قبل أيام، نشر متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تقول إن شركة "روتانا" للصوتيات والمرئيات ستنقل مكاتبها إلى الرياض، وبعدها ستقفل شركة "أنغامي" مكتبها الرئيسي في لبنان، وكذلك مكاتب بعض الشركات المختصّة بالإنتاج الفني، المرئي والمسموع.
سارعت شركة "أنغامي" بعد نشر الخبر إلى إصدار بيان صحافي، نفت فيه المعلومات حول إقفال مكتبها في العاصمة اللبنانية، الذي افتتِح عام 2012. أما افتتاح مكتب رئيسيّ آخر للمنصة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فليس إلا تعزيزًا لحضور "أنغامي"، بحسب البيان. وجاء افتتاح المكتب في أبوظبي إثر الاتفاق الذي عُقِد بين التطبيق ومكتب "أبوظبي للاستثمار"، لتأسيس مركز لها في العاصمة. وتأتي هذه المبادرة ضمن سياق برنامج أبوظبي الذي تسمّيه بـ"غداً 21". وتهدف الشركة إلى تأسيس أعمال جديدة، وتقديم الحوافز التي تمكّن من إطلاق خدمات متنوعة.
تنافس شركة "أنغامي" كبرى منصّات الإنتاج الغربية، أبرزها "ديزر" الفرنسية، التي استطاعت قبل ثلاث سنوات سحب الإنتاج الموسيقي الغنائي الخاص بشركة "روتانا" وسجّلته ضمن مكتبتها الموسيقيّة، وذلك بعد اتفاق عقد بين الأمير الوليد بن طلال والمنصّة الفرنسية، وذلك لخدمة بث إنتاجات "روتانا" كاملة. الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة للفنانين المنتسبين لـ"روتانا" والذين وثقوا بـ"أنغامي" لمدة تزيد عن خمس سنوات، وحققوا متابعات وأرقامًا جيدة.
هذه الصفقة شكّلت هزة لـ"أنغامي" في السوق العربي، خصوصًا خسارتها لملايين المستمعين أو المتابعين العرب. لكنها ورغم ذلك، آثرت البقاء وتحديث برامجها وتعاقداتها مع الفنانين، لا سيما نجوم الصف الأول، مثل راغب علامة ونانسي عجرم. أما في ما يتعلّق بشركة "روتانا"، وبحسب مصدر من داخل الشركة، فلا توجد نية لإقفال مكتب بيروت بشكل نهائي. علمًا أنّ عدد العاملين في مكتب بيروت خفّض إلى حد كبير، ولم يعد يتجاوز أصابع اليد الواحد.
من المؤكّد أن شركة "روتانا" تراجعت بعد مسيرة امتدّت لأكثر من عشرين عامًا، كانت فيها نشطة داخل السوق الغنائي العربي. إذْ تمتلك الشركة السعودية أرشيف أكثر من مئة فنان، وهي تستحوذ بالتالي على أكبر مكتبة موسيقية عربية، وتمتلك أيضًا حقّ التصرف الحصري فيها. لكن من جهة أخرى، عانت الشركة من القرصنة وبيع الألبومات بشكل غير شرعي، إضافة طبعًا إلى المواقع البديلة وصفحات "يوتيوب" التي تقوم بنسخ الأغاني الخاصة بالشركة.
رغم ذلك، وبحسب المصدر من داخل الشركة، لا غنى عن مكتب بيروت الرئيسي. كما أنّ المكتب الذي سيفتتح في مدينة الرياض سيشكّل دفعة أخرى للشركة، مع وجود قناة مختصة بالبث الإذاعي ترصد كل أعمال الشركة. كما أنَّ معظم أعمال الفنانين اللبنانيين، والعرب عمومًا، تحتاج إلى تسويق وخطط ترويجية وغيرها من الأمور التي أسست لها "روتانا" منذ انطلاقتها في نهاية التسعينيات.
ويختم المصدر في شركة بالقول: "لا يمكن هجرة بيروت فنيًا على الرغم من سوء الأوضاع الاقتصادية وتعثر المعاملات المالية الخاصة بهذا القطاع، لسبب بسيط هو أن بيروت مصدر رئيسي لهذا الإنتاج".