قلق حقوقي من مخطط سنغافورة لاستخدام تقنية مسح الوجوه

23 أكتوبر 2020
أول بلد يرفق تقنية التعرف إلى الوجه بقاعدة بيانات تحديد الهوية الوطنية (مافريك آسيو/Getty)
+ الخط -

من المنتظر أن تصبح سنغافورة أول دولة في العالم تستخدم تقنية التحقق من الوجه في مخطط الهوية الوطنية الخاص بها، لكن المدافعين عن الخصوصية يشعرون بالقلق إزاء ما يقولون إنه نظام اقتحامي عرضة لسوء الاستخدام.

اعتباراً من العام المقبل، سيتمكن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في هذه المدينة من الوصول إلى الوكالات الحكومية والخدمات المصرفية وغيرها من المرافق من خلال مسح سريع للوجه. هذا التحقق البيومتري سيلغي الحاجة إلى تذكر كلمة مرور أو استخدام المفتاح الإلكتروني عند أداء المهمات اليومية، على ما يقول مطورّو التقنية. وهو جزء من حملة المركز المالي لتسخير التكنولوجيا، من تكثيف استخدام المدفوعات الإلكترونية إلى التنقل من دون سائق.

وقال كووك كويك سين الذي يعمل في مجال التعريف الرقمي في وكالة التكنولوجيا السنغافورية "غوف تيك" لوكالة "فرانس برس": "نريد أن نكون مبتكرين في تطبيق التكنولوجيا لصالح مواطنينا وشركاتنا".

اعتمدت تقنية التحقق من الوجه بأشكال مختلفة حول العالم، فمثلاً تستخدمها "آبل" و"غوغل" لمهمات منها فتح الهاتف وإجراء المدفوعات الإلكترونية،كذلك نشرتها الحكومات في المطارات للتدقيق أمنياً في هويات المسافرين.

لكن طرح سنغافورة هو أحد أكثر البرامج طموحاً إلى الآن، وبذلك تكون أول بلد يرفق تقنية التعرف إلى الوجه بقاعدة بيانات تحديد الهوية الوطنية. تلتقط هذه التقنية سلسلة من الصور لوجه الشخص تحت تأثير أضواء مختلفة، وتجري مطابقة هذه الصور مع بيانات أخرى متاحة للحكومة، مثل بطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر وبطاقات العمل.

وقال لي سي لين، من شركة الاستشارات الرقمية "توبان إكواريا" التي تعمل مع "غوف تيك" لتنفيذ هذه التكنولوجيا، إن الإجراءات الوقائية تضمن أمان العملية. وأضاف "نريد أن نكون أكيدين من أن الشخص الذي يقف وراء الجهاز هو شخص حقيقي... وليس صورة أو فيديو".

تدمج هذه التكنولوجيا في مخطط الهوية الرقمية للبلاد، وستجرّب الآن في بعض المكاتب الحكومية بما فيها مصلحة الضرائب وصندوق الرواتب التقاعدية في سنغافورة. ويمكن للشركات الخاصة المشاركة في هذه المبادرة، ويعد المصرف الأكبر في سنغافورة "دي بي أس" جزءاً منها.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

ما زالت تقنية مسح الوجوه مثيرة للجدل رغم استخدامها المتزايد، وقد أثار النقاد مخاوف بشأنها في بعض البلدان من منظور الأخلاقيات، على سبيل المثال تقوم وكالات إنفاذ القانون باستخدام هذه التقنية في الأحداث الكبيرة بهدف البحث عن مثيري الشغب.

وكثيراً ما تُتَّهم السلطات السنغافورية باستهداف منتقدي الحكومة واتخاذ موقف متشدد بشأن المعارضة، ويشعر الناشطون بالقلق بشأن استخدام تقنية التعرف إلى الوجوه.

وقالت كيرستن هان، وهي صحافية تعيش في المدينة، إنه "لا توجد قيود واضحة على سلطة الحكومة عندما يتعلق الأمر بأمور مثل المراقبة وجمع البيانات".وسألت "هل سنكتشف يوماً ما أن هذه البيانات في أيدي الشرطة أو في أيدي وكالة أخرى لم نعطها موافقتنا في هذا الشأن؟".

ويؤكد الأشخاص الذين يقفون وراء هذه المبادرة في سنغافورة أن تقنية التحقق من الوجه مختلفة عن تقنية التعرف إلى الوجه، لأنها تتطلب موافقة المستخدم، لكن المدافعين عن الخصوصية ما زالوا مشككين.

وقال المسؤول عن البحث في منظمة الخصوصية الدولية، توم فيشر، لوكالة "فرانس برس" إن "التكنولوجيا لا تزال بعيدة عن كونها حميدة". واعتبر أن أنظمة مثل النظام المخطط لسنغافورة تترك "إمكاناً لاستغلالها"، مثل استخدام البيانات لتعقب الأشخاص ورسم صورة لهم.

إلا أن كووك من "غوف تيك" يصر على عدم مشاركة أي بيانات مع أطراف ثالثة، موضحاً أن خيارات إضافية ستكون متاحة للمستخدمين، مثل تحديد كلمات مرور. وقال "إنها ليست مراقبة. استخدامها محدد جداً".

(فرانس برس)

المساهمون