سار صحافيون فلسطينيون من فوق ركام برج الجوهرة، وصولا إلى ركام برج الشروق، اللذين يضمان العديد من المكاتب الصحافية التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة، وحوَّلها إلى ركام.
وحمل الصحافيون المشاركون في المسيرة التي نظمتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين في مدينة غزة، اليوم الأحد، رفضا لجرائم الاحتلال بحقهم، لافتات تُجرّم المساس بالمؤسسات الإعلامية، وتطالب بحماية دولية للصحافيين ومؤسساتهم.
ومن بين اللافتات التي رفعها المُشاركون من مختلف الأطر الصحافية، "لا لتكميم الأفواه"، "يجب دعم ومساندة الإعلام"، "القتل والتدمير لن يوقفا مسيرتنا"، "نعم لمحاسبة قادة الاحتلال على استهداف المؤسسات الإعلامية"، "تدمير القنوات الفضائية الفلسطينية جريمة حرب"، "رسالتنا الإعلامية ستبقى شوكة في حلق الاحتلال"، "استهداف الاحتلال للمؤسسات الإعلامية لن يرهبنا، ولن ينال من عزيمتنا في كشف وفضح جرائمه".
وكانت الأبراج التي استُهدفت، مثل برج الجوهرة، الجلاء، الشروق، تعجّ بالحركة والنشاط، إذ كانت تضم العديد من المكاتب والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، وتنطلق منها عمليات التغطية اليومية والميدانية لمختلف الفعاليات والأنشطة والأحداث، إلا أن الاستهداف المُباشر من الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال فترة العدوان، حوَّلها إلى أكوام من الردم والحُطام، ويُحيط بها الخراب والتدمير، وقد دُفنت تحت أنقاضها أجهزة البث، أجهزة الإذاعة، أجهزة التصوير، المعدات، الأدوات، الأجهزة، الأرشيف المُصور والمكتوب، وأجهزة الكمبيوتر، وغيرها.
وتفقدت الصحافية الفلسطينية ميسون كحيل حُطام مقر موقع "البوابة 24" الإعلامية الناشئة، والتي دُمرت بفعل الصواريخ الإسرائيلية خلال الأيام الأولى من العدوان على قطاع غزة، وقالت لـ "العربي الجديد" إنها صُعقت من حجم الدمار الذي خلفه القصف.
وتواصِل الصحافية كحيل برفقة زميلتها أُمنية أبو الخير عملهن من بيوتهن، على الرغم من استهداف مكتبهن، وشددت على أن الاستهداف الإسرائيلي قد يؤثر سلبا خلال وقت قصير، إلا أن الصحافيين الفلسطينيين، يستطيعون النهوض مجددا لأداء رسالتهم على أكمل وجه.
بينما أوضح الصحافي، خالد أبو زاهر والذي شارك في التظاهرة الصحافية، لـ "العربي الجديد" أن مقر عمله في صحيفة فلسطين تم تدميره بشكل كامل، في محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لإسكات الصوت، وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول التأثير على الصورة باستهداف المباني والأبراج التي يمكنها فضح ما يجري من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، إلا أنه يفشل في كل مرة.
من جانبه؛ أكد نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين تحسين الأسطل على أن الصحافيين أثبتوا قدرات مهنية خارقة في نقل الحقيقة للعالم أجمع، وقدرة هائلة على متابعة الحرب العدوانية، وكشف جرائم وإرهاب المحتل ضد الشعب الفلسطيني، مما كان له دور كبير في التأثير بالرأي العام الدولي، إذ خرجت الملايين في شوارع ومدن وعواصم العالم، لإدانة الاحتلال ونصرة القضية الفلسطينية.
وأوضح الأسطل، خلال إلقاء بيان النقابة، عقب تمركز التظاهرة على أنقاض برج الشروق، أن الاحتلال الإسرائيلي دَمّر أكثر من 33 مؤسسة إعلامية، بقصفها بالطائرات الحربية، وارتكب مجزرة إرهابية بحق الإعلام الفلسطيني، وجرائم واعتداءات بحق الصحافيين في بيوتهم الآمنة، أدت إلى إصابات وأضرار، لحقت بأكثر من 70 صحافيا في غزة.
وأكد أن نقابة الصحافيين ماضية في إجراءاتها القضائية في محكمة الجنايات الدولية، وفي كل المنظمات الدولية، ووفق القانون الدولي، لكي تتم محاسبة ومحاكمة مرتكبي هذه الجرائم، والمسؤولين عنهم عن جرائمهم، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب على أبشع جرائم ارتُكبت في العالم أجمع بحق الصحافيين.
وبيّن الأسطل أن الصحافيون الفلسطينيون فرضوا قضية الشعب الفلسطيني على وسائل الإعلام العالمية كافة، وأعادوا الصدارة للقضية في كافة وسائل الإعلام، رغم منظومات الإعلام الاحتلالية وداعميها، ورغم حملات التحريض، وما يمتلكون من إمكانيات هائلة، واستمرار محاولاتهم في تزوير الحقيقة، ونقل وبث التضليل، إلا أن نقل الحقيقة فلسطينيا، ورغم الدماء التي أُريقت، فقد أدت إلى انتصار الحق على الباطل.
بينما أوضح الصحافي أحمد زغبر، أن اغتيال نحو 33 مؤسسة إعلامية خلال العدوان الإسرائيلي لن يؤثر على الصحافي الذي لطالما تعرض للجرائم الإسرائيلية، أو على التغطية الإعلامية لمختلف الممارسات القمعية التي تمارسها قوات الاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد زغبر في كلمة له خلال الوقفة التضامنية، نيابة عن كتلة الصحافي الفلسطيني على أن القلم لن يُكسر والتغطية لن تتوقف، رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإسكات الصوت، عبر الاغتيال المُباشر للصحافيين كما حدث مع الصحافي يوسف أو حسين، أو بالاستهداف المُباشر لعدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية.