"ماريا" في "كانّ 2024": أعاد لشنايدر صوتها الموؤود

25 مايو 2024
أناماريا فارتولوماي: التفوّق على الذات (الملف الصحافي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فيلم "ماريا" لجيسيكا بالو، يُعرض في مهرجان "كانّ" الـ77، يستكشف سيرة حياة ماريا شنايدر، مستندًا إلى كتاب ابنة عمها فانيسا شنايدر. يركز على فترة معينة من حياتها، بما في ذلك تجربتها المؤلمة في فيلم "التانغو الأخير في باريس".
- أناماريا فارتولوماي تؤدي دور ماريا، معبرة عن تحديات تجسيد شخصية تعاني من تداعيات عميقة لمشهد اغتصاب فيلمي. تسلط الضوء على الجهود المبذولة لفهم وإعادة تقديم شنايدر بعيدًا عن الصورة النمطية المرتبطة بها.
- الفيلم يتناول بعمق التحديات الفنية والعاطفية لإعادة تصوير مشاهد حساسة، مع التركيز على حماية الفنانين وإعادة الكرامة والصوت لشخصية ماريا شنايدر، محاولًا كسر الصور النمطية المرتبطة بها.

 

فيلمٌ جديد يستند إلى سيرة حياتية ومهنية لشخصية عامّة. ففي قسم Cannes Premiere (كانّ العرض الأول)، في الدورة الـ77 (14 ـ 25 مايو/أيار 2024) لمهرجان "كانّ"، يُشارك "ماريا" (2024) للفرنسية جيسيكا بالو، كاتبة السيناريو الخاص به مع لوريت بولمانس، استناداً إلى كتاب "كان اسمك ماريا شنايدر" (منشورات "غراسي وفاسْكَلّ"، باريس، 2018) لفانيسا شنايدر، الصحافية والروائية الفرنسية، ابنة عمّ الممثلة الفرنسية ماريا شنايدر (1952 ـ 2011)، المشهورة بفضل "التانغو الأخير في باريس" (1972) للإيطالي برناردو برتولوتشي، خاصة في مشهد الاغتصاب (مع مارلون براندو)، الذي بسببه ستعاني كثيراً، في حياتها كلّها.

"ماريا" (تبدأ عروضه التجارية الفرنسية في 19 يونيو/حزيران 2024) يتناول أعواماً قليلة من حياتها، بدءاً من لحظة تقرّبها من بروتولوتشي عام 1969، في فترة تحضيره هذا الفيلم، الذي سيُعرف لاحقاً أنّ تصويره قاسٍ وقوي: "إضافة إلى ذلك، تحصل ماريا سريعاً على المجد والشهرة، وعلى الفضيحة أيضاً، تلك التي يُسبّبها الفيلم عند إطلاق عروضه التجارية"، بحسب تعريفٍ رسمي به. في جديد بالو، تؤدّي الفرنسية الرومانية أناماريا فارتولوماي دور ماريا، وتقول، في حوار مع تييري شاز ("بروميير"، مجلة سينمائية شهرية فرنسية، يونيو/حزيران 2024)، إنّها غير عارفة بشنايدر إلا عبر "التانغو" نفسه: "(بسبب) دورها هذا، تجهد في الفرار منه، طوال حياتها كلّها"، مُضيفةً أنّ اكتشافها الفعلي إياها حاصلٌ عبر السيناريو، "الذي يسمح لنا فَهم من هي فعلياً".

 

موقف
التحديثات الحية

 

عن كيفية تعاملها مع الشخصية، تروي فارتولوماي أنّها تُجري "كاستنغ" قبل أربعة أعوام: "تشرح جيسيكا لي أنّها تُفضِّل إعادة إجراء "كاستينغ" آخر، لتعثر على ممثلة تملك الطبيعة الحقيقية لماريا". فيلم L’Evenement لأودري ديوان (2021)، الذي تمثّل فيه الفرنسية الرومانية، سيكون لحظة حاسمة لبالو، إذْ تعود إليها مُجدّداً بعد مشاهدتها إياه، و"هذا يُحرّرني". حينها، تُدرك فارتولوماي أنّها ستتمكّن من أنْ تستوحي من ماريا شنايدر "لأجعلها شخصيتيّ الخاصة بي". بالنسبة إليها، ماريا مُختَزلة كثيراً بجسدها فقط، وفيلم جيسيكا بالو يريد كسر هذه اللعنة، "بإعادة صوتها إليها مُجدّداً".

من وجهة النظر هذه، يُعتَبر تصوير "ماريا"، كما تقول فارتولوماي، "كثيفاً وقوياً"، ذلك أنّه "لم يكن هناك مشهدٌ واحد من دون تحدٍّ. حتى في لحظات صمتها، علينا أنْ نشعر إلى أي حدّ كانت معزولة عن العالم. أبداً لم أذهب بعيداً إلى هذا الحدّ في تمثيلي. لكنْ، على نقيض برتولوتشي، جيسيكا تعرف أنْ تحميني، بمساعدتها إياي على أنْ أتفوّق على نفسي".

أمّا بخصوص مشهد الاغتصاب المشهور، فتقول إنّ الجميع يعرفون، منذ البداية، أنّه "الـ" مشهد: "خائفون من تعطّله، لأنْ لا حرية لنا بالنسبة إلى العلاقة بالواقع". تروي أنّها تشاهد الفيلم كثيراً، وتستوعب عنف المشهد، إلى حدّ أنّها غير متوقّفة عن البكاء في يومها كلّه: "في ذاك اليوم، يُدرك الجميع ما الذي عاشته ماريا".

المساهمون