يعكس الفلسطيني محمد شابط، من مدينة غزة، المواقف اليومية التي تحصل معه، عبر مقاطع فيديو فكاهية يسعى من خلالها إلى تصوير الواقع المُعاش في قطاع غزة المُحاصر منذ أربعة عشر عامًا. ويحاول الشاب العشريني تصوير الأوضاع العامة والتفاصيل الحياتية اليومية، وسردها بطريقة كوميدية مُحببة إلى الجمهور، على اعتبار أن الكوميديا والفُكاهة هي أقرب الطرق لإيصال الأفكار ببساطة وسلاسة إلى شرائح المجتمع كافة.
ويعتمد شابط، والذي يُعرف بين أصدقائه باسم "بن كامل"، في مقاطع الفيديو التي يبثها، وقد لاقت رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، على خفة ظله وسرعته في الحديث، ما يضفي على طريقته في سرد الأفكار رونقًا مختلفًا، وميزة إضافية.
لم يحصل الشاب على أي من الدورات التدريبية التي تساعده على تقديم فيديوهاته، وإنما يحاول التعبير عن أفكاره وما يريد إيصاله بتلقائيته التي عُرف بها، وقد تقبله على أثرها أصدقاؤه ومتابعوه. كما لا يحبذ تصنيفه على أنه فنان كوميدي، أو شخص مؤثر، إذ إنّه بدأ تصوير مقاطع الفيديو عام 2018 بالصدفة البحتة، حين كان يجلس مع أصدقائه ويحدثهم عن المواقف التي تحدث معه، إذ كان أحد أصدقائه يصوره وهو يتحدث، لأسلوبه المُضحك في الحديث، وقد تناقلوا مقطع الفيديو في ما بينهم، ونصحوه بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
اختار شابط الكوميديا السوداء في ظل الظروف السيئة التي مر فيها الناس خلال عام 2020
ويوضح الشاب محمد شابط لـ"العربي الجديد"، أنه قام بنشر المقطع عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقد لاقى المقطع رواجًا، وإعادة نشر، وردود فعل مشجعة على الاستمرار في تصوير مقاطع الفيديو، ما دفعه إلى البدء فعلًا بتصويرها، ولكن بأدوات بسيطة.
ولم يستسلم شابط كثيرًا للتردد الذي حصل معه في بداية الأمر، خاصة في ظل عدم معرفته الكافية في مجال الكوميديا وكتابة السيناريوهات، حيث قام باستشارة المحيطين به، ونصحوه بفتح قناة على "يوتيوب"، قام بتسميتها "بن كامل"، وبدأ فيها بتصوير مواقف حياته اليومية. وقد اختار الجانب الفكاهي والكوميديا السوداء للتعبير عن أفكاره، لقرب ذلك اللون من شخصيته، إلى جانب أنه محبب للناس ويوصل الرسالة بطريقة أسرع، خاصة في ظل الظروف السيئة التي يمرون بها، وحاجتهم إلى من يرسم البسمة على وجوههم، حتى وإن كان موضوع النقاش بالأساس جدي، وغير مضحك، مثل قضايا التعليم في الجامعات والمدارس.
ويبين شابط، والذي يدرس تخصصي آداب اللغة الإنكليزية في الجامعة الإسلامية وإدارة الأعمال في جامعة فلسطين، أنه يحاول عبر الفيديوهات التي يقدمها الحديث عن التحديات اليومية، ومعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي، والذي يؤثر على مختلف نواحي الحياة.
وصوّرت مقاطع الفيديو التي قدمها جملة من القضايا، كان أبرزها قصة نجاح فتاة في التوجيهي (الثانوية العامة)، أراد من خلالها إعطاء حافز إلى الطلبة للدراسة والتفوق، وقد انتشر المقطع بشكل كبير، إلى جانب مقطع آخر للحديث عن التعليم الإلكتروني، والمشاكل التي يواجهها الطلبة والأهالي خلاله. وناقش شابط كذلك قضية سرقة أحذية المصلين، إذ سُرق حذاؤه أكثر من مرة من المسجد، إلى جانب تصوير مختلف الأحداث السيئة التي مر فيها الناس خلال عام 2020، كذلك التخصصات الجامعية، وتشتت الطالب بعد إتمامه الدراسة المدرسية، وعدم قدرته على اختيار تخصصه، علاوة على الحديث عن فيروس كورونا، ومستجداته، وتأثيره على الجميع.
ويرى أن مقاطع الفيديو التي قام بنشرها بإمكانيات تصوير بسيطة، دون توفر كاميرا و"مايك"، لاقت رواجًا وتفاعلًا جيدًا، إلا أنها وفي الوقت ذاتها واجهت انتقادات وعدم رضا من البعض. وعن ذلك يقول: "أحرص عبر كل الفيديوهات التي أقدمها عدم الإساءة لأي شخص أو أي جهة".