سورية: "خطاب الأردني" مسؤول عن عشرات الانتهاكات بحق الإعلاميين في إدلب

14 ديسمبر 2021
يتعرض الصحافيون لمضايقات من الهيئة (عمر حاج قدّور/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت شبكة إخبارية محلية، من خلال استبيان أجرته في محافظة إدلب شمال غربي سورية، عن ارتكاب مسؤول في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) يحمل الجنسية الأردنية عشرات الانتهاكات بحق الإعلاميين والناشطين في المنطقة، الذين فضّلوا التكتم عليها خوفاً من الملاحقة الأمنية.

وأوضحت شبكة "شام" الإخبارية أنها استهدفت أكثر من 70 ناشطاً من أبناء محافظة إدلب والمحافظات الأخرى العاملين في إدلب بعدة أسئلة، أجمع قرابة 90 بالمائة منهم على أن المدعو "محمد نزّال" المعروف باسم "خطاب الأردني" أردني الجنسية من أصول فلسطينية، هو الأكثر إساءة للناشطين في المنطقة، وهو من يقود الحملات المتعاقبة ضدهم بشكل مباشر تارة وأخرى عبر أدواته متمثلة بمكتب مديرية الإعلام في حكومة "الإنقاذ" التي تعتبر الجناح السياسي لتحرير الشام.

وبحسب نتائج الاستبيان، فإن المسؤول في هيئة تحرير الشام مقرّب من زعيمها "أبو محمد الجولاني" ويتّبع وسائل عدة في التضييق على الناشطين الرافضين لتوجهات الهيئة وحكومتها، تارةً بالاعتقال وتارة بالتهديد والوعيد عبر الجهاز الأمني للهيئة، وعبر تبليغات تصل إلى الناشطين لمراجعة مكتب العلاقات في حكومة الإنقاذ بسبب منشور ينتقد الحكومة أو الهيئة، وأشار إلى أنه لجأ أخيراً لتسجيل دعاوى ضد النشطاء ضمن قضاء الهيئة، بتهم عدة لترهيبهم والحد من انتقادهم.

وبيّن الاستبيان أن "الأردني" مكلف من قيادة الهيئة في إدارة ملف الإعلام في مناطق سيطرة الأخيرة، وأنه يعمل على تقوية الذراع الإعلامي لها، عبر شخصيات تم استقطابها لتكون واجهة إعلامية بمؤسسات واجهتها مستقلة وحقيقتها تبعية مباشرة للهيئة.

موقف
التحديثات الحية

ولفتت الشبكة إلى أن الجولاني أعطى المسؤول الإعلامي صلاحيات كبيرة في "هيئة تحرير الشام"، وسلّمه مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، وله علاقة وثيقة بالجهاز الأمني ويتولى مع فريق كبير عملية تتبع حسابات الناشطين عبر مواقع التواصل وغرف الأخبار، وتسجيل كل منشور أو حديث لهم ضد الهيئة، ليقوم برفع دعاوى قضائية ضدهم لاحقاً ضمن مؤسسات حكومة الإنقاذ.

ويوم الخميس الفائت، اعتدى عناصر تابعون للهيئة على ناشطين إعلاميين اثنين في محافظة إدلب، أثناء تغطيتهما دخول قافلة تضم مساعدات إنسانية أممية إلى المحافظة، قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري.

وتصور هيئة تحرير الشام نفسها على أنها جهة تحترم الإعلاميين والعمل الإعلامي، لكنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت تقريراً في مايو/ أيار الفائت وثّقت فيه 17 حالة اعتقال وخطف بحق الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام على يد عناصرها، من أصل 42 وثقتها منذ مايو 2020.

المساهمون