خفض النفقات في "تويتر": كلّ الخيارات مطروحة

16 ديسمبر 2022
تعليمات بعدم الدفع للموردين تحسباً لدعاوى قضائية محتملة (كارينا جوهانسن/فرانس برس)
+ الخط -

على مدار الأسبوعين الماضيين، أحدث إيلون ماسك تغييرات في القسم القانوني في شركة تويتر، وحل مجلساً قدم إليها المشورة بشأن قضايا السلامة والأمن، ويواصل اتخاذ خطوات جذرية لخفض التكاليف. ويبدو أن ماسك يستعد للمعارك القانونية في "تويتر" التي اشتراها بـ44 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما قال 7 أشخاص مطلعين على المسألة لصحيفة نيويورك تايمز. وجدد وفريقه القسم القانوني في "تويتر"، وطرد أحد أقرب مستشاريه. وقالت المصادر نفسها، للصحيفة الأميركية، إن تعليمات صدرت للموظفين بعدم الدفع للموردين، تحسباً لدعاوى قضائية محتملة.

لخفض التكاليف، قال 3 أشخاص مقربين من الشركة إنها لم تدفع إيجار مقرها في سان فرانسيسكو أو أي من مكاتبها العالمية لأسابيع. رفضت "تويتر" أيضاً دفع فاتورة قيمتها 197725 دولاراً أميركياً للرحلات الجوية الخاصة التي جرت في الأسبوع الذي أنهى فيه ماسك الصفقة. وقال شخصان مطلعان إن قادة "تويتر" ناقشوا أيضاً عواقب الامتناع عن دفع تعويضات نهاية الخدمة لآلاف الأشخاص الذين سرحوا منذ الاستحواذ. وهدد ماسك الموظفين بدعاوى قضائية إذا تحدثوا إلى وسائل الإعلام و"تصرفوا بطريقة تتعارض مع مصلحة الشركة".

كان لدى ماسك فريق من المحترفين القانونيين المتناوبين جانبه. في أكتوبر، أقال كبير المسؤولين القانونيين والمستشار العام في الشركة، وعيّن محاميه الشخصي، أليكس سبيرو، لرئاسة الشؤون القانونية والسياسات. لم يعد سبيرو يعمل في "تويتر"، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على القرار التقتهم "نيويورك تايمز".

ومع الاستنزاف الكبير في شركة تويتر للمواهب القانونية، جراء الإقالات والاستقالات، سعى ماسك وراء محامين يعملون في شركاته الأخرى، وبينها سبايس إكس، لسد الفراغ. وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، منح أكثر من ستة محامين من شركة استكشاف الفضاء إمكانية الوصول إلى أنظمة "تويتر".

ومن بين التحديات القانونية التي تواجهها الشركة، تلك المتعلقة بلجنة التجارة الفيدرالية الأميركية التي تحقق في ما إذا كانت "تويتر" لا تزال ملتزمة مرسوم موافقة. عام 2011، وقّعت الشركة مرسوم موافقة مع لجنة التجارة الفيدرالية، بعد خرقين للبيانات، وأكدت أنها لن تضلل المستخدمين بشأن حماية الخصوصية. في مايو/ أيار، دفعت الشركة 150 مليون دولار للجنة ولوزارة العدل الأميركية، لتسوية مزاعم انتهاكها لبنود مرسوم الموافقة.

وحاول ماسك جذب الانتباه أيضاً من خلال ترويجه، طوال 10 أيام، لما أطلق عليه تسمية "ملفات تويتر"، وهي وثائق داخلية يُفترض أنها تقدّم تفسيرات للمسائل المتعلقة بالإشراف على المحتوى التي أثارت جدلاً، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

والاثنين الماضي، حلّ إيلون ماسك مجلس الثقة والأمن، وهو هيئة استشارية مؤلفة من خبراء خارج "تويتر" يساعدون في وضع سياسة الإشراف الخاصة بالشركة، بحسب ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست وشبكة سي أن أن. هذه الهيئة التي أنشأتها الشركة عام 2016 كان هدفها التصدي لخطاب الكراهية واستغلال الأطفال والانتحار وإيذاء النفس على المنصة. وجاء قرار حلها في اليوم نفسه الذي أعلن فيه ثلاثة من أعضائها استقالتهم في بيان نشر على "تويتر"، جاء فيه أنه "على عكس مزاعم إيلون ماسك، فإن سلامة مستخدمي تويتر ورفاهيتهم تتراجعان".

إلى ذلك، توقعت شركة إنسَيدر إنتلجنس أن يغادر أكثر من 30 مليون مستخدم منصة تويتر خلال العامين المقبلين، مع تزايد المخاوف بشأن المشكلات الفنية وانتشار المحتوى المسيء بعد استحواذ إيلون ماسك عليها مقابل 44 مليار دولار أميركي، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويتوقع انخفاض عدد المستخدمين الشهريين حول العالم بنحو 4 في المائة العام المقبل، و5 في المائة عام 2024، أي أكثر من 32 مليون مستخدم في المجموع، في أول انخفاض سنوي توقعته "إنسيدر إنتلجنس" منذ أن بدأت بتتبع منصة التواصل الاجتماعي عام 2008.

وقد أطلقت "تويتر" خدمتها المدفوعة الاثنين الماضي التي تتضمّن الحصول على علامة توثيق الحساب، بعد إطلاق صيغة أولى أعقبها انتشار حسابات مزيّفة وفوضى في الشبكة الاجتماعية. ويُفترض أن تتيح هذه الخدمة للمنصة تنويع إيراداتها التي تقتصر على الإعلانات. إلا أنّ العائدات المتأتية من الإعلانات تراجعت خلال الأشهر الأخيرة مع الانكماش الاقتصادي، في حين أن كُثراً من المعلنين شعروا بخيبة، نتيجة استحواذ ماسك على المنصة، خوفاً من إيجاد إعلاناتهم في محتوى مثير للجدل.

المساهمون