"قطع السعادة"... مبادرة بيئية لإعادة تدوير الأكسسوارات في غزة

21 فبراير 2023
تعتمد صناعة القطع على الخيال (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

لم يعُد من الصعب على الطفلة رؤى ياسين من مدينة غزة، تشكيل الخواتم والسلاسل بعد مُشاركتها مع مجموعة من صديقاتها تجربة تصنيع مختلف الأكسسوارات، وبأشكال جذابة وذلك ضمن مبادرة "قطع السعادة".

وتُعنى المُبادرة البيئية والفنية، والتي أُطلِق عليها اسم "قطع السعادة" بإعادة تدوير وتشكيل الأسلاك المعدنية، واستخدامها في صناعة قطع مميزة من الأكسسوارات، إلى جانب توجيه الأطفال اليافعين نحو استخدام حسهم الفني في تصميم الأكسسوار بشكل يدوي من الأسلاك المعدنية غير المستخدمة.

تقول الطفلة رؤى ياسين، إنها بدأت بصُنع الخواتم الصغيرة، وستتعرف ضمن الورشة على صنع الأقراط والسلاسل، وترى أن التعرف على طريقة عمل تلك الأكسسوارات سيُمكنها من صناعة قطع جميلة في المستقبل.

 فيما تقول الطفلة منة كوارع، وهي في الصف الرابع، لـ "العربي الجديد" إنها تعرفت على أساسيات تشكيل الأكسسوارات، باستخدام الأسلاك المعدنية.

ووُلِدت مُبادرة "قطع السعادة" مُصادفة، بعد تَلف حَلَق العشرينية فرح العجل، وهي صاحبة فكرة المشروع، حين أعادت تصنيعه مُجددًا وبشكل أجمل وأكثر جاذبية من الحلَق الأصلي، ما أشعل شرارة الشغف لديها، للانطلاق نحو تطبيق الفكرة، وتطويرها على أرض الواقع.

وتوضح فرح، أن المشروع يهدف بشكل أساسي إلى إعادة تدوير الأسلاك المعدنية، واستخدامها مُجددًا لصناعة الأكسسوارات الفنية ولكن بطريقة مُميزة، تشعر من خلالها الفتيات بامتلاكهن قطعاً فنية لافِتة وغير تقليدية.

وبدأت أولى خطوات "قطع السعادة" بالأشياء الغريبة، وفق توصيف فرح، وذلك بصناعة القطع ذات الملامح المُلفِتة والمميزة، إلى جانب التركيز على مُتابعة كل ما هو جديد في عالم موضة الملابس، وتطعيم الأكسسوارات بملامحه العامة، ما يُعطي القطع نوعاً من الحداثة لمواكبة التطور، إلى جانب جذب أنظار الفتيات، وإثارة شغفهن نحو التعلم والتطبيق.

وانطلقت أنشطة المُبادرة مع مؤسسة أيام المسرح، حين تم تنظيم جلسات تدريبية لعدد من الشباب اليافعين من 15 وحتى 18 عامًا، لنقل التجربة إليهم، ومُحاولة تطبيقها على أوسع نطاق، بهدف مُساعدتهم على التعبير عن أنفسهم، وخلق عملهم الخاص بهم، علاوة على ترسيخ مبدأ إعادة التدوير.

وترتكز فكرة المُبادرة البيئية على تحويل الأشياء العادية وغير الضرورية، إلى قطع فنية مُميزة، بدلًا من إهدارها، إلى جانب تعبير صانعها عن ذاته، أو عن شخصية من يطلب القطعة، فيما ينتهي كل نشاط أو تدريب، بتنظيم بازار، لعرض المُنتجات، وتسويقها عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعتمد صناعة القطع على الخيال، حيث يتجه البعض إلى تجسيد الأشكال الهندسية، مثل المُربعات والدوائر أو الأشكال الحلزونية، فيما يُجسد البعض الآخر رسوماً متنوعة، يتم تطعيمها بالملامح التُراثية والوطنية الفلسطينية، عبر تشكيل كلمة "فلسطين" وتزيينها بالخريطة، في مُحاولة للتعبير عن الهوية الوطنية، خاصة وأن بعض تلك القطع تُسافر مع أصحابها إلى خارج فلسطين، ما يُحولها إلى رسالة متنقلة، تحمل العبق الوطني.

ويبين محمد نشوان، وهو من الفريق القائم على مُبادرة "قطع السعادة" أن الفريق يستهدف فئتي الأطفال والشباب، لحساسية وخطورة هاتين الفئتين، وضرورة استغلالهما بشكل جيد فيما يسعى إلى تغيير سلوكيات المجتمع السلبية، والاستعاضة عنها بالسلوكيات الإيجابية والنافِعة.

وتسعى المُبادرة إلى تحفيز الشباب والشابات أصحاب المواهب والأفكار المُميزة على المحاولة لخلق مشاريعهم الخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المُتردية، والتي يفرضها الحصار الإسرائيلي المُشدد على قطاع غزة، وعدم الاستسلام للظروف مهما كانت صعوبتها.

المساهمون