كويكب تسبب بأمواج هائلة قبل 66 مليون عام

08 أكتوبر 2022
خلّف زلزال وتسونامي 2004 في المحيط الهندي نحو 230 ألف قتيل (آرون سانكار/فرانس برس)
+ الخط -

قال باحثون إنّ الكويكب الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة، وقضى على جميع الديناصورات تقريباً، وما يقرب من ثلاثة أرباع الأنواع النباتية والحيوانية على كوكب الأرض، تسبب أيضاً في حدوث تسونامي مع أمواج يبلغ ارتفاعها ميلاً، جابت قاع المحيط على بعد آلاف الأميال من موقع التأثير في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، في مجلة AGU Advances.

تقدم الدراسة أول محاكاة لتسونامي يتم نشرها في مجلة علمية محكمة. بالإضافة إلى ذلك، راجع الباحثون السجل الجيولوجي في أكثر من مائة موقع حول العالم، ووجدوا أدلة تدعم تنبؤات نماذجهم حول مسار تسونامي وقوته.

ركزت مراجعة السجل الجيولوجي على الرواسب البحرية التي ترسبت قبل أو بعد اصطدام الكويكب بالانقراض الجماعي اللاحق الذي أدى إلى نهاية العصر الطباشيري. وقال المؤلف المشارك في الدراسة بريان أربيك، أستاذ علوم الأرض في جامعة ميشيغان الأميركية، إنّ الطاقة الأولية في تأثير تسونامي قبل 66 مليون عام، كانت أكبر بما يصل إلى 30 ألف مرة من الطاقة في زلزال وتسونامي المحيط الهندي في ديسمبر/ كانون الأول 2004 الذي تسبب في مقتل أكثر من 230 ألف شخص، وهو أحد أكبر موجات تسونامي في السجل الحديث.

جاب هذا التسونامي قاع المحيط، وترك آثاراً جيولوجية بعيدة مثل نيوزيلندا، على بعد آلاف الأميال من موقع الارتطام، بعيداً عن شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية. أخذ الفريق النتائج من الدراسات السابقة، وصمم الكويكب بجسم بعرض 14 كيلومتراً يتحرك بسرعة 43 ألف كيلومتر في الساعة. دعم الباحثون النمذجة الحاسوبية من خلال التحقيق في السجل الجيولوجي في مائة موقع في جميع أنحاء العالم. على وجه الخصوص، درس الباحثون الرواسب البحرية التي تكونت قبل وبعد تأثير تشيكشولوب والانقراض الجماعي التي تسمى "المقاطع الحدودية". دعم هذا التحقيق التنبؤات التي قدمها النموذج في ما يتعلق بمسار وقوة التسونامي الناتج عن الارتطام.

وأضاف أربيك، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ تسونامي كان قوياً بما يكفي لخلخلة وتآكل الرواسب في أحواض المحيطات حول العالم، تاركاً إما فجوة في السجلات الرسوبية، أو خليطاً من الرواسب القديمة. وأوضح أن "توزيع التعرية والفجوات التي لاحظناها في الرواسب البحرية الطباشيرية العليا يتوافق مع نتائج نموذجنا، ما يمنحنا مزيداً من الثقة في تنبؤات النموذج".

تُظهر عمليات المحاكاة التي أجراها الفريق أن تأثير تسونامي اتجه بشكل رئيسي إلى الشرق والشمال الشرقي في شمال المحيط الأطلسي، وإلى الجنوب الغربي عبر ممر أميركا الوسطى الذي كان يفصل بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية في جنوب المحيط الهادئ. في تلك الأحواض، وفي بعض المناطق المجاورة، من المحتمل أن تكون سرعات التيار تحت الماء قد تجاوزت 20 سم في الثانية، وهي سرعة قوية بما يكفي لتآكل الرواسب الدقيقة الحبيبات في قاع البحر. في المقابل، كان جنوب المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادي والمحيط الهندي والمنطقة التي هي اليوم البحر الأبيض المتوسط محمية إلى حد كبير من أقوى تأثيرات تسونامي، وفقاً لمحاكاة الفريق.

بناءً على نتائج الدراسات السابقة، صمم الباحثون نموذج محاكاة على هيئة كويكب يبلغ قطره 14 كيلومتراً، ويتحرك بسرعة 12 كيلومتراً في الثانية. أصاب القشرة الغرانيتية المغطاة برواسب كثيفة ومياه المحيط الضحلة، ما أدى إلى انفجار فوهة يبلغ عرضها قرابة 100 كيلومتر، وقذف سحباً كثيفة من السخام والغبار في الغلاف الجوي. وفقاً لنموذج المحاكاة، بعد دقيقتين ونصف من اصطدام الكويكب، دفعت ستارة من المواد المقذوفة جداراً من الماء إلى الخارج من موقع الاصطدام، مشكّلة لفترة وجيزة موجة ارتفاعها 4.5 كيلومترات، هدأت عندما سقطت المقذوفة مرة أخرى على الأرض. وبعد عشر دقائق من إصابة القذيفة يوكاتان، وعلى بعد 220 كيلومتراً من نقطة التأثير، بدأت موجة تسونامي بارتفاع 1.5 كيلومتر - على شكل حلقة وتنتشر إلى الخارج - تجتاح المحيط في جميع الاتجاهات.

وفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة، بعد ساعة واحدة من الاصطدام، انتشر تسونامي خارج خليج المكسيك إلى شمال المحيط الأطلسي. وبعد أربع ساعات من الاصطدام، مرت الأمواج عبر الممر البحري لأميركا الوسطى وصولاً إلى المحيط الهادئ. وبعد أربع وعشرين ساعة من الاصطدام، عبرت الأمواج معظم المحيط الهادئ من الشرق ومعظم المحيط الأطلسي من الغرب ودخلت المحيط الهندي من كلا الجانبين. ووصلت موجات تسونامي الكبيرة بعد 48 ساعة من الاصطدام إلى معظم سواحل العالم.

المساهمون