غرندايزر يعود إلى صفحات الكوميكس

28 يناير 2022
لا يظهر غرندايزر في هذه القصة بوصفه لا يقهر (باتريك باز / فرانس برس)
+ الخط -

هل يحتاج غرندايزر إلى مقدمة؟ الرجل الآلي القادم من الفضاء، مع صاحبه دوق فليد، الذي نجا من إبادة كوكبه على يد قوّات فيغا، أسر مخيلة الأطفال لعشرات السنوات، بالرغم من بث 74 حلقة فقط، بدأت في اليابان عام 1975 وانتهت عام 1977، ودبلجت بعدها إلى الكثير من اللغات. وبالرغم من تطور شكل الرسوم المتحركة الآن، لكن يبق لـ غرندايزر نكهة خاصة، مملوءة بالنوستالجيا، خصوصاً أن أغلب المعجبين به الآن، أصبحوا بالغين، يحتفظون في مخيلتهم بالأوقات التي قضوها يتابعون مغامرات دوق فليد وفريقه ضد غزو فيغا.
ما مر من دون الكثير من الاحتفاء، هو صدور نسخة جديدة من غريندايزر نهاية العام الماضي على شكل كوميكس، النسخة الفرنسية تحمل اسم Goldorak، وأنجزها كل من Alexis Sentenac وXavier Dorison وDenis Bajram وBrice Cossu، في احتفاء بـ غرندايزر، وفتح الباب أمام مغامرات جديدة لدوق فليد بالتعاون مع أصدقائه القدامى، وأخته ماريا، للوقوف بوجه غزو يهدد اليابان وكوكب الأرض بأكمله. فالشخصيات التي كبرت بالعمر قليلاً، ودوق فليد الذي كان سجيناً على الأرض، وجدوا انفسهم فجأة بمواجهة لورد فيغا مرة أخرى، ووحش يهبط فجأة في اليابان، مدمراً ما حوله، طالباً من البشر إخلاء البلاد باسم شعب فيغا، لأن كوكبهم دمّر، وعليم الاستقرار في مكان جديد قبل أن تنفد مؤونتهم.
لن نخوض في تفاصيل المغامرة الجديدة كي لا نفسدها لمن يريد قراءتها، لكن القصة تقدم لنا تاريخ دوق فليد، وكوكبه الذي نجا منه، ثم محاولته الاستقرار وفشله، ثم إنقاذه للأرض وتعرضه للسجن كونه لم يعد يريد أن يتحكم بـ غرندايزر، لكن التهديد الجديد أجبره على العودة إلى دوره السابق.
نتعرف أيضاً إلى كوكب فيغا وسكانه، محاولين النجاة بأنفسهم، بقيادة زعيمهم لورد فيغا، الذي يقول إنه نسخة أفضل من كريستوفر كولومبس، فهو وشعبه مستكشفون لا يريدون إبادة الشعب الياباني، كما حصل مع السكان الأصليين، بل أعطوهم مهلة 24 ساعة لإخلاء البلاد كي يستقروا فيها عوضاً عنهم.
الفرضية الجديدة التي تقدمها السلسلة لا تعني أن النسخة الفرنسية تحررت من أصلها، بل نشاهد كل "اللقطات" الكلاسيكية، ونتعرف مرة أخرى على شخصياتنا المحببة، والشجارات بينها، ودور كل واحد منها في مساعدة غرندايزر، كما يظهر في النهاية طفل فضائي، يرعاه دوق فليد وأخته. هذا الطفل يمتلك قدرات لا نعلم عنها الكثير، ولا بد أن نكتشفها في الأعداد القادمة.
لا يظهر غرندايزر في هذه القصة بوصفه لا يقهر، بل يتعرض للهزيمة، ويشكك بقدراته، كما أن دوق فليد نفسه يبدو غير واثق من مهمته ودوره في هذا العالم، هو الذي فقد أسرته الأصلية، ثم أسرته على الأرض، فخروجه من السجن، ونبذه لدوره كمحارب نتلمسه في تردده الدفاع عن اليابان، وهلعه من غريندايزر نفسه. لكن وكما في كل حكاية أطفال، يتجاوز دوق فليد أفكاره السوداء، ويقفز إلى عملاقه جاهزاً لإنقاذ الكوكب.
نتصفح في نهاية العدد الأول من السلسلة ولادة هذه القصة المصورة، إذ نقرأ الرسالة التي تلقاها مؤلف سلسلة غرندايزر غو ناغي من إكسافير غوريسون، التي يطلب فيها إذنه لتأليف الكتاب المصور، ويخبره فيها عن علاقته بـ غريندايزر ومدى تعلقه بهذه الشخصية. كذلك نقرأ السيناريو السابق على بداية الرسم، وكيفية تخطيط الشخصيات وتخيل أشكالها الجديدة، وكأن صناع القصة المصورة يدعوننا إلى تأمل العملية التي أعادوا فيها تقديم غرندايزر وأبطاله.

لايف ستايل
التحديثات الحية

يمكن القول إن ما بعد الحكاية، أو الجزء الأخير من الكتاب، أشبه بدرس في كيفية تصميم القصص المصورة، وبنائها منذ الفكرة الأولى حتى الحكاية، ثم الرسم، ثم توزيع الصور على الصفحات، وكأننا أمام "فن معجبين" (Fan Art)، الكل مدعو فيه لتقديم رؤيته الخاصة لحكاية رافقتنا لأكثر من أربعين عاماً، كباراً وصغاراً.

المساهمون