حفل جوائز أوسكار 95: الفانتازيا تسود

31 يناير 2023
حصل "إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس" على 11 ترشيحاً (تويتر)
+ الخط -

للأسف، كما الحال في العام السابق، صدرت ترشيحات النسخة 95 من حفل جوائز أوسكار من دون أن يوجد فيها أيّ فيلمٍ عربي، على العكس من العام 2021، حين وصل فيلمان هما "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية الذي ترشّح لجائزة أفضل فيلم أجنبي، و"الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي الذي وصل إلى القائمة النهائية لجائزة أفضل فيلمٍ قصير.

يعكس واقع السينما العربية، بدرجة أو بأخرى، الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المتردي في عالمنا العربي، على الرغم من أنّ هذا الواقع نفسه يحوي آلاف الحبكات الدرامية، التي قد تفوق أيّ خيال.

وبالحديث عن الواقع والخيال، فقد حاز فيلم "إيفريثينغ إيفريوير أول آت وانس" على أكبر نصيب من الترشيحات لجوائز الأكاديمية، ووصل عددها إلى 11 ترشيحاً، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة رئيسية وأفضل ممثلة مساعدة وأفضل ممثل مساعد.

ويعتبر هذا الفيلم مثالا نموذجيا لتداخل الواقع بالعبث وطغيان العالم الافتراضي على الحقيقي، حيث تتجاور الأكوان المتوازية مع عالمنا.

يدور الفيلم الأميركي حول مهاجرة صينية (تلعب الدور باقتدار ميشيل يوه) في الولايات المتحدة، تدير مع عائلتها مغسل ثيابٍ هناك، تكتشف أنّ عليها الاتصال بالأكوان المتوازية لمنع كائن قوي، يتجسد بأشكالٍ مختلفة، من تدمير عالمنا. يتخذ هذا الكائن شكل البطلة أو أفراد عائلتها حيناً، وشكل مدققة الضرائب الأميركية ورجال الشرطة في أحيانٍ أخرى.

برأيي أنّ الفيلم صعب، ويحتاج لأكثر من مشاهدة كي تستوعب سرعة إيقاعه وتداخل تعبيراته الفنية وإسقاطاته الفكرية، وهو من تأليف وإخراج دانيال كوان ودانييل شينرت. كتب الشريكان الفيلم من أجل الممثل المشهور جاكي شان الذي عاد واعتذر، ليتم استبداله بميشيل يوه، مع تعديل السيناريو بما يتناسب مع ذلك.

ويلحظ وجود أفلامٍ أخرى مرشحة هذا العام تمزج بين الواقع والخيال، وتعالج فكرة الموت ومعنى الحياة وكيفية الخروج من عبودية وأسر الجسد والواقع. وهو الحال في فيلم "تريانغل أوف سادنس" الذي حاز على السعفة الذهبية لمهرجان كان في مايو/ أيّار الماضي.

يتابع العمل السويدي رحلة أثرياء كبار من جنسياتٍ مختلفة على متن سفينة ركّاب فاخرة، فمنهم تجار روس يعملون في السماد، ومنهم رجال أعمال أميركيون يبيعون السلاح، إضافةً إلى عشيقين يعملان عارضَي أزياء. تتدهور الأمور مع تقدّم الرحلة، وتنتهي بكارثةٍ لن ينجو منها سوى قلّة من الركاب.

أيضاً، يبرز فيلم الخيال العلمي الرائع "أفاتار 2" للمخرج جميس كاميرون الذي يعالج جملةً من القضايا المرتبطة بالبيئة وعلاقتنا بالطبيعة. وعلى الصعيد الشخصي، أتوقع أن يحصل هذا الفيلم، المشغول بحرفية عالية وبميزانية بلغت 350 مليون دولار أميركي (بحسب تقديرات مجلة فرايتي)، على جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية.

المساهمون