عمرو واكد: جولة في "دهاليز" الممثل

03 ديسمبر 2021
لا يخفي رغبته بالمشاركة في أعمال سينمائية عربية في مصر (غاريث كاترمول/Getty)
+ الخط -

في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عرضت منصّة "الجزيرة O2" برنامجاً يحمل عنوان "دهاليز". بهذا البرنامج، يخوض الممثل المصري عمرو واكد تجربته الأولى في التقديم. يستند البرنامج إلى أداءٍ تمثيلي، إلى جانب مهارات مرتبطة بتقديم البرامج وعرض المعلومات بأسلوب شيّق.
في هذا السياق، التقت "العربي الجديد" الفنان عمر واكد. عن هذه التجربة، يقول إنه يسعى إلى طرح ما يشبهه ويعبر عن قناعاته في جميع المشاريع التي يقدمها للجمهور، ويشير إلى أن الأفكار التي يقدمها البرنامج مبنية على الاستنتاجات التي توصل إليها من الكتب التي قرأها، مضيفاً: "في داخل كل واحد منا أسئلة كثيرة يبحث عن إجابات عنها، وسيلاحظ الجمهور في أول حلقة كيف عالجنا قضية شائكة، تتعلق بفكرة غزو المخلوقات الفضائية للأرض".

فيلمان أوروبيان

يؤكد واكد أنه لا يخشى المغامرة، وينطلق في مشاريعه الفنية من نقطة تقديم الفائدة والمتعة معاً. يقول: "انتهيت أخيراً من تصوير فيلمين، الأول هو كوميدي بعنوان (الأبطال الخارقون رغم أنوفهم)، من بطولة وإخراج فنان فرنسي اسمه فيليب شو، وتجربته تتشابه إلى حد بعيد مع تجربة (ثلاثي أضواء المسرح). وتدور أحداث الفيلم حول الشخصية الكرتونية الشهيرة باتمان، الذي يفقد الذاكرة وينسى من هو، ودوري الرجل الشرير الذي يستفيد من نسيان البطل لشخصيته"، مشيراً إلى أن الفيلم سيُعرض في الشهور الأولى من العام المقبل.
يتحدث واكد، أيضاً، عن الفيلم الإسباني "بناء الحمراء"، الذي يجسد فيه شخصية لسان الدين بن الخطيب، ويحكي قصة قصر الحمراء، والدسائس والمؤامرات التي أحاطت به في تلك الفترة. يقول: "تدور الحكاية حول لسان الدين بن الخطيب. وفكرة العمل هي التركيز على العصر العربي الإسلامي في تلك الفترة، وهو عصر ذهبي غني علمياً وثقافياً. سيُعرض العمل في واحد من المهرجانات الكبرى قبل عرضه للجمهور في أواخر العام المقبل".

إملاءات سياسية

ينتقد عمرو واكد استمرار تحكم الدولة المصرية في صناعة الفن، معتبراً أن الأمر مؤذ للحالة الفنية في أي بلد حول العالم، بسبب الإملاءات التي يطبقها مسيّرو الصناعة، ويضيف: "هذا الأمر يشكل معاناة لأي صانع أفلام يريد تقديم عمل غير سياسي، فمثلاً فيلم (ريش) نال واحدة من أهم الجوائز الدولية في مهرجان كان السينمائي، لتتم مهاجمته بحجة إساءته للدولة. الفيلم مثلاً يعكس حالة موجودة في كل مكان ولا يمكن إنكارها".
يأمل واكد بأن تتحسن أحوال السينما والدراما في مصر، مشيراً إلى الحالة الصعبة التي يعيشها العاملون في صناعة السينما ويقول: "سمعت بأنه سيتم تخفيف حدة التدخل في الأعمال الفنية المقبلة، وسيتم إعطاء مساحة للقطاع الخاص المصري والعربي لإنتاج أعمال فنية من دون رقابة مسبقة، لكن ما سيتم عرضه في المواسم المقبلة سيكشف عما إذا كان ذلك ممكناً وسيعكس حجم التدخل، لكن باعتقادي لن يتم الأمر بالسهولة التي يتخيلها البعض".

قوى ناعمة

يتفق عمرو واكد إلى حد ما مع فكرة وجود نماذج في السينما الغربية تسعى إلى تأطير العرب في شخصيات المتخلفين والمتأخرين عن الحضارة والركب العالمي ويقول: "عرضت عليّ الكثير من الأفلام التي تحمل في باطنها رسائل تنتقص من العرب وكنت أرفضها، لأن فيها حكماً مسبقاً وحشراً لشخصية العربي في فيلم بدور الشخص الجاهل أو السكير والعربيد أو الإرهابي بطرق ساذجة، فالسينما من أنواع القوى الناعمة التي يتسلل الجميع من خلالها ليحقق كل شخص مبتغاه".
ويعبر عمرو واكد عن سعادته لوجود نجوم عرب دخلوا هوليوود من أوسع أبوابها، ولهم حضور دائم في السينما العالمية، مثل رامي مالك ومحمد كريم وغسان مسعود وسامر المصري، لكنه يرى استحالة أن يقوم منتج غربي بجمعهم معاً في عمل واحد لخدمة قضية عربية ما، فـ"الفكرة يمكن أن تنجح إذا تم تبنيها من داخل العالم العربي، بمعنى أن تخرج أفلام عربية تعرض في المهرجانات العالمية، تفسر للمشاهد الغربي تفاصيل حياة العرب الإنسانية، وبالتالي نبني جسراً بيننا وبينهم، ونوضح أننا مثلهم نأكل ونشرب ولدينا أبناء وطموحات في الحياة، وتحركنا الدوافع الإنسانية. ومن هنا، ستبدأ تتشكل لديهم صورة تقبل الهوية العربية الخالية من ادعاءات الإرهاب والتفرقة، فالفنان وظيفته أن يعبر عن الناس، وحين يستشعر الآخر هذا التعبير سيبدأ بالبحث عن الحقيقة".

راحة فنية

لا يخفي واكد رغبته بالمشاركة في أعمال سينمائية عربية في بلده مصر ويقول: "لا أجلس في منطقة الراحة الفنية كوني مطلوباً للعمل في أوروبا وأميركا. أفتقد للعمل في مواضيع تهم أهلي وبلدي ومجتمعي، لكنني الآن لا أملك هذه المساحة من التعبير بحكم عدم قدرتي على السفر إلى مصر، عدا عن كوني مشطوباً من نقابة المهن التمثيلية، ولا أستطيع العمل هناك، لكنني سعيد بالجمهور المصري الذي يتابعني على مواقع التواصل الاجتماعي".
لا ينفي واكد أن وجوده في أوروبا ساعده على تقديم أعمال مهمة، وأن هذه الأفلام ما كان من الممكن أن يقدمها لو أنه بقي في مصر بسبب انشغاله الدائم في تقديم أعمال محلية، ويقول "أنا مصري وسأبقى مديناً لبلدي وشعبي ما دمت حياً ومهما قيل عني".

انتقادات واتهامات التطبيع

وحول رده على الانتقادات التي طاولته لظهوره في عمل واحد مع ممثلة الأفلام الإباحية سابقاً ميا خليفة، يرى واكد أن من حق الجمهور أن ينتقد أي عمل يراه، وفي الوقت ذاته من حقه كممثل أن يشرح وجهة نظره للجمهور، ويوضح قائلاً: "لم أقم باختيار الممثلين، ولا أجد مشكلة بأن يختار المخرج أي ممثل لائق للدور، وليس دوري أن أحكم على أحد، وشخصياً لا أحب أن أدخل في دوافع الناس، فهو أمر لا يخصني. أنظر للموضوع من زاوية وجودها في العمل، وأتساءل: هل عطلته؟ أم هل قدمت دورها بإجادة وكسب المسلسل من وجودها؟ ما يعنيني شخصياً أنني قدمت دوري بمهنية شديدة وحرفية ولم أسِئ لنفسي أو لمهنتي".

وبالمنطق نفسه، يشير إلى الاتهامات التي طاولته بالتطبيع لمشاركته في مسلسل "بيت صدام"، من بطولة الممثل الإسرائيلي يغال ناؤور، وفيلم "المرأة الخارقة" من بطولة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت. يتساءل: "لماذا أنسحب أنا من هذه الأعمال؟ هل لأنني عربي وأنا النقطة الأضعف؟ ولماذا لا ينسحبون هم؟". ويؤكد أنه "شخصياً، أهتم برسالة العمل وفكرته وهدفه، وطالما لا يوجد ما يسيء لنا كعرب ولا يوجد في القصة ما يشوه صورتنا أو يشجع على التطبيع، ولا يصور العمل في فلسطين المحتلة، فما الذي يمنعني من تقديمه؟".

المساهمون