مؤسسات فلسطينية تدعو الجنائية الدولية للإسراع بالتحقيق في استشهاد شيرين أبو عاقلة
طالبت مؤسسات وشخصيات فلسطينية، اليوم الأحد، بالتحرك والضغط على المحكمة الجنائية الدولية للإسراع بالبدء بالتحقيق باستشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، التي قتلت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الحادي عشر من الشهر الماضي، خلال تغطيتها للعدوان على مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وجاء ذلك خلال حفل تأبين الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة اليوم الأحد، بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والذي أقامته وزارة شؤون المرأة الفلسطينية بذكرى مرور أربعين يوماً على استشهادها، تزامناً مع تنظيم معرض صور خاص بالشهيدة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في كلمة له خلال الحفل، إن "قضية شيرين أصبحت شاهدة بمحكمة الجنايات الدولية على جرائم الاحتلال، لقد رفضنا التحقيق المشترك مع إسرائيل، لأن من يسرق تاريخ شعب قادر على أن يزور الرواية، ورفضنا تسليم الرصاصة التي قتلت بها شيرين، بل بالعكس نطالب بتسليم البندقية التي اغتالت شيرين".
وأكد اشتية على أن عدم معاقبة إسرائيل سيجعلها تقتل أكثر، "لذلك يجب معاقبة إسرائيل"، فيما حيا قناة الجزيرة التي أبقت قضية شيرين حية منذ استشهادها، كما أشار إلى أن كل الوفود الأجنبية التي زارت فلسطين والتقى بها عزت باستشهاد شيرين أبو عاقلة.
بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، في كلمة له، إن "اغتيال شيرين أبو عاقلة جريمة حرب تضاف إلى قائمة الجرائم الممنهجة، وإن الاحتلال يرتكب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني تكريساً لنظام الفصل العنصري، وانتهاكاً لأحكام القانون الدولي".
وتابع المالكي: "على الرغم من الإدانة الدولية لجريمة قتل أبو عاقلة، إلا أن إسرائيل لم تكترث لهذه الإدانات، واعتدت على جثمانها وقمع جنازتها والاعتداء على منزلها ومنع المعزين من الوصول إليه".
وأشار المالكي إلى أن "سياسة الإفلات من العقاب التي تحصّنت بها إسرائيل سمحت لها بتكرار هذه الجرائم بحق الصحافيين والصحافيات، وارتكاب جريمة قتل الصحافية غفران وراسنة"، فيما شدد المالكي على أن "ّدولة فلسطين مستمرة على الصعيد القانوني لتوفير الحماية للفلسطينيين والفلسطينيات.
وقال: "قدمنا بلاغاً لمكتب الجنائية الدولية حول جريمة اغتيال أبو عاقلة، وسلمنا المدعي العام للمحكمة كريم خان في التاسع من الشهر الجاري، ملف التحقيق المتعلق باستشهادها، وأن دولة فلسطين لن تقبل أن تحقق إسرائيل بهذه الجريمة".
بدوره، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول في كلمة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "شيرين أبو عاقلة جمعت كل فلسطين، وأدت رسالتها بكل إخلاص"، مؤكداً أن "جريمة قتل شيرين وكل شهداء فلسطين الذين قتلتهم قوات الاحتلال لن تمر من دون عقاب".
وأشار العالول إلى أن التحقيقات الفلسطينية الجنائية "شفافة ومهنية قامت بها النيابة العامة وأجهزة الأمن الفلسطينية، وأظهرت الحقيقة، وأن التحقيقات متاحة لكل الجهات الدولية، وتم تسليم نسخة منها لعائلة أبو عاقلة ولقناة الجزيرة".
في حين، أكد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري، في كلمته، أن شيرين أصبحت أيقونة فلسطينية، وأصبح يسمى باسمها الميادين العامة وأفواج التخرج والمنح الدراسية.
وقال العمري: "إن مصابنا جلل، لكنا لن ننسى ولن نغفر إلا بتحقيق العدالة لشيرين والقصاص من المجرمين والجناة، لقد قتلوا شيرين مرتين، مرة بالرصاص ومرة بالاعتداء على نعشها"، مشيراً إلى ملاحقة قتلتها بكافة المحافل الممكنة، وأنه قرار من أعلى المستويات في شبكة الجزيرة.
بدوره، قال نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في كلمته إنه "سيأتي اليوم الذي سيحاسب القتلة على جريمتهم، وإن قتل شيرين يأتي بسياق سياسة ممنهجة".
وأكد أبو بكر أن النقابة ذهبت للمحكمة الجنائية الدولية وسلمت المدعي العام للمحكمة كريم خان قضية استشهادها بناء على تحقيقات النيابة العامة والنائب العام الفلسطيني.
وأشار أبو بكر إلى أنه سوف يتم البدء بحملة إعلامية بالتعاون مع المؤسسات والصحافيين في العالم، للضغط من أجل أن يبدأ المدعي العام للجنائية الدولية بالتحقيق بقضية استشهاد شيرين أبو عاقلة وليس فتح التحقيق، "ولن نتراجع إلا ببدء التحقيق واستدعاء المتهمين بكل هذه الجريمة".
من جانبها، قالت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد، في كلمة لها، إن "شيرين نرى فيها قضية نساء فلسطين، وكذلك استشهاد الصحافية غفران وراسنة، وكذلك الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال".
أما انطوان أبو عاقلة، شقيق شيرين، فقد طالب بتحقيق العدالة لشقيقته، لـ"تبقى ذكراها مؤبدة"، فيما شكر الجميع على وقوفهم مع العائلة على مدار 40 يومًا الماضية.