صورة "بغيضة" مفبركة تؤجج التوتر بين أستراليا والصين

01 ديسمبر 2020
الصورة نشرها المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان (غريغ بايكر/فرانس برس)
+ الخط -

انضمت نيوزيلندا إلى أستراليا في التنديد بصورة مفبركة نشرها مسؤول صيني عبر موقع "تويتر"، تبين جندياً أسترالياً مبتسماً وفي يده سكين ملطخة بالدماء على عنق طفل، في إشارة إلى الانتهاكات المزعومة للجنود الأستراليين في أفغانستان.

وقالت رئيس الوزراء في نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، اليوم الثلاثاء، إن بلادها عبرت عن مخاوفها مباشرة للسلطات الصينية. وأضافت في حديثها للمراسلين: "الصورة مفبركة. الصورة غير حقيقية. وتماشياً مع موقفنا المبدئي إزاء مثل هذه الصور، فسنعبر عن هذه المخاوف مباشرة"، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس".

لكن الصين لم تتراجع عن التغريدة، وأكدت أنها لن تعتذر عنها. كما قالت سفارة الصين في أستراليا، اليوم الثلاثاء، إن السياسيين هناك "أساؤوا تفسير" التغريدة. وأضافت أن أستراليا تسعى إلى "تأجيج المشاعر القومية المحلية... وصرف انتباه الجمهور عن الفظائع المروعة التي ارتكبها بعض الجنود الأستراليين". 

واعتبرت تصريحات أرديرن أخف حدة من التصريحات الأسترالية، إذ تجد نيوزيلندا نفسها محرجة بشأن مدى التدخل في النزاع بين حليفتها الأقرب أستراليا وشريكها التجاري الأكبر الصين.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون وصف الصورة، يوم الإثنين، بـ"البغيضة"، مطالباً الحكومة الصينية بالاعتذار. وقال إن حكومته تواصلت مع شركة "تويتر" لحذف الصورة التي لا تزال متاحة اليوم الثلاثاء على الموقع، لكنها مرفقة بتحذير.

الصورة نشرها المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان. وعلّق عليها: "مصدوم من قتل المدنيين الأفغان والأطفال على يد الجنود الأستراليين. إننا ندين بشدة مثل هذه الأعمال، وندعو إلى محاسبة المتورطين فيها".

ورداً على سؤال حول هذه القضية اليوم الثلاثاء، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونينغ باللوم على الجانب الأسترالي. وقالت هوا: "ما يجب على أستراليا فعله هو التفكير بعمق، وتقديم الجناة إلى العدالة، ورفع اعتذار رسمي إلى الشعب الأفغاني، والتعهد رسمياً أمام المجتمع الدولي بأن جنودها لن يرتكبوا مثل هذه الجرائم الفظيعة مرة أخرى".

الصورة وتصريحات المسؤولين الصينيين تستند إلى تحقيق جرى لسنوات حول سلوك الجيش الأسترالي في أفغانستان، ووجد أن وحدات النخبة في القوات الخاصة "قتلت بشكل غير قانوني" 39 مدنياً وسجيناً أفغانياً على الأقل، ولا سيما في عمليات إعدام تعسفية كانت من شعائر تدريب المجندين الجدد.

دعا التقرير إلى إحالة 19 شخصاً على الشرطة الفيدرالية الأسترالية ودفع تعويضات لأسر الضحايا. كما دعا إلى إجراء سلسلة من الإصلاحات داخل الجيش. وأعلن الجيش الأسترالي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن طرد 13 جندياً بعدما نُشر التقرير.

وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف على التغريدة يعمق التوتر القائم أصلاً بين أستراليا والصين، إذ تأجج بعدما قادت أستراليا الدعوات إلى فتح تحقيق في أصل وباء فيروس كورونا، والنقاش المستمر بشأن الادعاء السائد بأن ثمة تدخلاً في الشؤون الأسترالية. وطبقت الصين في الشهور الأخيرة سلسلة ضربات اقتصادية، بينها وقف الحركة التجارية والتعريفات، على عشرات الواردات الأسترالية التي شملت المشروبات الكحولية والشعير ولحوم البقر.

المساهمون