رمضان في القطاع: ماذا يأكل الغزيون؟
- الغلاء الشديد ونقص غاز الطهي يدفع السكان للبحث عن بدائل وتجهيز الوجبات بإمكانات متواضعة، مما يؤدي إلى غياب العديد من الأصناف الرمضانية المعتادة.
- رغم الظروف القاسية، يظهر الإبداع والمثابرة لدى الفلسطينيين في توفير لقمة العيش والحفاظ على التقاليد الرمضانية من خلال تجهيز وبيع الأكلات الرمضانية بإمكانات محدودة.
تسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للشهر السادس في غياب مختلف الأكلات في رمضان بفعل حالة النقص الشديد في الإمكانات والمواد الغذائية، إلا أن هناك من يحاول التغلب على الأزمة من خلال مواءمة بعض الأكلات بإمكانات بسيطة، عبر تجهيز الوجبات على نار الحطب.
تفتقد أسواق قطاع غزة الوجبات المُمَيِزة لشهر رمضان، التي تُعتبر من أبرز ملامح طقوسه الموسمية السنوية، كالعصائر، والحلويات، والمخللات، وأصناف التمور والأجبان، وباقي المُكونات الخاصة بوجبتي الإفطار والسحور.
ينعكس ذلك الواقع المأساوي مُباشرةً على الأسواق، إذ باتت بين نارين؛ الأولى تتمثل في غياب السلع الأساسية، أما الثانية، فهي الارتفاع الجنوني في الأسعار التي وصلت في بعض الأصناف الأساسية إلى أكثر من 20 أو 30 ضعفاً عن أسعارها الطبيعية، فيما تفاقمت الأزمة مع حلول شهر رمضان.
تسببت الأزمة المُركبة والمُتمثلة في الغلاء الشديد بأسعار الخضروات، والنقص الحاد بغاز الطهي، في غياب العديد من أصناف المأكولات الرمضانية، كما أدى الغلاء الكبير في السُّكر إلى اختفاء العديد من الحلويات الخاصة برمضان.
دفع ذلك الواقع العديد من الفلسطينيين إلى مُحاولة إيجاد بدائل أخرى، إذ تنشغل الفلسطينية سهير قديح، من مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة في إشعال نار الحطب لتجهيز رقائق السمبوسك.
وتقول قديح التي نزحت من مدينتها نحو مدينة رفح لـ"العربي الجديد" إنها تعتمد على تجهيز بعض المأكولات لتوفير الدخل الذي يعين أسرتها على توفير مستلزماتها الأساسية، بعد قيام ابنها البكر (محمد) ببيعها في السوق.
تلفت قديح إلى أنها اتجهت لتجهيز السمبوسك و"القطايف"، وبعض أصناف المُعجنات على نار الحطب، بإمكانات مُتواضعة، وجُهد مُضاعَف بسبب نزوحها برفقة أسرتها من دون أن تتمكن من اصطحاب أنبوبة الغاز وأدوات الطهي، في الوقت الذي تُعاني المدينة من شُح كبير في الغاز، وباقي المُتطلبات الأساسية للعمل.
وعلى الرُّغم من حالة الإرهاق الشديد التي أصابت قديح، تواصل عملها اليومي في تجهيز الأكلات. تقول: "يبدأ يومي مُبكراً لتجهيز الوجبات وإتاحتها لابني لبيعها في السوق، فيما نضطر إلى رفع سعر البيع، بسبب الغلاء الكبير في المواد الخام".
يتسبب الغلاء في أسعار المواد الأساسية الخاصة بصناعة المأكولات الرمضانية، بغلاء أكبر في بيعها، إذ ارتفعت أسعار العصائر الجاهزة من شيكل واحد إلى عشرة شواكل، فيما ارتفع سعر كيلو "القطايف" من 8 شواكل إلى 25 شيكلاً، كذلك سعر كيلو الكعك من 14 شيكلاً إلى 60 شيكلاً، علاوة على ارتفاع أسعار الأجبان، والتمور، والخضروات.
أما النازح الفلسطيني عبد الكريم أبو مرقة، وهو صاحب مطعم خاص بالمأكولات الشعبية في مدينة غزة، فقد بدأ مع حلول شهر رمضان بتجهيز بعض الأكلات الخاصة بوجبتي الإفطار والسحور.
يقول أبو مرقة لـ"العربي الجديد" إن الأزمة الكبيرة في غاز الطهي دفعته إلى تجهيز الوجبات على مرحلتين، الأولى يتم فيها تجهيز أواني فتة الحمص داخل الخيمة التي أنشأها غربي مدينة رفح، أما الثانية، فيتم فيها إنضاج الفلافل داخل السوق، على نار الحطب.
ويوضح أبو مرقة أن الغلاء وصل إلى كل شيء، إذ ارتفع سعر كيلو الحمص، وهو المكون الأساسي لعمله من 8 شواكل إلى 35 شيكلاً، إلى جانب ارتفاع أسعار الأواني البلاستيكية، وأكياس التعبئة، وزيت القلي، والملح، والبقدونس، والبصل، والفلفل، والمخللات بمختلف أصنافها.