شهادات "تيك توك" و"سناب شات" و"يوتيوب" أمام المشرعين الأميركيين حول حماية المستخدمين الصغار
استجوب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي المديرين التنفيذيين لشركات "يوتيوب" و"تيك توك" و"سناب شات" الثلاثاء لأكثر من 3 ساعات، لمساءلتهم بشأن كيفية حماية هذه المنصات لمستخدميها الصغار، بعد أسابيع من مواجهة مسؤولة في "فيسبوك" أسئلة شائكة حول المشكلة نفسها.
وأثار ديمقراطيون وجمهوريون من أعضاء اللجنة الفرعية التجارية، التابعة لمجلس الشيوخ والمعنية بحماية المستهلك، مخاوفهم من استخدام "تيك توك" و"يوتيوب" و"سناب شات" في إيذاء الأطفال والترويج للسلوك الهدّام، مثل التخريب المتعمد للممتلكات في المدارس، والتحديات المؤذية التي تنتشر على نطاق واسع، والتنمر، واضطرابات الأكل، والتسويق المتلاعب به.
وخلال الجلسة، قالت السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبرن: "في الأسابيع التي سبقت جلسة الاستماع هذه، استمعت لآباء وأمهات ومدرسين واختصاصيين في مجال الصحة العقلية، وتساءلوا كلهم: إلى متى سنسمح باستمرار هذا الوضع؟"، وفق ما نقلت شبكة "سي أن أن".
وأكد السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال: "لا يمكنك ائتمان عمالقة التكنولوجيا على أطفالك". وأضافت: "كل ما تفعلونه هدفه زيادة عدد المستخدمين ودفعهم نحو قضاء وقت أطول في استخدام تطبيقاتكم، وتحديداً الأطفال منهم"، وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست".
وأفادت "سي أن أن" بأن المسؤولَين التنفيذيَين في"سناب" و"تيك توك" أظهرا تواضعاً، وأقرا بالحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لحماية المستخدمين.
شهادة "تيك توك"
قال نائب رئيس "تيك توك" ومسؤول السياسة العامة للأميركتين، مايكل بيكرمان، إنهم يعملون "للحفاظ على أمن وسلامة المنصة، وخلق تجارب ملائمة حسب السنّ". لكنه أضاف: "نعلم أنه علينا كسب الثقة، ونحن نسعى إلى ذلك، عبر الالتزام بمستوى أعلى من العمل والشفافية والمساءلة، فضلاً عن التواضع للتعلّم والتحسن".
وسُئل بيكرمان عن التهديد الذي قد تشكله الملكية الصينية للتطبيق على بيانات المستخدمين واحتمال تسليمها إلى بكين، لكنه أكد أن إدارة البيانات تتولّاها فرق أميركية. وقال إن "الباحثين والخبراء المستقلين لاحظوا أن بيانات تطبيق (تيك توك) ليست ذات أهمية بالنسبة للأمن القومي".
شهادة "سناب" المالكة لـ"سناب شات"
في شهادة نائبة الرئيس للسياسة العامة العالمية في شركة "سناب" مالكة تطبيق "سناب شات" جينيفر ستاوت، أعلنت أن الشركة تطور أدوات جديدة للآباء والأمهات، ليتمكنوا من الإشراف بشكل أفضل على كيفية استخدام أطفالهم التطبيق.
وقالت ستاوت: "علينا مسؤولية أخلاقية في أن نأخذ بعين الاعتبار مصالح مستخدمينا الفضلى، ونحن نتفهم أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به بينما نتطلع إلى المستقبل". وأضافت "نعتقد أن التنظيم ضروري، ولكن بالنظر إلى الوتيرة التي تتطور بها التكنولوجيا لا يمكن للتنظيم وحده إنجاز المهمة"، وفقاً لـ"سي أن أن".
وأكدت أن "على شركات التكنولوجيا تحمل المسؤولية لحماية مجتمعاتها. وإذا لم تفعل، يجب على الحكومة أن تحاسبها".
وهذه المرة الأولى التي يمثل فيها مسؤول من "تيك توك" و"سناب شات" أمام مجلس الشيوخ الأميركي.
شهادة "يوتيوب"
سئلت نائبة رئيس "غوغل" للشؤون الحكومية والسياسة العامة ليزلي ميلر عما إذا كانت شركتها ستسمح للباحثين المستقلين بالوصول إلى الخوارزميات ومجموعات البيانات والممارسات المتعلقة بالخصوصية، فقالت "سيعتمد الأمر على التفاصيل، لكننا نتطلع دائماً إلى الشراكة مع الخبراء في هذه المجالات المهمة"، وفقاً لـ"واشنطن بوست".
ورأى السيناتور ريتشارد بلومنثال في رد "يوتيوب" إشارة أكيدة إلى "تردد قوي، إن لم يكن مقاومة لتوفير إمكانية الوصول إلى البيانات".
كذلك بدت ميلر مترددة في الالتزام بجوانب تشريعات الخصوصية المحتملة، مثل التحديث المقترح لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت. وكانت غامضة في الحديث عن موقف "يوتيوب" إزاء حظر الإعلانات الموجهة للأطفال أو فرض قيود على إضافة "الإعجابات" أو التعليقات على مقاطع الفيديو، حتى حين قالت إن الشركة لم تسمح بالفعل بمثل هذه الميزات على محتوى الأطفال، وفقاً لما نقلته "واشنطن بوست".
هل يقدم مارك زوكربيرغ شهادته؟
الأسبوع الماضي، وجّه بلومنثال رسالة حادة اللهجة إلى مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ، طالباً منه تقديم شهادته بشأن تأثير "إنستغرام" على الأطفال.
وقال بلومنثال، في الرسالة التي وجهها إلى زوكربيرغ، إن "الآباء والأمهات في أنحاء أميركا كافة منزعجون بشدة من التقارير المستمرة التي تفيد بمعرفة (فيسبوك) بالضرر المدمر والدائم الذي يمكن أن تسببه (إنستغرام) للمراهقين والأطفال. هؤلاء الآباء والأمهات، والعشرون مليون مراهق الذين يستخدمون تطبيقك، لهم الحق في معرفة الحقيقة حول أمان (إنستغرام)"، وفقاً لما نقلته وكالة "أسوشييتد برس".
وأضاف: "ممثلو (فيسبوك)، بمن فيهم أنت، واصلوا تقديم الإجابات المراوغة، وأبقوا العديد من التقارير عن صحة المراهقين مخفية، وعرضوا خططاً غير ملزمة ومبهمة للعمل في وقت غير محدد، وحتى تحوّلوا إلى شن هجمات شخصية على هاوغين".
وعرض بلومنثال أن يمثل إما زوكربيرغ أو رئيس "إنستغرام" آدم موسيري أمام لجنته.
أضرار "فيسبوك" على الأطفال
خلال الشهر الحالي، عُقدت لجنة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي مع مسربة وثائق "فيسبوك" فرانسيس هاوغين التي كشفت عن فشل عملاق منصات التواصل الاجتماعي في حماية صغار السن، وتفضيلها الأرباح المادية على سلامة المستخدمين.
ورفض زوكربيرغ هذه الاتهامات، واصفاً إياها بـ"غير المنطقية"، علماً أن الشركة أعلنت الشهر الماضي عن تجميد مشروعها لإصدار نسخة من "إنستغرام" مخصصة للأطفال.
وكان أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي قد استجوبوا المسؤولة في "فيسبوك" أنتيغوني ديفيس ساعات، في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، بسبب تحقيقات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" منتصف الشهر نفسه، عن التأثير السلبي لـ"إنستغرام" على المراهقات وغيرهن.
خلال جلسة الاستماع، وصف السيناتور ريتشارد بلومنثال تقارير الصحيفة الأميركية بـ"القنبلة". وأضاف أنها "دليل دامغ ومؤثر على دراية (فيسبوك) بالأضرار التي تلحقها منصاتها بالأطفال، وإخفائها هذه الحقائق".
لكن أنتيغوني ديفيس كررت مرات عدة، خلال جلسة الاستماع، أن التقارير "انتقائية"، لـ"إضفاء صورة قاتمة غير دقيقة على عمل الشركة". وأخبرت المشرعين أن مسحاً للمراهقات يشمل 12 حالة خطيرة، مثل القلق والحزن واضطرابات الأكل، أظهر أن "إنستغرام" كان مفيداً لهن عامة. وأضافت: "في 11 من أصل 12 حالة، كانت المراهقات اللواتي قلن إنهن عانين من هذه المشكلات أكثر ميلاً للقول إن (إنستغرام) تساعدهن، ولا تزيد أوضاعهن سوءاً".
كانت سلسلة تقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، واستندت إلى وثائق ورسائل مسربة من شركة "فيسبوك"، قد كشفت أن الأخيرة على علم بالكثير من الأضرار التي سببتها، وبينها أداة على منصة "إنستغرام"، التي تملكها، تبين أنها تضر بالصحة النفسية للمراهقات، وبرنامج خاص يعفي النافذين والمشاهير من مستخدمي منصاتها الاجتماعية من إجراءاتها وقواعدها، وتغيير في برمجيتها عام 2018 أدّى إلى ترويج الغضب والانقسام السياسي.
كذلك كشفت الوثائق الداخلية التي حصلت عليها "وول ستريت جورنال" أن "فيسبوك" شكّلت فريقاً خاصاً لدراسة الأطفال، والتفكير في الطرق التي يمكن عبرها تحقيق الدخل منهم. إحدى هذه الوثائق أشارت إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً باعتبارهم أنهم "جمهور قيّم، إنما غير مستغل". واقترحت وثيقة أخرى "الاستفادة من مواعيد اللعب" كوسيلة لدفع "نمو" شركة "فيسبوك".
وثيقة أخرى استشهدت بها الصحيفة، تعود إلى مارس/ آذار الماضي، لحظت أن "فيسبوك" تصارع في سبيل "جذب المراهقين حول العالم"، وحذّرت من تباطؤ وتيرة استقطاب هذه الفئة العمرية. وتتوقع "فيسبوك" انخفاض عدد مستخدميها من المراهقين بنسبة 45 في المائة إضافية بحلول عام 2023، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". وأظهرت الوثائق أيضاً أن الشركة تخشى أن تخسر أمام المنافسين، وتحديداً تطبيقي "سناب شات" و"تيك توك" اللذين كانا يكتسبان شعبية بين المراهقين.