استمع إلى الملخص
- تعود فكرة المتحف إلى رجل الأعمال الفلسطيني فيصل صالح، الذي لاحظ غياب أي مؤسسة لرعاية الفنون الفلسطينية في الولايات المتحدة، فأنشأ المتحف لسد هذه الفجوة، ويضم مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين الفلسطينيين.
- يسلط المتحف الضوء على عناصر تاريخية مثل الملابس التراثية والعملات والطوابع والوثائق القديمة، ويحتوي على مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي التقطت في فلسطين قبل النكبة، مما يجعله متنفساً للفنانين الفلسطينيين في الشتات.
76 عاماً وثلاثة أشهر مرت حتى الآن على النكبة، هكذا تُخبرنا الساعة المثبتة على الموقع الإلكتروني لمتحف فلسطين في الولايات المُتحدة. لا يقتصر تقويم الساعة على تبيان عدد الأعوام والأشهر التي مرت على النكبة فقط، فهناك أربع خانات أخرى لليوم والساعة والدقيقة والثانية. هذه الساعة المُثبتة على الموقع الألكتروني للمتحف يمكن اعتبارها علامة دالة على هوية متحف فلسطين وأهدافه، أو هي تهيئة لما يحتويه من معروضات.
أنشىء متحف فلسطين في الولايات المتحدة الأميركية عام 2018 في ولاية كونيكتيكت. هو متحف صغير، لكنه كاف لسرد قصة الشعب الفلسطيني عبر التجارب والخبرات التي سجلها الفنانون الفلسطينيون في أعمالهم. في السنوات القليلة الماضية، اضطلع المتحف بدوره واجهةً وحيدةً للفن الفلسطيني في الولايات المتحدة، كما كان له دور مهم في تسليط الضوء على المعايير المزدوجة التي تتعامل بها المؤسسات الدولية المعنية بالفنون.
منذ تأسيسه، سعى القائمون على المتحف لاقتناص مكان رسمي لفلسطين في بينالي البندقية، ونجحوا في ذلك بعد مماطلات من قبل إدارة البينالي. كما ينظم المتحف ويرعى مشاريع فنية وأنشطة متغيرة في مقره أو في مؤسسات أخرى لدعم الفنانين الفلسطينيين في الشتات وفي الداخل أيضاً.
تعود فكرة المُتحف إلى رجل الأعمال الفلسطيني فيصل صالح الذي أُجبرت عائلته على النزوح في عام النكبة من يافا. وُلِد صالح عام 1951 في رام الله لعائلة تضم عشرة أطفال. بعد حصوله على منحة لاستكمال دراسته الثانوية في الولايات المتحدة، حصل صالح على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كونيكتيكت. وبعد سنوات من النجاح في عالم الأعمال، انتبه رجل الأعمال الفلسطيني إلى عدم وجود أي متحف أو مؤسسة لرعاية الفنون الفلسطينية في الولايات المتحدة فخطط لإنشاء هذا المُتحف. كان هدف صالح سد هذه الفجوة الكبيرة في المعلومات المتعلقة بالفنون والثقافة الفلسطينية في الولايات المتحدة والغرب عموماً كما يقول.
ضم متحف فلسطين عند افتتاحه مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين الفلسطينيين، بينها لوحات ومنحوتات وتركيبات لفنانين مُعاصرين. يضم المتحف أيضاً جدارية كبيرة لتخليد ذكرى الناشطة الأميركية راشيل كوري التي قتلتها القوات الإسرائيلية عام 2003، وهي من تنفيذ الفنان الفلسطيني عايد عرفة.
من الفنانين البارزين الذي ساهموا بأعمالهم في هذا المتحف تأتي الفنانة سامية حلبي التي تبرعت للمتحف بعدد من أعمالها، وقد دفع دعمها للمتحف العديد من الفنانين الفلسطينيين الآخرين للمشاركة.
إلى جانب الأعمال الفنية، يسلط المتحف أيضاً الضوء على عناصر تاريخية، مثل الملابس التراثية المطرزة يدوياً والعملات المعدنية والطوابع والوثائق القديمة. بين هذه الوثائق، توجد بطاقة هوية لوالد فيصل صالح مؤسس المتحف، أصدرتها حكومة فلسطين عام 1946. بطاقة الهوية التي تخص والد صالح هي واحدة من عشرات الوثائق الحكومية الأخرى التي يعود تاريخها إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. كان والد صالح يمتلك مزرعة كبيرة من بساتين البرتقال في يافا، حيث عاشت العائلة حتى عام 1948.
بين المقتنيات أيضاً، مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي التقطت في فلسطين قبل النكبة، ويعود بعضها إلى نهايات القرن التاسع عشر. تظهر الصور الفوتوغرافية كيف كانت فلسطين قبل الاستيلاء عليها، وكيف أن مجتمعاً نابضاً بالحياة كان يعيش في هذه الأراضي التي انتُزعت من أصحابها.
إلى جانب الأهمية الرمزية التي يتمتع بها متحف فلسطين في الولايات المتحدة، فهو يعد متنفساً للفنانين الفلسطينيين في الشتات ومساحة مفتوحة يمكن من خلالها تعريف الناس بفلسطين وتاريخها.
يهدف متحف فلسطين إلى سرد القصة الفلسطينية للجمهور الأميركي والعالمي من خلال الأعمال الفنية والأفلام والأدب وغيرها من الممارسات الإبداعية الأخرى، وعرض التجربة الفلسطينية قبل النكبة وبعدها، في فلسطين وفي الشتات. ويتطرق إلى كافة التفاصيل المتعلقة بحياة الفلسطينيين وتراثهم المُعرض لخطر الضياع، من المطبخ والطعام إلى الملابس والغناء والموسيقى.