في العام الثاني للإبادة... صحافيون منسيون في الغرب

15 أكتوبر 2024
مارست نيويورك تايمز ضغوطاً على جازمين هيوز دفعتها إلى الاستقالة (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في الذكرى السنوية للعدوان على غزة، أُبرز انحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، مما أدى لاستقالات صحافيين مثل بسام بونني وجازمين هيوز احتجاجاً على هذا الانحياز.
- في 2024، استقال رافاييل أورياني ونور حيدر من مؤسساتهم الإعلامية بسبب التغطية المتحفظة تجاه المجازر في غزة، مما يعكس احتجاج الصحافيين على استمرار العدوان.
- أُقيل صحافيون مثل ديفيد فيلاسكو ومايكل آيزن بسبب تضامنهم مع الفلسطينيين، مما يبرز التحديات التي يواجهها الصحافيون في التعبير عن مواقفهم بحرية.

في استعادة العام الأول من المقتلة الغزيّة، أعدنا في "العربي الجديد" وأعادت مؤسسات إعلامية عدة، الحديث عن انحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، وكيف ساهمت هذه التغطية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في منح غطاء للمجازر الإسرائيلية، بل والتمهيد لها في أوقات كثيرة.
بعد عام كامل من "هل تدين حركة حماس؟ هل تدين السابع من أكتوبر؟"، وبعد عام من تبرير الجرائم الإسرائيلية، نعود إلى الجانب الآخر من هذا المشهد الإعلامي الغربي، وتحديداً إلى الصحافيين الذين غادروا مؤسساتهم بصمت احتجاجاً على هذا الانحياز لآلة الإبادة الإسرائيلية من دون مساءلة.
في الأيام الأولى لبدء العدوان على المدنيين في قطاع غزة، استقال ثلاثة صحافيين تونسيين من مؤسستَين دوليتَين: بسام بونني من "بي بي سي" البريطانية، وأشواق الحناشي وأماني الوسلاتي من القناة الفرنسية كنال بلوس.
في مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، أي بعد أقل من شهر من بدء الإبادة الإسرائيلية أعلنت "نيويورك تايمز" الأميركية في مذكّرة داخلية لموظفيها استقالة جازمين هيوز، وهي واحدة من أشهر الصحافيات العاملات في المجلة التابعة للصحيفة، وذلك بعد "انتهاك سياسة غرفة الأخبار"، إثر توقيعها على رسالة مفتوحة اتهمت إسرائيل بمحاولة "ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني"، وذلك في ظل استمرار العدوان وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من تسعة آلاف شهيد، ولاحقاً كشفت مجلة فانيتي فير عن ضغوط مورست من قبل إدارة "نيويورك تايمز" على هيوز لدفعها إلى الاستقالة.
أما شهر يناير/ كانون الثاني فقد شهد استقالتان بارزتان: الأولى للصحافي الإيطالي الشهير رافاييل أورياني الذي استقال بعد 12 عاماً من العمل في صحيفة لا ريبوبلكيا. ووجّه أورياني رسالة إلى هيئة التحرير، أبلغها فيها الاستقالة "لأن المذبحة الجارية في غزة يصاحبها تحفظ لا يصدق من جانب قسم كبير من الصحافة الأوروبية، بما في ذلك (لا ريبوبليكا)... ربما بعد عقود من الآن، سيتساءل كثيرون أين كنا، وماذا كنا نفعل، وبماذا كنا نفكر بينما قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص وبقيت جثثهم تحت الأنقاض؟ ما حدث في السابع من أكتوبر هو عار لحركة حماس، وما حدث منذ الثامن من أكتوبر هو عار لنا جميعاً... هذه المجزرة تواكبها تغطية إعلامية تجعل حدوثها ممكناً... أنا سأنسحب".
والثانية كانت عندما قدّمت الصحافية الأسترالية نور حيدر استقالتها من قناة ABC قائلة "هذا الموت والدمار الذي شهدناه خلال الأشهر الأخيرة جعلني أعيد تقييم أولوياتي".

في الجانب الآخر، أقيل عدد من الصحافيين بسبب مواقفهم المتضامنة مع الفلسطينيين في غزة، أو بسبب رفضهم التراجع عن الرسائل المفتوحة التي وقعوها مطالبين بوقف إطلاق النار في القطاع. الاسم الأول والأبرز هو رئيس تحرير واحدة من أهم المجلات الفنية في العالم "آرتفوروم" ديفيد فيلاسكو. أقيل هذا الأخير بعدما نشرت المجلة رسالة مفتوحة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. قال فيلاسكو، في رسالة بالبريد الإلكتروني لفريقه، إنّه "ليس نادماً"، لكنّه عبر عن "خيبة أمله"، لأنّ "المجلة التي دافعت دائماً عن حرية التعبير وأصوات الفنانين خضعت للضغوط الخارجية".
في أيام العدوان الأولى أيضاً أعلنت مجلة إي لايف (eLife) العلمية فصل رئيس تحريرها مايكل آيزن، بسبب نشر مقال ساخر من موقع "ذي أونيون" (The Onion)، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، انتقد الأداء الإعلامي الغربي الذي يطلب من مختلف الضيوف الفلسطينيين على الشاشات إدانة عملية طوفان الأقصى، وحمل المقال عنوان "انتقاد المحتضرين في غزة لعدم استخدام آخر كلماتهم لإدانة حماس".

المساهمون