غوغل نحو شراء شركة ويز الإسرائيلية رغم الغليان الداخلي

16 يوليو 2024
مقر شركة غوغل في كاليفورنيا، 16 إبريل 2024 (طيفون كوشكون/الأناضول)
+ الخط -

تقترب شركة غوغل من عقد صفقة ضخمة مع "ويز"، وهي شركة أمن سيبراني سحابي أسسّها ضباط سابقون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من أن "غوغل" تعيش حالياً على وقع غليان داخلي وجدل عالمي حول التعاون مع الاحتلال بالتزامن مع العدوان على غزة.

ما نعرفه عن شركة ويز

"ويز" شركة إسرائيلية تأسّست في 2020 على يد أربعة ضباط سابقين في جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدف بناء شركة مهيمنة في مجال الأمن السيبراني السحابي. وأطلق الأربعة في البداية على شركتهم اسم "بيوند نتووركس"، وركزت على أمن الشبكات. لكنهم سرعان ما تحوّلوا إلى البرمجيات التي تساعد الشركات على فحص وتحديد المخاطر الأمنية من المنصات السحابية المهيمنة، مثل "مايكروسوفت أزور" و"أمازون ويب سرفيس"، مراهنين على أنّ العملاء يريدون حماية أكثر مما توفره شركات التكنولوجيا العملاقة نفسها، وأعادوا تسمية شركتهم "ويز".

والتقى الأربعة، الرئيس التنفيذي عساف رابابورت وشركاؤه المؤسِّسون عامي لوتواك وينون كوستيكا وروي ريزنيك، قبل عقدين عندما كانوا يعملون في قسم الاستخبارات الإلكترونية التابع لجيش الاحتلال، الذي يسمى الوحدة 8200. وقد أسّس المحاربون القدامى في هذه الوحدة شركات أخرى ذات قيمة عالية في مجال الأمن السيبراني، مثل "تشيك بوينت" و"فايربلوكس" و"بالو ألتو نتووركس". وفي 2012 أنشأ الرباعي "أدالوم"، وهي أول شركة للأمن السيبراني السحابي، وباعوها لـ"مايكروسوفت" بعد ثلاث سنوات مقابل 320 مليون دولار. وقد أمضوا السنوات التالية في العمل في "مايكروسوفت أزور" قبل أن يبدأوا "ويز" قبل أربع سنوات.

صفقة بقيمة 23 مليار دولار

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أول أمس الأحد، بأنّ "غوغل" تجري محادثات متقدمة لشراء "ويز" مقابل 23 مليار دولار، وهو ضعف قيمة الشركة قبل شهرين فقط. ومن المتوقع أن يحقق الرباعي المؤسِّس أرباحاً كبيرة تقدر بملياري دولار لكل منهم. وقد نَمَت "ويز" بسرعة بينما كانت المزيد من الشركات في السنوات الأخيرة ترحّل بياناتها وتطبيقاتها من الخوادم المحلية ومراكز البيانات إلى الخدمات السحابية. 

"غوغل" في معمعة جديدة

إذا أتمّت "غوغل" هذه الصفقة مع "ويز" فسوف تضع نفسها في موقف محرج جديد، سواء على المستوى القانوني أو الأخلاقي. فعلى المستوى القانوني قد تخضع "غوغل" للتدقيق من قبل مؤسسات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، التي اتخذت إجراءات صارمة ضد جهود الاستحواذ من قبل شركات التكنولوجيا القائمة. وتواجه "غوغل" حالياً دعويين قضائيتين من وزارة العدل الأميركية بتهمة الهيمنة على البحث والممارسات غير العادلة في تكنولوجيا الإعلان.

وعلى المستوى الأخلاقي انتفض موظفون داخل "غوغل" ومواطنون وناشطون خارجها ضد التعاون بين الشركة الأميركية العملاقة والاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً عندما تعلّق الأمر بمشروع نيمبوس، وهو عقد وقّعه الطرفان إلى جانب "أمازون" عام 2021، قيمته 1.2 مليار دولار، لتوفير خدمات سحابية إلكترونية للجيش والحكومة الإسرائيليين. وبموجب شروط العقد، لا تستطيع "غوغل" ولا "أمازون" منع أي جهة حكومية إسرائيلية، بينها الجيش، من استخدام خدماتهما، ولا تستطيعان إلغاء العقد.

وبسبب هذا التعاون تشهد "غوغل" منذ فترة حركة متنامية بين موظفيها تضغط على الشركة لإسقاط المشروع. وتضم المجموعة الاحتجاجية المسماة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" نحو 40 موظفاً في "غوغل" يشاركون بشكل وثيق في هذا الحراك، وفقاً للأعضاء الذين يقولون إن هناك مئات الموظفين الآخرين المؤيدين لهم. كما وقّع أكثر من 1100 من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والموظفين الشباب، من أكثر من 120 جامعة أميركية، على تعهد بعدم قبول وظائف أو تدريب داخلي في شركتي "غوغل" و"أمازون"، حتى تفضّا شراكتهما مع الاحتلال الإسرائيلي عبر مشروع نيمبوس.

المساهمون