(العربي الجديد)
04 فبراير 2024
+ الخط -

رفع المتظاهرون في وسط لندن لافتات كتب عليها "الصهاينة يسيطرون على وسائل الإعلام" أثناء مسيرتهم التي جالت العاصمة البريطانية لندن تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

ونُظمت المسيرة أمس السبت، وبدأت عند مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في بورتلاند بليس في لندن، وكان من المقرر أن تنتهي في وايتهول.

وفي إحدى اللافتات التي حملها المتظاهرون كُتبت عبارة "هيئة الإذاعة البريطانية هي ذراع آلة الدعاية الصهيونية"، بينما كُتب على أخرى: "وسائل إعلامنا وتلفزيوننا وإذاعتنا وحكومتنا خاضعة لسيطرة الصهاينة".

وهذه هي المسيرة الثامنة التي ينظمها المتظاهرون على مستوى بريطانيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي من تنظيم ائتلاف يضم حملة التضامن مع فلسطين، وأصدقاء الأقصى، وتحالف أوقفوا الحرب، والرابطة الإسلامية البريطانية، بحسب ما ذكرته قناة "جي بي نيوز".

ومُنع المتظاهرون في البداية من اختتام مسيرتهم خارج وايتهول، لكن الشرطة البريطانية استسلمت في النهاية، ثم لم تسمح بالمرحلة الثانية من المسيرة.

وحتى قبل المسيرة، هاجمت "الحملة ضد معاداة السامية" المسيرة، مدعيةً أنه "ستصبح لندن مرة أخرى منطقة محظورة على اليهود مع تنظيم مظاهرة أخرى مناهضة لإسرائيل"، مضيفةً بلغة تحريضية ضد المتظاهرين السلميين: "كم من الوقت يجب أن يتحمله هذا البلد قبل اتخاذ الإجراء المناسب؟".

الإعلام البريطاني الذي انتقده المتظاهرون

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، اتُّهم معسكر بارز من الإعلام البريطاني بالانحياز للرواية الصهيونية، إذ تهجّم مذيعوه على ضيوفهم من الفلسطينيين والمدافعين عن القضية الفلسطينية، ونزع الإنسانية من الضحايا الفلسطينيين.

ومثلاً، هاجمت مذيعة قناة "توك تي في" البريطانية، جوليا هارتلي-بروير، بطريقة غير محترمة وتعليقات عنصرية الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي.

وخلال استضافته، قاطعته بعدائية حين كان يتحدث عن فساد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبدا عليها غضب واضح في حديثها إلى ضيفها بالمخالفة لمعاييرالإعلام وأخلاقياته  في التعامل مع الضيوف.

ومن أمام "بي بي سي" بدأت مظاهرة لندن، التي انتقدها المتظاهرون واتهمهوها بالانحياز، لما شاهدوه من تغطيتها التي تبنت الرواية الإسرائيلية.

وسبّب انحياز "بي بي سي" غضب الموظفين، الذين طرحوا أسئلة كثيرة حول إعادة تقييم مهنية الهيئة وانحيازاتها السياسية، واستقال عدد منهم احتجاجاً.

ولم يقتصر الاحتجاج الداخلي على القسم العربي من "بي بي سي"، إذ اتَّهم أكثر من صحافي يعمل في الهيئة في بريطانيا مؤسّستهم بالانحياز إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في تغطيتها للحرب، وبتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.

ومن ضمن الاتهامات التي وجهها الصحافيون "الفشل في سرد قصة الصراع بين إسرائيل وحماس بدقة"، و"بذل جهد أكبر في إضفاء طابع إنساني على الضحايا الإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين"، و"حذف السياق التاريخي الأساسي في التغطية"، و"اعتماد معايير مزدوجة في الحديث عن المدنيين"، في حين "لا تتردد" عند تغطيتها جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

المساهمون