الفلسطينية وعاصمة لدولة فلسطين.

بالاتكاء على يوميّات الفنان المسرحي الفلسطيني حسام أبو عيشة، ابن حارة السعدية في البلدة القديمة لمدينة القدس، أنتجت جمعية الكمنجاتي للموسيقى في رام الله، أغنية جديدة حملت عنوان "محلاها القدس"، كتب كلماتها الشاعر بشار الحارثي، ولحّنها إياد ستيتي، ووزعها جون حنضل، وغنتها جوقة أطفال "صوت الملائكة" في بيت لحم، بإشراف المدربة نيللي فضول، وأطفال مركز السرايا لخدمة المجتمع في القدس، حيث صُوّرت.
أُنتج هذا العمل ضمن برنامج تعزيز الصمود الاجتماعي الاقتصادي في القدس بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني بتمويل حكومة النرويج، وبالشراكة مع مركز السرايا لخدمة المجتمع في القدس.

يشير إياد ستيتي، ملحّن الأغنية والمدير العام لمؤسسة "الكمنجاتي"، إلى أنها جاءت كرسالة محبّة للقدس، ولتعكس جماليتها، موضحاً أن لكل فلسطيني حكايته الشخصية الخاصة مع القدس. يلفت ستيتي إلى أن الفنان حسام أبو عيشة كان من استقبله حين زار القدس للمرّة الأولى عام 2021، برفقة الفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم. وحينها تولى أبو عيشة بأدواره ذات الطابع الكوميدي "مهمة تعريفي بالقدس، وكانت جولة لا تُنسى. ومع الوقت، بدأت زياراتي تتكرّر إلى القدس، كل أحد وخميس، وبتّ أعرف كثيراً من تفاصيل المدينة، التي تحمل في طيّاتها الحلاوة والمرارة، والسعادة والحزن، وكل التناقضات".

ومن هنا، والحديث لستيتي، فإن الأغنية جاءت في هذا السياق، عبر الكلمات واللحن والتوزيع والغناء: "عملنا كفريق يريد أن يعبّر عن هذا المزيج الذي هو أشبه بتلك الروائح المتداخلة في أزقة البلدة القديمة في المدينة، بعيداً عن النمط التقليدي الحماسي، الذي يحاول كثيرون حصرنا في قالبه، مع أننا بحاجة لمسحة من الأمل وأخرى من الألم، من دون تكلف، بما يعكس شعباً لا يزال يعاني منذ ما قبل نكبة عام 1948، مروراً بنكسة عام 1967، ومن ثم حرب بيروت، فالانتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، وصولاً إلى الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد فلسطينيي قطاع غزة".

يرى ستيتي أن مساعي الاحتلال في أن "يزرع اليأس في دواخلنا لا يمكن مقاومتها إلا بالفن، فنحن نحارب بانتمائنا لأرضنا، بما فيها القدس، وبحبّنا للحياة وتعلقنا بها، وتوقنا للجمال، فالموسيقى وسيلة تعبير بالنسبة لي وللكثير من الفنانين الفلسطينيين، وليس وسيلة ترفيه".

يشير ستيتي إلى أنه كان قد سمع هذه اليوميات أكثر من مرّة حين سردها أبو عيشة، فبادر إلى التواصل معه لإنتاج أغنية "محلاها القدس"، وهي العبارة التي يختم بها قصته الجميلة، وذلك في إطار مشروع يهدف إلى إنعاش البلدة القديمة في القدس، موضحاً أنه كان من المقرر إطلاق الأغنية في رمضان الماضي، لكن ولأسباب تتعلق بالإبادة تأجّلت.

موسيقى
التحديثات الحية

يرى ستيتي أن واجب الفنان، خاصة في فلسطين، تسليط الضوء على ما يمكن أن يبث مشاعر الفخر، ويزيد من الإحساس بجمال الأرض، من دون الانتقاص من أهمية توثيق ما يحدث على أرض فلسطين، وخاصة في زمن الإبادة المتواصلة منذ ثمانية أشهر ضد قطاع غزة، لقناعته بأن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية، بمكانتها الوطنية كعاصمة لدولة فلسطين، وارتباطها الروحاني بالشعب الفلسطيني.

شكلت الأغنية لفريق العمل بوابة لدخول القدس، التي يُحظر على غير سكانها من الفلسطينيين دخولها، إذ بات الأمر صعب المنال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المساهمون