"سويفتيز من أجل فلسطين" وتايلور الصامتة

في 29 مايو/ أيار الماضي، قبل ساعات من اعتلاء النجمة الأميركية تايلور سويفت المسرح خلال حفلة في مدريد ضمن جولتها Eras المحطِّمة للأرقام القياسية، بدأ وسم #SwiftiesForPalestine (سويفتيز من أجل فلسطين)، في الظهور على منصّة إكس. استخدم بعضهم الوسم بهدف حشد رواد حفلات الجولة الموسيقية لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني، فيما استخدمه بعضهم مطالبين تايلور سويفت نفسها بإظهار الدعم للفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وشجّع معجبو تايلور سويفت، المعروفون باسم "سويفتيز"، زملاءهم من المعجبين على رسم البطيخ، رمز التضامن مع القضية الفلسطينية، على أيديهم، وصُنع ملصقات مؤيدة للشعب الفلسطيني، ومشاركة صورهم خلال حفلات Eras عبر وسوم #CeasefireNow (أوقفوا إطلاق النار فوراً)، و#FreePalestine (الحرية لفلسطين). وخاطبت تغريداتٌ حساب تايلور سويفت الرسمي مباشرةً، حاثّة إياها على التحدث علناً عن فلسطين والعدوان. 

وبينما تدور مختلف الحملات حول تايلور سويفت، لم تعلن الفنانة نفسها حتى الآن تضامنها صراحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولو أنها سبق ورُصدت، سابقاً، إلى جانب المغنية الأميركية سيلينا غوميز والممثلة البريطانية كارا ديليفين خلال حدث خيري لجمع الأموال من أجل غزة نظمه نادي رامي يوسف الكوميدي في بروكلين (نيويورك).

ومنذ صعود #SwiftiesForPalestine في "إكس"، غابت الفنانة عن المنصة، إذ عادة ما تنشر صوراً وتعليقات تشكر الجمهور في "إكس" و"إنستغرام" بعد كل محطة في جولة Eras، لكنها لم تنشر على "إكس" منذ 26 مايو/ أيار، وبدلاً من ذلك، ظلت مكتفية بـ"إنستغرام"، مُغلقةً فيه مساحة التعليقات. وأثار هذا الصمت شكوك المعجبين الذين عبّر بعضهم عن الغضب، وحتى أن هناك فئةً من الجمهور قرّرت إعادة تقييم علاقتها مع تايلور سويفت وعدم الاستماع إلى أغانيها حتى تتحدّث عن فلسطين.

نجوم وفن

التحديثات الحية

نيكولا كوغلان لا تفوّت مناسبة لدعم الفلسطينيين

أثناء ذلك، كانت #SwiftiesForPalestine تنمو يوماً بعد يوم، وانتشرت من "إكس" إلى "إنستغرام" و"تيك توك"، ومن المشاركة عبر الإنترنت انتقلت إلى النشاط في العالم الحقيقي. واصل المعجبون الدفع بالحملات الداعمة للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي خلّف حتى الآن أكثر من 37 ألفاً و598 شهيداً، و86 ألفاً و32 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، معظمهم من الأطفال.

من بين هذه المبادرات حملة لجمع التبرعات في منصة "غو فاند مي" للتعاون التمويلي، بهدف إرسالها إلى منظمة التعاون الطبي من أجل فلسطين في كندا، وهي منظمة تقدم للفلسطينيين الطعام والمعدات الطبية وتمويل العلاج في المستشفى والمساعدة في الإخلاء. وجاء في نص الدعوة إلى التبرّع: "لقد جمعتنا موسيقى تايلور معاً، ويمكننا معاً تحقيق التغيير الاجتماعي"، مضيفاً: "ما هو رصيد تايلور الموسيقي إن لم يكن الحب والتعاطف مع الآخرين والعدالة؟".

بحلول نهاية الأسبوع كانت الحملة قد تجاوزت هدفها البالغ 13 ألف دولار (13 هو رقم الحظ بالنسبة لتايلور). وعلى عكس التضامن القوي مع فلسطين، لم يعبّر المعجبون عن تأييد قوي للاحتلال، إذ لم يحصل وسم "سويفتيز من أجل إسرائيل" إلا على أقل من 100 منشور.

ويأتي صمت تايلور سويفت هذا مقابل تأكيد نجمة البوب البريطانية دوا ليبا تمسّكها بوصف "الإبادة الجماعية الإسرائيلية" الذي استعملته أخيراً لإدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة أنّها مستعدة للتعامل مع أي ردود فعل غاضبة.