نجح العلماء في فكّ رموز كروموسوم Y الغامض الموجود لدى الذكور، وهو إنجاز يمكن أن يساعد في توجيه الأبحاث حول العقم عند الرجال.
وكشف الباحثون، اليوم الأربعاء، عن أول تسلسل كامل للكروموسوم Y البشري الذي ينتقل من الآباء الذكور إلى الأبناء الذكور.
وY هو أحد الكروموسومين الجنسيين عند الذكور إلى جانب الكروموسوم X، بينما تمتلك الإناث كروموسومي X مع بعض الاستثناءات.
وتساعد جينات كروموسوم Y في التحكم في الوظائف الإنجابية الحاسمة، مثل إنتاج الحيوانات المنوية، وتشارك في خطر الإصابة بالسرطان وشدته. وثَبَت أن هذا الكروموسوم يصعب كسره بسبب بنيته المعقدة بنحو استثنائي.
ونقلت وكالة رويترز عن العالِمة في المعهد الوطني الأميركي لأبحاث الجينوم البشري، أرانغ ري، المُعدّة الرئيسية لورقة بحثية توضح تفاصيل إنجاز العملية في دورية نيتشر العلمية، قولها: "أود أن أُرجع الفضل في هذا إلى تقنيات التسلسل الجديدة والأساليب الحسابية".
وقالت أستاذة الهندسة الجزيئية الحيوية في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز وإحدى المشاركين في الدراسة، كارين ميغا: "توافرت أخيراً أول رؤية كاملة لشيفرة كروموسوم Y، وتكشف عن أكثر من 50 في المائة من طول الكروموسوم الذي كان مفقوداً سابقاً من خرائط الجينوم لدينا".
ونُشِر التسلسل الكامل لكروموسوم X عام 2020. ولكن حتى الآن، كان جزء كروموسوم Y من الجينوم البشري يحتوي على فجوات كبيرة.
وقالت عالِمة الجينوم والمُعِدة المشاركة في الدراسة من جامعة كاليفورنيا، مونيكا سيشوفا، إن "هذا مهم بشكل خاص، لأن كروموسوم Y استُبعد تقليدياً من دراسات عدة متعلقة بالأمراض التي تصيب الإنسان".
ووفقاً للباحثين، فإن الفهم الكامل الجديد لجينات كروموسوم Y يبشّر بتطبيقات عملية إيجابية، بما في ذلك الأبحاث المتعلقة بالخصوبة.
وقالت سيشوفا: "العديد من هذه الجينات مهم للخصوبة والتكاثر، وخصوصاً تكوين الحيوانات المنوية"، ويمكن للإنجاز الجديد أن يكون مفيداً في التلقيح الاصطناعي.