كانت سهرة استثنائية وحفلاً مشحوناً بكثير من العواطف القومية حرّك مشاعر التونسيين الكامنة تجاه القضية الفلسطينية، حضرتها الجماهير مرتدية الكوفية الفلسطينية وحاملة راية فلسطين. ذلك هو حفل فرج سليمان مساء أمس الأربعاء، على المسرح الروماني في الدورة الـ 56 لمهرجان قرطاج الدولي، وسط حضور جمهور شبابي كبير.
وفرج سليمان، الفنان الفلسطيني الشاب، حمل الجمهور عبر موسيقاه التي عزفها على آلة البيانو إلى عوالم الجمال من دون أن ينسى قضيته الأم، القضية الفلسطينية، فتفاعل معه الجمهور عبر ما قدم من ألحان وأغانٍ.
"شارع يافا" و"فيه أسئلة برأسي" و"رقصة السكران" و"قلبي في آخر الليل"، هي أغانٍ وموسيقى لاقت تفاعلاً من قبل الجمهور بشكل أبهر الفنان.
سهرة موسيقية غنائية جمعت بين موسيقى الروك والجاز والتانغو والمقامات العربية بشكل مميز، شدت إليها الجمهور الحاضر، الذي لم يفوت الفرصة ليرفع شعارات من قبيل "فلسطين عربية" و"القدس لنا"، وغيرها من الشعارات التي خلقت لغة تواصل شفافة بين فرج سليمان، فوق الرُّكح، والجماهير التي تشاهده من مدارج مسرح قرطاج الروماني.
وعقد فرج سليمان قبل الحفل ندوة صحافية أكد فيها أن "زيارتي لتونس هذه السنة، وهي الزيارة الثانية بعد مشاركتي سنة 2018 في أيام قرطاج الموسيقية، تعتبر حدثاً استثنائياً بالنسبة إليّ، خاصة أن الصعود على رُكح مسرح قرطاج مهم لكل فنان".
وعن ألبومه "أحلى من برلين"، ولماذا اختار مدينة برلين ليقارنها بمدينته حيفا، قال: "حيفا أجمل مدن العالم بالنسبة إليّ، ولا تقارن بأية مدينة، لكن اختيار برلين كان لدواعٍ فنية تتعلق بقافية القصيد أولاً، وثانياً لأن برلين مطمح الكثير من الناس الذين يريدون الهجرة إليها، لسهولة العيش فيها وللنشاط الفني المميز بها، وما يتمتع به سكانها من حرية، ورغم ذلك، فهي ليست أجمل من مدينتي حيفا عروس كل المدن في وجداني".