هل ما زالت مهرجانات الجوائز العربية تأتي بثمارها؟ وماذا عن تنشيط هذه الفعاليات واستخدام التقنيات الجديدة عبر المواقع والمنصّات الإلكترونية التي تُجْمِع على نجاح هذا المسلسل أو الأغنية أو الكليب، وتمنح الجمهور الثقة المطلقة في فوز الأعمال الفنية خلال عام كامل بجائزة؟
أوقفت بيروت كل المهرجانات الخاصّة بتقديم الجوائز بسبب فيروس كورونا، في حين واجهت القاهرة الحظر بتنظيم أكثر من فعالية خاصة بالمهرجانات، ومنها مهرجانات سينمائية، كـ"مهرجان الجونة السينمائي" و"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، وأخيراً "مهرجان الإسكندرية السينمائي" و"مهرجان الفضائيات العربية" الذي انتهى قبل أيام.
لكن أبرز الأسماء التي فازت بالجوائز كانت أسماء تقليدية، وظهر واضحاً أن التسلُّق على شهرة هذه الأسماء هو القاعدة الأساسية التي خرجت منها هذه المهرجانات. إذْ تحول بعضها إلى حفل تكريم لشخصيَّة ما، أكثر مما هو مهرجان تقييمي للأعمال الفنية التي عرضت لهذه السنة.
مَنحُ يُسرا ونيللي كريم وأسماء أخرى جوائز أصبح عادة سنوية. إذْ تغيب أسماء جديدة مرة أخرى، من دون أسباب، كان يجب أن تخوض سباق الجوائز أو تنافِس على أفضلية الأعمال. وكذلك من الملاحظ غياب من بإمكانه "تصنيف" الأعمال الدرامية من خبراء أو كتّاب ونقاد.
لم يكتب للأعمال الدرامية التي عُرِضَت هذه السنة الفوز بالجوائز التي تُقدَّم عادة في فصلي الصيف والخريف. والسبب هو بلوغ الجائحة حدّاً عطّل من جديد معظم النشاطات والفعاليات الفنية التي كانت تُقدّم سنوياً.
قبل أيام، أعلن "مهرجان الفضائيات العربية" من القاهرة عن بعض الأسماء التي فازت بجوائز هذه السنة، والواضح من خلال طائفة الممثلين الذين فازوا في السباق أن المهرجان نفسه اختار بعض الأعمال الدرامية والمسلسلات التي لاقت نجاحاً أو إجماعاً شعبياً، ولو كانت معدودة قياساً إلى السنوات السابقة.
وسبب قلة عدد المسلسلات هذه السنة هو تأجيل العرض بعد توقف التصوير في مارس/آذار الماضي، وعدم إمكانية الشاشات عرضها في موسم رمضان.
في لبنان لم تنظم الفعاليات السنوية الخاصة بالجوائز، فارتاح المشرفون على جائزة "موركس دور" بعد عشرين عاماً من انطلاقتها، ولم يُسجل أي نشاط، حتى من خلال المواقع البديلة لمنح الجائزة عبر الموقع الخاص لها، ما يؤكد أن الجائزة كانت تعتمد على التمويل والرعاية التجارية التي يحققها الحفل، من أجل الربح المالي فقط.
غاب أيضاً حفل "بياف" الذي كان يُنظَّم كل عام لتكريم مجموعة من الشخصيات اللبنانية والعالمية، بسبب تفشي فيروس كورونا في لبنان، وكذلك بسبب الوضع الاقتصادي المتردي القائم منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019.
تُشكل استراحة منح الجوائز العربية مفصلاً هاماً لإعادة الرؤية نحو بعض الأعمال التي تدخل في إطار المحسوبيات والدفع المسبق لنيل الجائزة، خصوصاً في المهرجانات التي تقام في لبنان.
وحصدت السنوات الأخيرة مزيداً من الانتقادات حول المعايير الخاصة بمنح هذه الجوائز في لبنان، وطريقة الانتقاء التي يشرف عليها المنظمون المستجدون على هذه الفعاليات تحديداً، ومعظمهم أطباء تستهويهم الفنون والأضواء، لكن الواقع يقلب الصورة كل سنة على الرغم من الانتقادات واعتكاف مجموعة من الفنانين الأوائل عن قبول مثل هذه الجوائز بسبب المحسوبيات والمصالح التي دفعت البعض لتأسيس هذه الجوائز منذ سنوات.