دانا أبو خضر: النجاح في الأردن صنيعة المثابرة

01 نوفمبر 2021
تقدم دانا برنامج "دنيا يا دنيا" على قناة رؤيا الأردنية (فيسبوك)
+ الخط -

تشكو المذيعة والكاتبة الأردنية دانا أبو خضر، عدم وجود عمل مؤسسي يدعم صناعة الفن والإعلام في الأردن، مشيرة في حوارها مع "العربي الجديد" إلى أن الناجحين في مجالات الفن والثقافة والأدب والإعلام، صنيعة مثابرتهم، مضيفة: "من هو ناجح في الأردن، وصل إلى ما هو عليه بجهد واجتهاد شخصي، فليس هناك مظلة رسمية تدعم الموهوبين وتبني على خبراتهم وتستفيد من الشهرة التي يحققونها". 

تشير أبو خضر إلى مسألة في غاية الأهمية "بحسب تعبيرها"، قائلة: "ينقصنا دعم بعضنا لبعض وألا ننظر إلى نجاحات وإنجازات غيرنا بعين ضيقة. فللأسف لا توجد ثقة بالمبدعين الأردنيين، وبعض أصحاب المؤسسات يعانون من عقدة الأجنبي، معتقدين أن الفنان أو الإعلامي العربي أفضل من الأردني حتى دون أن يختبروا ذلك بأنفسهم، على الرغم من أن معظم الكوادر الإعلامية في وسائل الإعلام العربية، أردنيون وناجحون وجدوا الفرصة والمساحة لتقديم إبداعاتهم وحرفيتهم فتألقوا". وتدعو أبو خضر المشتغلين في الإعلام إلى التنبه لمستقبل المهنة، في ظل التغييرات الكبيرة المتوقعة في غضون عشرة أعوام، مؤكدة أنّ "الإعلام التقليدي سيختفي بالتأكيد، وعلينا أن تكون لدينا رؤية لما هو آتٍ". 

تنفي مقدمة برنامج "دنيا يا دنيا" التلفزيوني معاناتها من التفرقة الجندرية في الإعلام، شارحةً: "لي عشرة أعوام في قناة رؤيا، وهم يدعموننا جميعاً لتقديم الأفضل، لكن قد يكون الرجل متفرغاً بصورة أكبر لعمله، وكوني زوجة وأماً يقلل ذلك من فرص التفرغ لعملي مقارنة بالرجل، فعلينا كنساء مهام كثيرة، ومن يعمل في الإعلام عليه أن يكون متفرغاً طوال الوقت حتى يمارس إبداعه كما يشاء".

وأبوخضر القادمة إلى الإعلام والكتابة الإبداعية من خلفية أكاديمية، تؤكد شغفها الكبير بما تعمل، مبينة: "أحمل درجة البكالوريس في تخصص اللغات، لكنني لم أمارس التخصص، لتوجهي إلى العمل الإعلامي، وأجد في التقديم التلفزيوني والكتابة الإبداعية عالماً يفصلني عن رتابة الحياة وروتينها، فالشغف والحب هو ما يدفعني إلى الإبداع في عملي، وفي الموازنة بين مسؤولياتي كأم عاملة وبين بيتي وزوجي وطفليّ، وهو تحدٍّ كبير ليس بالمهمة السهلة والحياة ممتعة أكثر بوجود التحديات".

وتقول أبو خضر إنها أرادت من خلال رواية "على لائحة الانتظار"، مشاركة القراء فكرة أن النجاح نسبي وغير براق، معترفة بوجود محاولات فاشلة وإحباط واجهتها، قبل أن تتذوق ثمار الشهرة والنجاح والانتشار، مضيفة: "هناك مقاطع مطولة من سيرتي الذاتية مع زوجي الفنان طوني قطان الذي مرّ بتجربة مرضية صعبة جداً، تجاوزناها بالصبر والأمل والسعي للنجاة، وهي ليست سيرة ذاتية بالمطلق، بل يوميات وأمور مررت بها أحببت نقل تجربتها إلى الناس، لأن معظمهم يعتقدون أن الأشخاص الذين يعيشون تحت الأضواء حياتهم مثالية وليس بها مشاكل ولا منغصات. أحببت أن أوثق فشلي قبل نجاحي وأنّ لا شيء يحصل عليه المرء بسهولة".

ولا ترى أبو خضر أنّ من المبكر عليها كتابة رواية، وتقول: "سمعت بعض الانتقادات بمجرد إعلاني حفل التوقيع، لكنني شخصياً أردت أن أخرج ما كتبت على الورق من مخيلتي، ودعمني زوجي لتحقيق هذه الخطوة وإتمامها. المهم بعد ذلك أنني وجدت اهتماماً من الوسط الإعلامي بما قدمته، وفاجأتني جداً دار النشر عندما طلبوا الإذن مني لطبعة ثانية بعد ثلاثة أسابيع من صدور الكتاب، والآن أنا سعيدة بالطبعة الثالثة التي صارت اليوم بين يدي الناس، وشخصياً أعتبر أن الرواية وما رافقها من كتابة ومراجعة واستمزاج رأي وطباعة، هي من أجمل المراحل التي مرت عليّ في حياتي، فهذه التجربة علمتني أنه عندما تقدم مضموناً حقيقياً وصادقاً ستقرأ الناس، وعندما أقرأ ردود الفعل المشجعة أتأكد من صوابية قراري، وبالتأكيد ما أعيشه اليوم يحمّلني مسؤولية كبيرة تجاه ما أكتب وأقدم".

وحول تقديمها لبرنامج بعنوان "أم العريف" عبر منصة "يوتيوب"، تبين أبو خضر أنها حاولت الدمج بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، موضحة: "كنت أقضي فترة الأمومة وطرأ ببالي تقديم برنامج أسبوعي يحاكي اهتمامات الناس، نؤشر فيه على القضايا التي تخص النساء بشكل عام من زاوية اجتماعية غير مطروقة في الإعلام التقليدي، وأعتقد أنني ازددت خبرة بما قدمت، على الرغم من كوني غير راضية عن التجربة بشكل عام، لكنها أضافت إلى رصيدي المعرفي الكثير".

دلالات
المساهمون