فنانون أميركيون يتخوفون من حظر "تيك توك"

02 ابريل 2024
قد يؤثر الحظر في الفنانين خارج الولايات المتحدة أيضاً (آنغيلا فايس/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول بأعلى عدد من المستخدمين النشطين على تيك توك، مع تهديد بحظر التطبيق يؤثر على آلاف الموسيقيين والفنانين الذين يعتمدون عليه لمشاركة محتواهم.
- تيك توك تحث المستخدمين على مقاومة الحظر، معتبرة إياه تجريدًا لحقهم في حرية التعبير، بينما يعبر المستخدمون والمبدعون عن قلقهم من فقدان منصة رئيسية للتواصل مع جمهورهم.
- الجدل حول حظر تيك توك يسلط الضوء على مخاوف فقدان منصة للترويج للأعمال ويثير نقاشًا حول الخصوصية، حرية التعبير، والتأثير الثقافي والاقتصادي للمنصات الرقمية، مع اقتراح بيع الشركة لتجنب الحظر.

تحتل الولايات المتحدة الأميركية المركز الأول في عدد المستخدمين النشطين شهرياً لمنصة تيك توك، مع ما يقرب من 170 مليون مشترك لديهم حسابات لإنشاء محتوى الفيديو ومشاركته والتفاعل معه. بين هؤلاء، آلاف الموسيقيين ومقدمي العروض الترفيهية والفنانين البصريين. هؤلاء جميعاً وجدوا أنفسهم مهددين بتوقف نشاطهم، بعد أن أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون من شأنه حظر التطبيق في الولايات المتحدة.

أُقرّ القانون الجديد بأغلبية كاسحة، ما يشير إلى دعم المشرّعين له. وقد أشار الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى أنه سيوقع المشروع ليصبح قانوناً إذا مُرّر عبر مجلس الشيوخ. وإذا ما حدث ذلك، سيضطر أصحاب الشركة الصينية المشغلة للتطبيق في الولايات المتحدة بايتدانس إلى بيعها بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وإلا فسيُحظر "تيك توك".

فكيف سيؤثر هذا الحظر في صناع المحتوى الأميركيين الذين يعتمدون في الترويج لأعمالهم ومشاريعهم على هذه المنصة، وما البدائل التي أمامهم أو الخطوات التي اتخذوها لتجاوز الأمر؟

فور إعلان مشروع القانون، أصدرت "تيك توك" بياناً تحثّ فيه المستخدمين على الضغط من أجل وقف الحظر. جاء في نص البيان أن "الحكومة الأميركية تحاول تجريد 170 مليون أميركي من حقهم الدستوري في حرية التعبير، من دون اعتبار للأضرار التي ستلحق بآلاف الشركات الناشئة، وحرمان المبدعين جمهورهم وتدمير سبل عيشهم". وحثّ البيان مستخدمي التطبيق على مشاركة مقاطع الفيديو، تحت وسم KeepTikTok# (أبقوا على تيك توك)، للتعبير عما يعنيه التطبيق بالنسبة إليهم، أو كيف أثر إيجاباً في حياتهم.

شارك آلاف المستخدمين في الكتابة عبر هذا الوسم، من بين هؤلاء رسامة الكوميكس ريغاتوني جاريدو. قالت جاريدو التي يتخطى عدد متابعيها على "تيك توك" 250 ألفاً إن حظر التطبيق يعني أنها ستحتاج إلى إنفاق المزيد من الطاقة لبناء منصة أخرى تستطيع من خلالها التواصل مع متابعيها. تمزج جاريدو بين رسوم الكوميكس والتحريك في فيديوهات قصيرة تتوافق مع طبيعة "تيك توك" التي تعتمد على مثل هذا النوع من المحتوى.

نوغي نحات أميركي شاب لديه أكثر من 200 ألف متابع على منصة تيك توك. تساءل نوغي ساخراً: "ألا تجمع المنصات المملوكة لشركات أميركية الكمية نفسها من البيانات من مستخدميها إن لم يكن أكثر"؟ في إشارة إلى الأسباب المُعلنة لحظر التطبيق في الولايات المتحدة، واتهام الشركة المشغلة له بجمع بيانات المستخدمين من أجل إرسالها إلى الحكومة الصينية.

أما ففيتا كاري، فنانة الأداء التي لديها أكثر من مليون متابع على التطبيق، فقالت إن أكثر ما يقلقها من حظر "تيك توك" هو "هذا التحول من المنظور العالمي الذي نستفيد منه ونضيف إليه رؤية ضيقة يحركها الخوف من الآخر".

يرى كثيرون من مُستخدمي "تيك توك" أن آلياته تختلف عن المنصات الأخرى، مثل "يوتيوب" أو "إنستغرام"، فهي تسمح للمحتوى بالانتشار بطرق مختلفة لا تتيحها المنصات الأخرى. قال أحد المستخدمين إنّ من الأسهل الترويج للمحتوى على "تيك توك" إذا كان بإمكان المستخدم تعلم العمل بواسطة بنية الفيديو القصيرة للمنصة، فالتطبيق مناسب للمبدعين الذين يعملون على صنع محتوى فيديو قصير وجذاب.

تارا بلير بول، التي تعرّف نفسها بأنها فنانة رسوم متحركة، قالت إن الفنانين في الماضي كانوا مدينين للمعارض ببيع أعمالهم، لكن مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تيك توك"، ساعدت في الاستغناء عن الوسطاء، فهي "تعادل وجود معرض فني في جيبك". أضافت بلير أن منصة تيك توك ساعدتها في بناء مهنة لم يكن من الممكن أن تتحقق من دونها.

حظر "تيك توك" لن يؤثر في الفنانين داخل الولايات المتحدة فحسب، بل يمكن أيضاً أن يكون له تأثير في فنانين آخرين خارجها. وقال الفنان الكندي مات تشيسكو الذي لديه ما يقرب من ثلاثة ملايين متابع على المنصة إن نسبة كبيرة من مشاهداته تأتي عادة من الولايات المتحدة، ويعني حظر التطبيق في الولايات المتحدة خسارته لهؤلاء المُتابعين. يخشى تشيسكو أيضاً أن يؤدي ذلك إلى حركة حظر دولية للتطبيق يمكن أن تمتد إلى أماكن أخرى مثل كندا، ما من شأنه أن يجبره على إعادة التفكير في مصادر إيراداته.

بدورها، قالت أماندا كيلي التي تُعرّف عن نفسها بأنها فنانة منمنمات من فيرجينيا إن تطبيق تيك توك كان فارقاً في مسيرة حياتها العملية والفنية منذ أن بدأت باستخدامه عام 2020. أشارت كيلي إلى أن خسارة الدخل تمثل جانباً واحداً من الخسارة المتوقعة إذا ما حُظر "تيك توك"؛ إذ ستفقد حينها إمكانية الوصول إلى مجتمع الفنانين ومصممي المنمنمات عبر الإنترنت، مشيرةً إلى أنها ستعاني بالتأكيد من فقدان الظهور أمام جمهور واسع وانخفاض التفاعل المباشر مع المتابعين.

رداً على هذه المُطالبات والأصوات الرافضة لحظر التطبيق، نفى النائب الجمهوري مايك غالاغر أن يكون التشريع هدفه حظر التطبيق في الولايات المتحدة، فالتطبيق يمكن أن يستمر إذا ما بيعت الشركة المشغلة له لشركة أميركية. أضاف النائب ساخراً: "حينها، يمكن للمستخدمين الاستمرار في إنشاء مقاطع الفيديو الراقصة الغبية كما يشاؤون على هذه المنصة".

أثارت هذه التصريحات غضب كثيرين رأوا أن النائب المُساهم في صياغة التشريع يسخر من ملايين المستخدمين الأميركيين، كذلك فإنه لا يقول الحقيقة، لأنه يعرف جيداً صعوبة إتمام صفقة البيع التي يتحدث عنها. وقال أحد المتابعين إن "تصريحات غالاغر تثبت أن هؤلاء المُشرعين ليس لديهم أي فهم لطبيعة هذا التطبيق. إنه أكثر بكثير من مجرد تطبيق لنشر مقاطع الفيديو الغبية، لقد ربطت منصة تيك توك الأشخاص من جميع أنحاء العالم، ووفرت مساحة مناسبة لعرض إبداعات ومساهمات جيل كامل من الشباب في جميع المجالات".

المساهمون