قنوات تلفزيونية سودانية تستعد للبث بعد توقف طويل

23 اغسطس 2024
تعرضت قنوات عديدة إلى نهب كامل معدّاتها وأجهزتها (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد توقف 16 شهراً بسبب الحرب، تستعد قنوات سودانية لاستئناف البث التلفزيوني من مقرات بديلة في أم درمان تحت سيطرة الجيش السوداني، بعد تعرضها للتخريب والنهب.
- قناة الخرطوم الولائية استلمت معدات جديدة وتستعد للبث من مقر بديل، بينما قناة النيل الأزرق افتتحت مقراً بديلاً وتجهز استديوهات في بورتسودان.
- قناة سودانية 24 تعرضت لأضرار كبيرة، بما في ذلك نهب وتدمير المعدات، مما أثر على عمليات البث والإنتاج.

تستعدّ قنوات سودانية لاستئناف بثها التلفزيوني، بعد نحو 16 شهراً من التوقف نتيجة الحرب، فيما لا تزال قنوات أخرى تنتظر حتى تستطيع البث من جديد. كانت قنوات التلفزة السودانية قد تعرضت خلال الأشهر الأولى من الحرب التي اندلعت العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى عمليات تخريب واسعة ونهب لأجهزتها، وتحول بعضها إلى ثكنات عسكرية، ونزح ولجأ معظم العاملين فيها إلى مناطق آمنة داخل السودان، أو لخارج البلاد. وطوال أشهر طويلة اعتمد السودانيون على القناة الحكومية الرسمية التي انتقلت في يونيو/حزيران من العام الماضي إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، كما استمر عمل قليل من القنوات الولائية التي لم تصل إليها الحرب، واكتفت قنوات أخرى بالعمل عبر منصاتها الرقمية.
في الأسابيع الماضية، أعلنت قنوات نيتها إعادة بثها الفضائي، والانتقال إلى مقرات بديلة في مدينة أم درمان، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني. من تلك القنوات، قناة الخرطوم الولائية، إذ وصلت من خارج البلاد، مطلع الشهر الحالي، أجهزة ومعدات فنية تمهيداً لتركيبها واستئناف البث فوراً من مقر بديل، وذلك بعد تدمير المقر القديم في شارع النيل في أم درمان، حيث دارت أعنف المعارك بين طرفي الحرب.
بدوره، قال مدير عام هيئة إذاعة وتلفزيون الخرطوم، يوسف الناير، إن القناة أكملت كافة الترتيبات في المقر البديل، وشرعوا في إعداد الخريطة البرامجية تماشياً مع المرحلة الراهنة، على أن يعاد البث قريبا، من دون تحديد موقع دقيق.
في الرابع من أغسطس/آب، افتتحت قناة النيل الأزرق، مقراً بديلا في مدينة أم درمان استعداداً للانطلاق من جديد. ويقول مدير القناة، عمار فتح الرحمن شيلا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن مليشيا الدعم السريع احتلت مقر القناة بالكامل، منذ اللحظة الأولى للحرب، وبعد أن حرّرها الجيش "ذُهلنا بحجم الأضرار وسرقة الأجهزة والمعدات وتدمير المقر".
أوضح شيلا أن استعداداتهم للعودة بدأت بافتتاح مكتب القناة في أم درمان، وجار العمل على تجهيز استديوهات في مدينة بورتسودان، وهذا يتطلب "تأسيسا كاملا وجديدا نسبة لسرقة وتدمير معظم أجهزة القناة والمعدات الفنية والهندسية أو تلف الأجهزة القليلة المتبقية، وتعيين مراسلين في الولايات"، مشيراً إلى أن 180 موظفاً فقدوا وظائفهم نتيجة لتوقف القناة، وأكد أنه باكتمال الترتيبات سيتم تحديد موعد العودة "وحتى ذلك الوقت تعمل القناة منذ فترة على منصاتها المختلفة وتطبيق حاضر الخاص بالقناة، فضلاً عن مساهمتنا عبر البث المشترك للتلفزيون القومي منذ بداية الحرب".
وقال شيلا إن القناة متخصصة في مجال المنوعات مع اهتمام نسبي بالشأن السياسي، إلا أن ظروف الحرب فرضت واقعاً جديداً يستلزم تغييراً في الاهتمامات البرامجية وفي طبيعة المحتوى المقدم بما يتناسب مع أوضاع البلد والناس.

من جهته، يعدد مدير قناة سودانية 24، منتصر النور، حجم الأضرار التي لحقت بالقناة، ويؤكد نهب مبانيها كاملةً، بما يتضمن الأجهزة والمعدات التلفزيونية من كاميرا وأجهزة البث والإضاءة والصوت والكمبيوترات وأجهزة المونتاج والغرافيك والأرشيف الإلكتروني منذ التأسيس، وثلاثة من أجهزة البث المباشر، وكذلك الأثاث المكتبي والخزائن وغيرها، كما نُهبت ودُمّرت استديوهات الإذاعة والتسجيل الصوتي التي كانت نواة لمحطة سودانية 24 الإذاعية، عدا سبع محطات إذاعية مكتملة باستديوهاتها، نهبت من مخازن شركة محجوب أولاد وسط الخرطوم، كان من المخطط تركيبها في مدن مثل بورتسودان، والقضارف، ومدني، والأبيض، ودنقلا، والفاشر، ونيالا، مشيراً إلى أن قيمتها تصل إلى 350 ألف دولار، كما نُهبت أجهزة ومعدات وكاميرات مستوردة كانت في مباني الجمارك بمطار الخرطوم، تكلفتها أكثر 500 ألف دولار أميركي.

المساهمون