يستخدم العلماء هواتف ذكية لمتطوعين كل المطلوب منهم هو النوم بينما تواصل هواتفهم القيام بآلاف العمليات الحسابية المعقدة للمساعدة في الوصول إلى علاج لـ"كوفيد-19"، بحسب "بي بي سي".
تأوي المتطوعة، هانا، إلى فراشها عند العاشرة والنصف، وتشغّل نظام التدفئة، تغسل وجهها وأسنانها، ثم تأوي إلى فراشها، تتابع الأخبار و"إنستغرام"، توصل هاتفها بالشاحن، ثم تنام.
وبينما تكون هانا في عالم الأحلام يستمر هاتفها الذكي في العمل، ويتيح الفرصة لباحثين يجرون دراسة للوصول إلى علاج كورونا.
داومت هانا على هذا النظام كل ليلة لمدة عام أتمّ فيها هاتفها المحمول نحو 2.500 عملية حسابية. وتُعدّ هانا واحدة من بين مئة ألف شخص حول العالم يسخّرون قدرات هواتفهم الذكية لمصلحة تطبيق DreamLab.
يقوم تطبيق "دريملاب" بمحاكاة رقمية لجزيئات الأغذية بهدف الوقوف على توليفات العناصر الغذائية التي قد تساعد الأطباء في علاج الفيروس، أو أولئك الذين يعانون أعراضه طويلة الأمد.
ولم يظهر دليل على أن غذاءً معيناً قد يكون قادراً على مساعدة المصابين أو الوقاية منه، لذا يتواصل البحث للوصول إلى نتائج.
وتشترك جامعة إمبريال كوليدج لندن ومؤسسة "فودافون" الخيرية في إجراء الدراسة التي تُنشر نتائجها في دورية علمية.
وتنقل "بي بي سي" عن المشرفين على المشروع أن شبكة العمل التطوعي لحواسيب الهواتف الذكية تقدم خدمة ثمينة، إذ تستطيع تجميع بيانات في ثلاثة أشهر، بينما كان تجميعها بحاسوب عادي سيحتاج 300 عام على الأقل.
وأنجزت هواتف متطوعين أكثر من 53 مليون عملية حسابية حتى الآن. ويتاح التطبيق حول العالم، وهو الآن مستخدم في 17 دولة.
وتمكّن فريق الدراسة من معرفة أكثر من 50 جزيئاً محدداً يمكن من الناحية النظرية أن تحتوي على خصائص مضادة للإصابة. ويفترض أن تنشر نتائج مشروع الدراسة في دورية "هيومان جينوميكس".
وعن هذه الدراسة، يقول الباحث في جامعة ريدينغ، سيمون كلارك، "إنها دراسة هامة تستغل قواعد ضخمة من البيانات من خلال الهواتف الذكية، في طريقة جديدة يحاول عبرها العلماء التعرف أكثر على الفيروس".
ويضيف كلارك أن "تحديد عناصر غذائية بعينها قد يساعد في تقليص الإصابات، لكن من الضروري التأكيد على أن مكافحة الفيروس تتم عبر مواصلة اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي، والحرص على النظافة الشخصية، والحصول على اللقاحات الجاري تطويرها".