بعد مشاركتها في مسلسل "عروس بيروت"، إلى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين اللبنانيين والعرب، تطلّ الممثلة اللبنانية كريستين شويري حالياً في المسلسل الاجتماعي "حادث قلب"، من كتابة وليد زيدان وإخراج رندة علم، ومن إنتاج شركة G8 prod، للمنتجة اللبنانية مي أبي رعد، لتسجّل من خلاله عودةً إلى الإنتاجات المحليّة بعد مشوار مهني يتجاوز الثلاثة عقود من الزمن، برزت شويري خلاله كممثلة محترفة في عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية المهمّة إلى جانب رصيد وافر من الأفلام القصيرة التي تواظب على المشاركة فيها تشجيعاً للطاقات الإبداعية الشابّة.
وبعد أدائها المتقن في مسلسل "عروس بيروت"، إذ أدت دور طبيبة نفسية في ثنائية درامية جمعتها بالممثل السوري محمد الأحمد، في تعاون جديد بينهما بعد مسلسل "توق" (2011) للمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري، تكشف كريستين شويري في مقابلة خاصة لـ"العربي الجديد" عن تفاصيل دورها في مسلسل "حادث قلب" الذي تشارك في بطولته حالياً، إلى جانب كل من كارلوس عازار وستيفاني عطالله وكارول عبود، ونخبة من النجوم اللبنانيين.
وتعترف أن الدور جذبها لأنّه مركّب. تقول: "شخصية هدى التي أؤديها في العمل تظهر في الحلقات الأولى بإطار معيّن، ثم تتطوّر ضمن سياق درامي تصاعدي، لتكشف عن جوانب مختلفة من ماضيها وخلفياتها. ففي البداية، قد يكره المشاهد أفعالها، ولكن الحلقات المقبلة ستكشف له دوافعها وأسبابها، ما قد يجعل البعض يتفهّمها".
وتعرب الممثلة اللبنانية عن سعادتها بالمشاركة في هذا المسلسل "إلى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين من الجيلين القديم والجديد، فهناك وجوه شابّة وغير مستهلكة تطلّ في هذا العمل، إلى جانب وجوه معروفة اشتاق الناس لرؤيتها مجدداً على الشاشة، وأنا سعيدة بهذه التوليفة الجذّابة من الممثلين المحترفين، وآمل أن تذهب الإنتاجات الدرامية المحلية أكثر وأكثر في هذا الاتجاه، من خلال الاستعانة بالوجوه الجديدة والموهوبة، من باب إعطاء الفرص للمواهب القادرة على إحداث فارق في المشهد الدرامي اللبناني، بدلاً من رؤية الوجوه نفسها تتكرّر من مسلسل إلى آخر، لدرجة أننا بتنا أحياناً لا نعرف إن كنا نتابعها في عمل جديد، أو في آخر سبق أن تابعناه قبلاً".
وفي مقابل حضورها الخجول في الدراما اللبنانية، تُعتبَر كريستين شويري من الممثلات اللبنانيات اللواتي سجّلن مكانةً خاصةً في الدراما السورية، بعدما شاركت خلال مشوارها الاحترافي في عدد من الأعمال الدرامية السورية البارزة، سواء التاريخية منها أو الاجتماعية، ومن بينها مسلسل "نزار قبّاني" و"أبو الطيب المتنبي"، و"بقعة ضوء"، و"الطويبي" الذي جمعها بالنجم أيمن زيدان، بالإضافة إلى فيلم "التقرير" (1986) الذي كان من باكورة الأعمال السينمائية التي جمعتها بكبار النجوم السوريين، من أمثال دريد لحام ومنى واصف وعمر حجو وعبّاس النوري.
تتذكّر شويري تلك الحقبة من مشوارها المهني بكثير من الحنين، وتأسف لانقطاعها عن الأعمال الدرامية السورية في السنوات الأخيرة بسبب الأزمة السورية والظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة العربية، معربةً عن أملها بعودة السلام والاستقرار.
كريستين شويري من الممثلات اللواتي سجّلن مكانةً خاصةً في الدراما السورية
وترى أن الإنتاجات التي تُقدَّم حالياً "تُعتبَر مُهمّة نظراً للظروف الاستثنائية والصعبة التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، وانعكاساتها القوية على مختلف القطاعات الإنتاجية".
وتضيف: "بدأت الكثير من القطاعات تستعيد عافيتها تدريجياً، أو على الأقل تتأقلم مع الظروف الطارئة المفروضة على الناس حالياً، وهذا أمر مثير للإعجاب لأنه يعني أننا لا نستسلم للكآبة والسلبية، مع أنني شخصياً أشعر بأن انفجار مرفأ بيروت تحديداً شكّل لي صفعةً قويةً؛ إذ يشعر الواحد منّا بأنه غير قادر أن يشعر أو يكتب أو يعبّر عن حدث بهذه المأساوية وهذه الضخامة، فبعد هكذا حدث هزّ البلد والعالم، تصبح الأمور الأخرى كلها ثانوية".
على الضفّة الأخرى، كان من المفترض أن تطلّ شويري في مسلسل "ظِلّ" في رمضان المقبل إلى جانب مجموعة من نجوم الدراما العربية واللبنانية، ومنهم باسل خيّاط وغسان مسعود ويوسف الخال وآخرين، ولكن منتج العمل مفيد الرفاعي أعلن أخيراً عن تأجيل المسلسل بسبب عدم القدرة على استكمال التصوير في ظلّ الإقفال العام المفروض في لبنان لمواجهة انتشار وباء كورونا.
ورغم أسفها على تأجيل المشروع، لا تُعارِض شويري عدم استثناء قطاع الإنتاج الدرامي من الإقفال العام، وترى أن "الوضع بات خطيراً. كثيرٌ من الأرواح تُزهَق بسبب انتشار الوباء. لسنا في بلد طبيعي قادر على تأمين الحد الأدنى المطلوب لمواجهة الجائحة، والأمر ليس سهلاً أبداً، فأنا أُصبت بكورونا ومررت بهذه التجربة الصعبة وأعرف أن الأمر ليس سهلاً أبداً، فضلاً عن المسؤولية التي علينا كأفراد تحمّلها لعدم المخاطرة بنقل الوباء إلى الآخرين".
وتعلن شويري في المقابل عن مشروع سينمائي جديد صوّرته مع المنتج رائد سنان، بعدما كانت أحدث تجاربها السينمائية ضمن فيلم "قضية رقم 23" للمخرج اللبناني زياد دويري، والذي حصد نجاحات مهمّة في مهرجاني "كانّ" و"البندقية"، بالإضافة لنيله عدداً من الجوائز العالمية.
ورغم شهرتها كممثلة سينمائية بعد مشاركتها في عدد كبير من الأفلام التي حظيت بنجاح لافت في المهرجانات السينمائية العالمية، لا تعتبر شويري نفسها أنها تميل إلى الأعمال السينمائية أكثر من المسلسلات التلفزيونية. تقول: "سواء أكانت منصة العرض هي شاشة التلفزيون أو صالة السينما أو خشبة المسرح، يبقى الأهم بالنسبة لي هو الدور نفسه، إذ يهمني أن أقدّم دوراً قوياً ومقنعاً أتحدّى من خلاله قدراتي كممثلة، ولا ألتفت بالمقابل كثيراً إلى مكان عرضه".
وعن مشاركتها أخيراً في عضوية لجنة تحكيم "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا"، تعرب عن سعادتها بافتتاح الدورة الأولى لهذه الفعاليات السينمائية في باريس، بجهود مؤسس المهرجان شربل غوتييه رعد، معتبرةً أن "مهرجاناً كهذا يشكّل منصّةً مهمةً لعرض أفلامنا اللبنانية وتظهير طاقتنا في المجال السينمائي، ولا سيّما أن الأفلام التي شاركت في الدورة الأولى كانت أفلام مهمّة، بعضها سبق أن شاهدناه وبعضها الآخر كان يُعرَض للمرة الأولى، ولكن الأفلام كانت بمعظمها تشكل تجارب سينمائية جادّة تعكس طبيعة الحراك الناشط والمثمِر الذي يشهده القطاع السينمائي في لبنان في السنوات الأخيرة".